اجتماع مركزية الحزب الشيوعي السوري الموحد: مواجهة الإرهاب التكفيري وتقوية عوامل الصمود

الحكومة مقصرة في حل المعضلات المعيشية.. تكريس الجهود لإنجاح المؤتمر الثاني عشر للحزب

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد يوم الجمعة 8 أيار 2015 اجتماعاً موسعاً بدمشق، برئاسة الرفيق رضوان مارتيني رئيس هيئة رئاسة اللجنة المركزية، وحضور الرفاق رئيس لجنة الرقابة وأعضائها، وعدد من أمناء اللجان المنطقية في المحافظات.

افتتحت هيئة رئاسة اللجنة المركزية الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحزب والوطن.

تلا ذلك تقديم هيئة الرئاسة تقريراً استعرض تنفيذ قرارات اجتماع المركزية السابق الذي عقد بتاريخ 12 كانون الأول 2014 وبعد ذلك قدم الرفيق نجم الدين خريط تقريراً عن نشاط الحزب منذ الاجتماع السابق والتحضيرات للمؤتمر الثاني عشر للحزب، مبيناً أن الحزب يسعى لأن يكون المؤتمر (وقفة جدية لمراجعة عملنا ونشاطنا، وقفة تبين أين أخفقنا وأين نجحنا، أين أصبنا وأين أخطأنا.. نريده رافعة للنهوض بوضعنا التنظيمي وتحسين صلاتنا وصلات حزبنا مع الجماهير، نريده مؤتمراً يساعد في إخراج البلاد من أزمتها، ويساهم بشكل فعال في رسم مستقبلها نحو مجتمع تعددي ديمقراطي علماني آمن ومستقر).

وقدم الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب بعد ذلك تقريراً عن مستجدات الأوضاع السياسية منذ الاجتماع السابق حتى اليوم.

ثم قدم الرفيق فؤاد البني عرضاً عن عمل لجنة النظام الداخلي ومنطلقاتها في اقتراح التعديلات.

وبعد المناقشة أقر الاجتماع الموسع للجنة المركزية التقارير المقدمة بعد إدخال الملاحظات والاقتراحات التي وردت في مداخلات الرفاق، كما قررت تكليف لجنة النظام الداخلي بإعادة صياغة التعديلات على أساس النقاش الذي جرى. ووافق الاجتماع على الموعد المقترح لانعقاد المؤتمر الـ،12 على أن تعقد قبل ذلك المؤتمرات الفرعية والمنطقية، وأن تناقش فيها مشاريع الوثائق والتقارير التي ستنجز وتوزع في الأسابيع القادمة.

والتقت (النور) على هامش الاجتماع عدداً من أعضاء اللجنة المركزية، للاطلاع على آرائهم حول المطلوب من اللجنة المركزية القيام به في ظل الظروف الراهنة.

أبو عاصي: اجتماعات المركزية تساعد على تطوير نضال الحزب وتلمّس هموم الجماهير

رأى الرفيق علم الدين أبو عاصي أن أمام اللجنة المركزية حالياً مهمتين رئيسيتين هما متابعة التحضير للمؤتمر الثاني عشر للحزب، وتعبئة كل القوى الوطنية ومنهم الشيوعيون لمجابهة الأخطار التي تحيق بالبلاد، مبيناً أن كل التقارير التي قدمت خلال الاجتماع الأخير ركزت على ذلك، كذلك فإن تعقيبات الرفاق ومداخلاتهم تدقق المواقف وتحسنها وتطورها بشكل مستمر.

ونوه الرفيق أبو عاصي بأنَّ اجتماعات الجنة المركزية عبارة عن عقل جماعي للحزب تساعد على تطوير نضال الحزب من أجل مصلحة الوطن ومصلحة الجماهير الشعبية عمالاً وفلاحين وكادحين بسواعدهم وأدمغتهم.

بوسته جي: الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة

وبيّن الرفيق أحمد بوسته جي أن النقاشات التي جرت خلال الاجتماع أكدت تفعيل عقل الحزب الشيوعي السوري الموحد بقضايا الوطن وأهميتها، إذ ناقش قضايا هامة جداً منها دعم صمود شعبنا، وفضح ما ترتكبه العصابات التكفيرية من أعمال إجرامية، إضافة إلى تسليط الضوء على ما يحاك لسورية من مؤامرات من قبل الإمبريالية العالمية ودول البترودولار وإسرائيل.

ولفت إلى أنَّ النقاشات تطرقت إلى الوضع الداخلي السوري وأهمية حل المشكلات المعيشية التي تكابدها الفئات الفقيرة والمتوسطة،وضرورة تشديد الرقابة الحكومية على الأسواق ، مع التأكيد على مكافحة الفساد الذي يساهم في تأزيم الأزمة وعرقلة حلها، مشدداً على أن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة.

وتطرق الاجتماع إلى أمور وقضايا هامة كتعبئة الرأي العام، وإيجاد جبهة عريضة ثقافية اجتماعية تعبوية تلعب دوراً في تعزيز صمود سورية.

