الرمد في البصر والبصيرة..

يبدو أن ظلال عيد الأضحى ومستلزماته جعلت تجار السويداء يقفون على ساق واحدة ينتظرون الربح السريع بعد أن أيقنوا أن عيون الجهات الرقابية والمعنية أصابها الرمد، الأمر الذي دفعهم للمتاجرة أكثر في قوت الناس، وبعد أن أقبل الشتاء دون تحصين ضده بمادة المازوت، بعد أن تم تخدير المجتمع بأنه غير متوفر للتدفئة فقط  متوفر لتغطية حاجة السوق السوداء التي تتحكم بسعره ويشكل عبئاً على الأسر الفقيرة غير القادرة على شراء البرميل بقيمة 50 ألف ليرة سورية.. وأعين الجهات المسؤولة ترى بأم العين ولا ترى فهي مصابة بالرمد.. 

 شكل تجار السويداء جمعية المحتكرين ينضوي فيها العاملون في محطات المحروقات ومحلات الأغذية والألبسة والحاجات اليومية للمواطن، بعد أن حصلوا  على ترخيص رسمي ولافتة عريضة كتب عليها بالخط  الأسود: الربح السريع وعلى المستهلك أن يدفع بالتي هي أحسن! بقناعة منهم أن الجهات المعنية باتت غير قادرة على رؤية الحقيقة لإصابتها بالرمد..

هموم العيد لم تترك للخدمات شيئاً فهاهم اهالي قرية المتونة يشكون مجدداً من المجابل، وحين تم إبلاغ من يهمه الأمر جرى توافق ما تحت الطاولة على إجراء جولة للمواقع وإعلام أصحاب المجابل بعدم التشغيل في حينه كي يتم تدوين ذلك تقرير الجولة.. مع بقاء السبب والمسبب قائماً ظناً منهم أن عيون الأهالي مصابة بالرمد كعيون الجهات المسؤولة…

البسطات المخيمة على فضاء الشوارع العامة والبيع غير المنظم أمام المحلات التجارية بأسعار مضاعفة ونوعية رديئة، والتعامل بالمثل بينهم بعين الرضا من الجهات المعنية جعل الالعاب النارية وربما بعض الممنوعات تباع على المكشوف، واثقين أن الجهات الرقابية والمعنية مصابة بالرمد فهي لا ترى بوضح النهار كيف إذا غابت شمس الحقيقة وساد الظلام الدامس..

أسطوانة الغاز والحصول عليها هو اليوم الأول في العيد، كيف إذا نال برميل مازوت، والآن البنزين وكل ما حصل المواطن على مادة كان لديه عيد، ولكن السؤال أليس للجهات المعنية عين ترى بها ما يحدث لسد احتياجات الناس أم مصابة برمد؟.. والأهم هل مرض رمد البصر ينتشر بالعدوى بين الجهات.. أم هو مرض وبائي.. وهذا يتطلب من منظمة الصحة العالمية البحث وتصنيع لقاح خاص به كي لا ينتشر أكثر…

العدد 1140 - 22/01/2025