السويداء تقاوم الإرهاب

ما كان متوقعاً حدث، والسويداء التي كانت في عين العاصفة دخلت في أتونها، وأثبتت أن حمية أبنائها وصلابتهم تماثل قساوة صخرها البازلتي. فكانت أرض قرية (الثعلة) تحتشد بأبناء الجبل ومن قراه كافة، ليعلنوا دفاعهم عن أرضهم وعرضهم، ومنع من يفكر بتدنيسها أو محاولة التسلل إليها. فرابطوا على تخومها ناشدين الموت في سبيل الدفاع عنها. ومضت عدة أيام ساد فيها مناوشات بين الجيش وبين القوى التي استولت على اللواء 52 وباتت تنظر نحو المطار المتمركز في قرية الثعلة.

وعملاً على دب الذعر، وإيقاظ الفتنة، استُهدفت مدينة السويداء بقذائف هاون يوم الخميس 11 حزيران 2015 ذهب ضحيتها ثلاثة شهداء أبرياء عزّل.. ولقد أثبتت الساعات العصيبة التي مرت على أبناء الجبل عدة حقائق منها:

– الشدائد تجمع أبناء الوطن الواحد ومنهم أبناء الجبل، وترفع من عزيمتهم وتوحد صفوفهم.

– ما عبر عنه أبناء الجبل من رفضهم الحماية من أي دولة إلا وطنهم سورية.

– ما أكده أبناء الجبل أن ضيوفهم النازحين من أرجاء الوطن بحمايتهم ولا يجوز لأحد التعرض لهم، أو الاعتداء عليهم. فالنسيج الاجتماعي للمحافظة غني ومتنوع ولن يسمح لأحد بتمزيقه.

– عدم وجود حاضنة للفكر الظلامي التكفيري.

بالأمس القريب صمدت (كوباني/ عين العرب) في مواجهة جحافل المغول، كما صمدت الحسكة وهزمت الإرهاب، ولاحقت قواتنا المسلحة الإرهابيين في جبال القلمون، واليوم السويداء تثبت قدرتها على القيام بواجبها سائرة على خطا بقية المناطق السورية الصامدة في وجه الإرهاب، مستلهمة بطولات قادة الثورة السورية وقائدها سلطان باشا الأطرش.

العدد 1140 - 22/01/2025