مشاكل وهموم… وحلول بطيئة أو مؤجلة!

الفلاح في السويداء لا يستطيع التخلي عن أرضه مهما اشتدت الصعاب، لأن اللون الأخضر يعني له التعايش بين القوة والفعل والاستمرار، لكنه في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم توفر مستلزماته يناشد أصحاب الضمائر استرداد حقه وتكاليف إنتاجه.

إن زيادة تكاليف الإنتاج في العمليات الزراعية باتت باهظة جداً، ويصعب هذه الأيام استردادها، لأن معاناة الفلاح لا تقاس بمعاناة الآخرين، محصوله الزراعي مرتبط بمتطلبات كثيرة لم تعد موجودة: الجرار وحاجته لمادة المازوت وهي غير متوفرة بالشكل الأمثل، وإن توفرت فسعرها ضعف السعر الرسمي، ما جعل أصحاب الآليات يطلبون سعراً لحراثة الدونم أكثر من 1000 ل.س، أو عملية التقليم التي باتت تحسب كل ساعة بكلفة 500 ل. س، والشجرة الواحدة تحتاج إلى أكثر من ساعتين، وقــــــــس على ذلك مواد الوقاية الباهظة، وتكلفة كل رشة تحتاج إلى أكثر من 70 ألف ل. س بمساحة لا تتجـــــاوز 23 دونماً، والموســـــــم بحــــــــاجة إلى أربع رشّات سنوياً، ولم يتحدث عن جمع بقايا التقليم والمخلفات، والسماد والقطــــــــف وآلية التسويق المدمرة لحيــــــــــاة الفلاح، الذي وجد نفسه مظـــــــلوماً إزاء مــــــا يجري حوله.

والسؤال: هل بات ابتزاز التاجر شرعة؟ ونحن أبناء السويداء المنتجين للتفاح نشتري في سوقنا المحلية كيلو التفاح بـ300 ل. س وعلى مرأى عيون المسؤولين دون تدخل بذلك، وفي مناطق أبعد سعره أقل بكثير، علماً أن التجار يشترون الإنتاج من فلاحنا بسعر الكيلو 40 ل. س ويباع في السويداء بـ 300 ل. س.. هل من جواب؟

 بدأ العمل في السويداء بقسائم البنزين.. وبدأت المتاجرة بدفتر القسائم بأسعار لم تتوقع… على الرغم من أن استخدام القسائم فرج كربة الأزمة.. ولكن ثقافة الفساد والاحتكار لم تفرج عن الناس كربتها..بل ظلت جاثمة على النفوس والقلوب.

لم يزد عدد أشجار اللوزيات بالسويداء، حتى يحدد صاحب البسطة للزبون سعر الكيلو من العوجة حسب نوع السيارة والطقم الذي يرتديه.. فهناك أسعار مختلفة، كنا نشتريه بأغلى سعر 200 ل. س، واليوم أرخص سعر له 1000 ل. س.. ماذا نقول لأطفالنا وأولادنا إذا اشتهوا بالشارع حبة العوجة؟ نقول لهم إنها عوجة ولا يمكن تجليسها؟ أم نضرب الولد وننهره والنهر ممنوع بقانون التربية؟ أم نقول لا نستطيع شراء الكيلو بــ1000 ل. س، لأنني يا ابني- العفو منك- موظف؟!

(النور) تطرح هنا أسئلة مشروعة: ألم يُحْدَث صندوق لدعم القطاع الزراعي؟ لماذا لا يدعم الفلاح بشراء إنتاجه بهامش ربح حقيقي يسترد تكاليف إنتاجه على الأقل، بدل أن يفكر بالسفر وترك أرضه بوراً.. وكذلك هل مهنة التدريس المقدسة ونحن نعيش أعياد المعلم باتت بمنظور الواسطات والمحسوبيات، أما زلنا نترحم على شوقي حينما قال: (كاد المعلم أن يكون رسولا)..

أم رحل شوقي ورحلت معه قيم الاحترام لمهنة التعليم؟!

أسئلة كثيرة وهموم أكثر والحلول أبطأ من سلحفاة..

العدد 1140 - 22/01/2025