أغنية (منّو شرط)..المشاعر الإنسانية في مواجهة (كليبات) الإثارة وعرض المؤخرات
الحُب لا يدور في فلك الجمال الخارجي.. هذا هو المعنى الذي حملته أغنية المطرب ناصيف زيتون الجديدة بعنوان (منّو شرط)، وقد حققت رواجاً هائلاً إذ حصدت أكثر من مليون مشاهدة خلال أقل من يومين لنشرها.. فهل يجد الفن الرسولي الهادف انتشاراً كما هو حال الأغاني والأفلام التي تستثير الغرائز؟
لطالما أظهرت المسلسلات والأفلام والروايات- حتى عندما كنا أطفالاً كرسوا لدينا- أن (الحُب) مرتبط بالجمال (الحسناء والوحش، الأميرة النائمة، بياض الثلج، سندريلا.. مهند ونور). ومن المعروف أن أكثر نجمات هوليوود هن أكثر الأشخاص استهلاكاً على سطح الكوكب، إذ تُنفق النجمة الواحدة على اللباس والمكياج ما يكفي لإطعام قرية كاملة وتنميتها في إفريقيا.
يرجع تاريخ الصورة النمطية التي تظهر الحُب والجمال وكأنهما توءم سيامي، إلى عصور ما قبل النهضة والتنوير، إلى عصور جاهلية بامتياز اقترف فيها العقل الجمعي للجنس البشري الكثير من المُغالطات، والسبب الكامن وراء بقاء هذه الصورة النمطية واستمرارها هو هيمنة الرأسماليين على وسائل الإعلام وعلى السينما والمجلات.. إلخ، لك أن فكرة الجمال والأناقة تدر أرباحاً هائلة، فالتخلي مثلاً عن ملابس سليمة بسبب تبدّل الموضة فقط يدرّ أرباحاً للرأسماليين فما بالكم بمساحيق التجميل وغيرها، واليوم الأنثى هي الكائن الوحيد على سطح الأرض الذي يحمل معه حقيبة عُدّة عند مغادرة المنزل، عُدّة لصيانة جمالها الصناعي في أي زمان ومكان!
وقد كسر المطرب السوري ناصيف زيتون الصورة النمطية للحُب في أغنيته الجديدة (منو شرط) التي تجاوزت مشاهداتها مليون مشاهدة في أقل من يومين.. وفيما يلي تناول لأهم الإشكاليات التي تعتري مفهوم الحُب الرائج والمفارقة العميقة التي تضمنتها رسالة أغنية (منو شرط).. إذ لا يهم إن كان المحبوب مسناً أم قبيحاً أم من ذوي الاحتياجات الخاصة.. فالحب أكبر من أن يقف عند هذه التفاصيل، وقد ظهر الحب واقعياً بسيطاً وعميقاً ومحركاً للحياة، ولم يظهر كما في معظم الأغاني مستنداً إلى الجمال والسيارات الفارهة والإكسسوارات الباهرة ومسائل أخرى (مَلكية) إن صح التعبير، لا يحوزها معظم الناس.
ويذكر أن الأغنية من إخراج ريشا سركيس، وأن اللحن للملحن التركي المبدع يوسف هيال أوغلو، وتوزيع عمر صباغ.. وقد جاء اللحن ثرياً بالإيقاعات المتنوعة والجُمل الموسيقية التي تُعبر عن ثراء علاقة الحُب وانفعالاتها الوجدانية المتنوعة.