بوتين والسيسي يشددان على أهمية تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إن الطرفين شددا خلال المحادثات على أهمية تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب.

وأوضح تعليقاً على محادثاته مع السيسي في موسكو الأربعاء 26 آب قائلاً: (تم التشديد على الأهمية المبدئية لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة اللاعبين الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما فيها سورية).

وتابع إنه تناول مع نظيره المصري مسائل التصدي لمساعي التنظيمات الراديكالية، وبالدرجة الأولى ما يسمى بتنظيم (الدولة الإسلامية).

وأردف الرئيس الروسي قائلاً: لدينا مواقف متطابقة فيما يخص ضرورة تكثيف مكافحة الإرهاب الدولي، وهي مهمة تزداد أهميتها نظراً للمساعي العدوانية التي تبديها التنظيمات الراديكالية، وبالدرجة الأولى (الدولة الإسلامية).

ووصف بوتين محادثاته مع السيسي بأنها جرت في جو بنّاء وودي، إذ تبادل الطرفان الآراء حول مجمل العلاقات الثنائية التي كانت تحمل دائماً طابعاً ودياً ومتبادل المنفعة.

وقال إن الطرفين يتفقان أن تعزيز التعاون الروسي-المصري على الساحة الدولية يصب في المصالح الأصيلة للدولتين، مؤكداً أن محادثاته مع السيسي تناولت أيضاً مسائل أخرى تتعلق بالوضع في المنطقة.

من جانبه اعتبر السيسي أن لقاءه مع بوتين سيعطي دفعة إضافية للعلاقات بين البلدين التي شهدت على مدار العامين الماضيين نمواً مستمراً ونقلة نوعية حقيقية. وأضاف: (نسعى للبناء عليها لترسيخ شراكتنا في المستقبل، خاصة في ظل المواقف الشجاعة التي اتخذتها روسيا لدعم خيارات الشعب المصري في الوقت الذي واجهت فيه مصر تحديات جسيمة وغير مسبوقة).

وقال الرئيس المصري إن مناقشاته مع نظيره الروسي تطرقت إلى مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى تسجيل تلاق كبير في المصالح والرؤى حيال هذه القضايا.

وأضاف: (ركزنا بشكل خاص على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف. كما أكدنا محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية).

وقال السيسي إنه بحث مع بوتين الوضع في العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية، إضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الجميع، إذ اتفق الطرفان على ارتباط هذه الظاهرة باستمرار البؤر المتوترة في منطقة الشرق الأوسط. وأردف: (وهذا ما يملي علينا تكثيف التشاور والتعاون فيما بيننا لإيجاد حلول جذرية للأزمات في المنطقة بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضي دولها واستعادة أمنها واستقرارها).

كما أعرب الرئيس السيسي عن ارتياحه لما حققه البلدان خلال الفترة الماضية في التعاون العسكري، بما في ذلك في مجال التدريب وتبادل الخبرات، ولا سيما في مكافحة الإرهاب.

وأعلن الرئيس المصري أنه يأمل في استمرار هذا التعاون في إطار الحرص المشترك للدولتين على ضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز السلم والأمن الدوليين.

وتأتي زيارة السيسي إلى موسكو في الوقت الذي تواصل فيها القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمين والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم (داعش) الإرهابي.

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية الأسبوع الماضي إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ (داعش) تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء.

تجدر الإشارة إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس بوتين إلى مصر في نيسان الماضي شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غرب البلاد.

وإضافة إلى التعاون الاقتصادي، يتجه البلدان لتعزيز العلاقات في مجالات أخرى، ولاسيما في المجال العسكري التقني. وفي حزيران الماضي جرت أول مناورات بحرية مشتركة بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط.

ويذكر أنه في الآونة الأخيرة وقعت مصر وروسيا عقوداً لتوريد معدات عسكرية تقدر قيمتها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.

العدد 1140 - 22/01/2025