جرمانا تعاني.. والمحافظ يعد بحلول سريعة!

يعاني أهالي جرمانا والمقيمون فيها معاناة قاسية، تعددت وجوهها وأشكالها في حياتهم اليومية، وهذه المعاناة قديمة، ولكنها تفاقمت أضعافاً بعد انفجار الأزمة السورية (آذار 2011).. والمواطنون فيها يتحملون بصبر.. ويواصلون صمودهم، وترتسم على وجوههم ابتسامات صفراء حين يسمعون وعوداً حكومية بحل هذه المشكلة أو تلك.

يوم السبت الماضي، زار فريق الزميلة (تشرين) جرمانا، ضمن خطته (عيشها غير)، والتقى في المركز الثقافي العربي عدداً من ممثلي القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية، واستمع إلى ما طرحوه وسجل لقاءات معهم.

وقد أثار الرفيق ناصر قرموشة، عضو اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد، في اللقاء، ملامح مما يعانيه المواطنون في جرمانا، نستعرض هنا أبرزها:

الغلاء الفاحش

(ليست العبرة في توفر المواد والسلع في الأسواق، مادام تجار الأزمات يتحكمون بأسعارها، لقد صار الغلاء فاحشاً، ويجب أن تتدخل الحكومة بقوة، وأن تفتتح عدداً من صالات الخضار والفواكه مثلاً وأسواقاً ومجمعات استهلاكية، وأن توفر فيها تشكيلة واسعة ومتنوعة من السلع الغذائية وغير الغذائية مما يحتاجه المواطنون في حياتهم اليومية، وأن تكون أسعارها مناسبة لدخولهم. إذا لم تتدخل الحكومة في هذه الفترة، ونحن نعيش حالة حرب، فمتى تنوي أن تتدخل؟

أرى أنه لابد من أن تضرب الحكومة بيد من حديد على أيدي تجار الأزمات والمحتكرين، وأن تحاسبهم علناً.. وتسترد الأموال التي نهبوها من جيوب المواطنين.

النقل

المعاناة قاسية في تنقلاتنا اليومية، ويضيع وقت طويل في انتظار السرفيس ويدفع كثيرون أجرة مضاعفة، لأنهم يضطرون أن يركبوا مع السرفيس إلى نهاية الخط في جرمانا ليضمنوا مكاناً لهم فيه، عند انتقالهم إلى عملهم في دمشق.

مشفى حكومي

نطالب بالإسراع في إنجاز المشفى الحكومي، وقد مضت سنوات من الوعود الحكومية، فمعاناة المرضى في جرمانا مضاعفة، وخاصة الحالات الإسعافية، إذ يمكن أن يموت المريض قبل أن يصل إلى مشفى حكومي في دمشق (ازدحام – حواجز – طرق ضيقة)، أما إذا أسعف إلى مشفى خاص في جرمانا فالفاتورة الكبيرة يمكن أن تصيبه بجلطة جديدة!

المركز الثقافي.. والمدارس

نأمل الإسراع ببناء المركز الثقافي، فهو مثبت على المخطط التنظيمي منذ عام 2003. أما المدارس فالازدحام فيها غير معقول، ويسود نظام الدوامين، ما يستلزم ضرورة بناء مدارس جديدة.

الشفافية

الشعب السوري خسر الكثير، وجرمانا ليست استثناء في ذلك، وقد حان الوقت لممارسة الشفافية، وتفعيل التشاركية بمفهومها الوطني الشعبي، فالدفاع عن الوطن ليس مسؤولية الجيش وحده، بل واجب على كل مواطن، ونحن اليوم بحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ ثقافة التسامح، ولذلك أيضاً يجب الابتعاد عن ممارسة الإقصاء والتهميش، والتركيز على تعزيز ثقافة الحوار واحترام الآخر.

دعم البلدية

نطالب المحافظة والجهات الحكومية المعنية بتقديم مساعدات مالية عاجلة وآليات لبلدية جرمانا، من أجل ترميم الطرقات وتعزيل المطريات، وتحسين النظافة والخدمات الأخرى (كهرباء – هاتف)، فمع هذه الكثافة السكانية في جرمانا، (يقال إنه يقطن فيها أكثر من مليون ونصف مليون مواطن)، لا أرى مبرراً لهذا التقنين القاسي للكهرباء : 12 ساعة موزعة على 4 فترات).

يشار إلى أن هناك وجوهاً للمعاناة اليومية في جرمانا، غير ما سبق، تبدأ من رغيف الخبز وتدني مستوى جودته ونضجه، مروراً بالمازوت والغاز والحطب.. وصولاً إلى تفاقم ممارسات السلبطة والتحرش والاستفزاز التي يقوم بها كثير من الشباب الذين جرى تسليحهم عشوائياً، منذ بداية الأزمة، دون ضوابط، ولا إحساس بالمسؤولية، ولا محاسبة، إذ لا يمكن أن يكون الدفاع عن الوطن مبرراً لانتهاك كرامة المواطنين وحقوقهم وخصوصياتهم.

المحافظ.. وعود بسرعة التنفيذ

يذكر أنه كان منتظراً أن يحضر محافظ ريف دمشق هذا اللقاء في المركز الثقافي، ولكن – لحكمة ما- كان المحافظ في هذا الوقت يجتمع في مقر مجلس المدينة بأعضاء مجلس المدينة وبعض الفعاليات، وقد استمع إلى مداخلات، وأطلق وعوداً تتعلق بالمخطط التنظيمي، وإقامة مشفى وطني بسعة 100 سرير، وتسيير باصات من شركة النقل الداخلي.. وغير ذلك من مشاريع الكهرباء والمياه والصرف الصحي، تصل تكلفتها -حسبما أشارت (تشرين)- إلى مليار ليرة.. نأمل أن تأخذ هذه الوعود طريقها إلى التنفيذ قريباً.

العدد 1140 - 22/01/2025