الأتراك والخليجيون يضخون الرجال والعتاد والمليارات.. التعبئة الشعبية لدعم الصمود في جميع مناطق البلاد.. السوريون خلف جيشهم الوطني يتصدون لغزو الإرهابيين
كثفت المجموعات الإرهابية التكفيرية هجماتها وارتكبت أبشع المجازر في مناطق عدة، هادفة إلى إثارة مخاوف السوريين وزرع بذور الشك في قدرة جيش سورية الباسل على مقاومة غزو الإرهاب المدعوم من التحالف الدولي المعادي لسورية، والموجّه مباشرة من غرف العمليات في الرياض وإسطنبول وعمّان، والمساند بشرياً ولوجستياً من الخليجيين والأتراك.
لكن غزوات الإرهابيين قوبلت في جميع مناطق الاشتباك بصمود أسطوري قوامه الجيش السوري والدفاع الشعبي ومجموعات متطوعة من شباب سورية ونسائها ورجالها.
إنها معادلة صحيحة دائماً، عندما يتعرض الوطن للخطر، فالجميع مدعوون للدفاع عن كيانه، ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه، والتاريخ القريب مليء بمآثر المقاومة الشعبية وفيالق الأنصار التي كان لها دور هام في تحرير أوربا من غزو الهتلريين جنباً إلى جنب مع الجيش السوفييتي وجيوش الحلفاء.
الغزو الإرهابي الذي تتعرض له سورية وشعبها لم تشهد البشرية مثيلاً له، ويتساءل المحللون السياسيون والعسكريون في الخارج عن عوامل القوة التي سمحت للشعب السوري وجيشه الوطني بالاستمرار في تصديهما للإرهاب التكفيري الذي يحظى بدعم دولي.
السوريون يعرفون تماماً عوامل القوة هذه، إنها الإيمان بالوطن وجيشه، وعدالة حربه في مواجهة الغزو الإرهابي.
في جميع المناطق السورية التي تصدت للإرهابيين كان لأهالي هذه المناطق دور رئيس في دعم الجيش الوطني، لا في تقديم مستلزمات صموده فقط، بل في الوقوف إلى جانبه على المتراس، وقد ارتقى الكثيرون منهم إلى الشهادة دفاعاً عن الوطن.. كل الوطن.
الظروف الصعبة التي تمر بها سورية تتطلب رفع مستوى التعبئة الشعبية إلى درجات أعلى فأعلى، وهذا مايحصل اليوم في بعض مناطق التماس مع الإرهابيين كالسويداء مثلاً، لكننا نطالب بجعل هذه التعبئة شاملة، عامة في جميع المناطق، وهذه التعبئة ليست مقتصرة على الجانب البشري فقط، بل تتعداه إلى تأمين مستلزمات هذه التعبئة اللوجستية والإدارية والمعيشية والنفسية.
جاء في مهام وتوصيات اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد المنعقد بتاريخ 8 أيار 2015: (الدفاع عن الوطن هو الواجب الأول، والمهمة الأساسية بالنسبة لنا نحن الشيوعيين السوريين، وينبغي رفع مستوى التأهب والتعبئة الشعبية، واتخاذ الاستعدادات الضرورية لمواجهة عدوان الإرهاب..).
إن لجم الحرب النفسية والقصف الإعلامي، يتطلب إشاعة مناخ الطمأنينة، والتفاؤل بانتصار سورية على الإرهاب، وهذا ما يستدعي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والموقوفين ممن لم يحملوا السلاح ضد الوطن، وإحالة من يجب إحالته إلى المحاكم المختصة دون إبطاء، وبذل الجهود الحكومية لتأمين المستلزمات المعيشية والضرورية لهذه التعبئة في جميع المناطق السورية، وكبح أثرياء الحرب وشبكات الفساد الذين أنهكوا الوطن والمواطن، ويحاولون بممارساتهم وسرقاتهم واستغلالهم ظروف الحصار، تثبيط معنويات جماهير الشعب السوري.
جيشنا.. وشعبنا بجميع أحزابه الوطنية ومكوناته السياسية والاجتماعية والدينية، وفي جميع المدن والمناطق السورية، سيقفون صفاً واحداً دفاعاً عن الوطن.. أما من يحاول اللعب على وتر الانتماء المناطقي والطائفي لزرع الفتنة بين أبناء سورية، فنقول له: خسئت.. واسأل التاريخ عن شعب سورية الذي لم يركع يوماً.