رمدان: المركزية تحضر للمؤتمر الثاني عشر للحزب

وبيّن الرفيق محمد خليل رمدان أن اجتماعات اللجنة المركزية تعُقد اليوم بحضور جيد جداً على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سورية، لافتاً إلى أن اللجنة المركزية تقوم بعمل دؤوب في هذه الظروف بالتحضير للمؤتمر الثاني عشر للحزب الذي تترقبة كل قواعد الحزب وقياداته، مشيراً إلى أهمية العمل لتحضير كل الوثائق المطلوبة للمؤتمر.

وشدد رمدان على ضرورة قيام اللجنة المركزية بتعزيز الصلة مع هيئات الحزب وكوادره، وشرح سياسة الحزب وفكره، إضافة إلى اللقاء مع الجماهير والقوى السياسية الفاعلة، وأكد ضرورة تعزيز الفكر العلماني لمحاربة الفكر التكفيري الوهابي.

وأكد الرفيق رمدان أن سورية ستنتصر بجهود كل القوى اليسارية والوطنية والديمقراطية في سورية، مبيناً أن الشعب السوري له تجارب، فقد اجتاز كل المؤامرات من مشروع أيزنهاور إلى النقطة الرابعة إلى حلف بغداد إلى مؤامرات الإخوان المسلمين، وآخرها الغزو الإرهابي الحالي الذي سيتحطم على صخرة الوحدة الوطنية للشعب السوري.

أحمد سجيع: اللجان المنطقية مسؤولة عن زيادة توزيع جريدة (النور)

أما الرفيق أحمد سجيع فقد أثنى على عمل جريدة (النور) وطروحاتها المتميزة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكد ضرورة العمل على إيصال الجريدة إلى أكبر شريحة من الناس، لأنها لسان حال الحزب والمعبر عن مواقفه وآرائه، مؤكداً دور اللجان المنطقية بالدرجة الأولى لزيادة توزيع الجريدة.

بشار خريستين: مواجهة العدوان ووضع حد للمتلاعبين بقوت الشعب

وقال الرفيق بشار خريستين إنَّ الاجتماع تطرق للعديد من القضايا الأساسية التي تتعلق بالوضع الدولي والوضع الداخلي والأزمة السورية مسلطاً الضوء على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، إضافة إلى القضايا التي تتعلق بالحزب.

وأكد الرفيق خريستين ضرورة الحشد الشعبي الجماهيري لمواجهة العدوان وتفعيل دور الحزب في هذا المجال، لأننا نرى أن العدوان العالمي على سورية هو تدخل سافر في شؤوننا وتحويل بلادنا من مهد للحضارات إلى مقر للإرهابيين والقوى الظلامية التكفيرية، وهو أمر لا يمكن أن تسمح به القوى التقدمية واليسارية، ودورنا يتطلب الوقوف بصلابة في وجه هذا التدخل من خلال دور واضح نقوم به، مطالباً قيادة الحزب بوضع خطوات جديدة ملموسة في هذا الإطار. ومن القضايا التي تطرق لها الاجتماع بحسب خريستين الوضع الاقتصادي، إذ أكد الحضور أهمية حصر استيراد المواد الأساسية بيد مؤسسات الدولة، مشدداً على أهميتها في الفترة التي بات بعض كبار التجار فيها يسيطرون على المفاصل الاقتصادية في البلد لذا يجب التدخل بشكل حازم من قبل الدولة لوضع حد لسيطرة المتلاعبين بقوت الشعب.

 

قضايا في المداخلات

شارك في النقاش عشرون رفيقاً ورفيقة، وقدموا في مداخلاتهم ملاحظات ومقترحات بخصوص التعديلات المقترحة على نصوص النظام الداخلي، كما تطرق الرفاق في مداخلاتهم إلى تدهور سعر الليرة والغلاء الفاحش، ونددوا خصوصاً بالقرارات الحكومية التي رفعت أسعار الخدمات وأسعار كثير من المواد الغذائية والضرورية التي تباع في المؤسسات الاستهلاكية، وشددوا على ضرورة التدخل الحكومي الإيجابي للحد من هذا الغلاء.. وأشير إلى أن بعض المسؤولين لا يُبدون جدية كافية لترسيخ أجواء المصالحة والحل السياسي، وأن الفساد يستشري عمقاً واتساعاً، وأن خطره لا يقل عن خطر داعش والنصرة، ويلاحظ مثل ذلك أيضاً لدى الطرف الآخر، وهذا لا ينفي أن المزاج الشعبي العام يميل إلى أولوية الحل السياسي، ما يقتضي كثيراً من الحكمة والدقة والحزم.

وجرى التنبيه إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تتنامى وتتسع، خصوصاً في أوساط الشباب، والمخاطر التي يتعرضون لها.

ووُجّهت انتقادات إلى أداء الإعلام، لأنه لا يقوم بالدور المأمول ولا يلبي الحاجة.

وركز بعض الرفاق على أن الوحدة الوطنية تزداد تماسكاً مع تزايد هجمات الداعشيين والتكفيريين.

العدد 1140 - 22/01/2025