نخبة اقتصاديّي سورية في قبو مساحته 40 متراً!

 لم يأتِ احتفال جمعية العلوم الاقتصادية في ذكرى تأسيسها الخمسين مغايراً لمسيرتها الطويلة والغنية في خدمة سورية واقتصادها الوطني على مدى خمسين عاماً. فقد أرادته الجمعية ممثلة بمجلس إدارتها وأعضائها معبراً عن الهم الوطني، ووجع الاقتصاد.. وانعكاسه على الأوضاع الاجتماعية للمواطنين. لم تتخلل هذا الاحتفال مشاعر الرضا عن النفس، بل جرى التذكير فيه بأهمية المسائل التي بحثتها الجمعية عبر ندوتها الشهرية (الثلاثاء الاقتصادي) وحلقات البحث التي تلتها، وبإصرارها على مواصلة المشوار من أجل سورية الجميلة.. الموحدة.. المتطورة اقتصادياً واجتماعياً، ومن أجل عراقة شعبها وسعادته.

جمعية العلوم الاقتصادية هي مركز أبحاث لدعم الاقتصاد الوطني.. هي استشاريّ مجانيّ للحكومة، لمساعدتها على وضع السياسات الاقتصادية الملائمة.. فهي لم تترك شاردة ولا واردة في قطاعاتنا المنتجة إلا تطرقت إلى سبل تطورها، ووضعت الاقتراحات المناسبة لذلك.

من شهد احتفال الجمعية بذكراها الخمسين والأوراق الأربع المهمة التي عرضتها، ومن تعرف على أعضائها القدماء والجدد، ومن يذكر التجاوب الشعبي مع ندواتها المتعددة التي ترتقي إلى مستوى مراكز البحث الكبرى في الدول المتطورة، يستغرب أن يكون مقرّ هذه الجمعية هو قبو رطب مساحته 40 متراً أو أكثر بقليل، وأن تأتي مواردها من اشتراكات أعضائها الرمزية.. وبعض التبرعات التي يتدبرها مجلس الإدارة من هنا وهناك!!

إننا نضع هذه القضية أمام السيد رئيس مجلس الوزراء، بل أمام جميع المسؤولين الآخرين.. هذا لا يليق بسورية، ولا باقتصاد سورية، ولا بالجهود التي بذلتها هذه الجمعية خلال خمسين عاماً.

إن دعم جمعية العلوم الاقتصادية يعني ببساطة شديدة احترام مآثرها، وتاريخها، والاعتراف بجهودها الوطنية المنزهة عن أي مكسب حزبي أو فئوي.

تحية من القلب لكل من ساهم في تأسيسها وتابع مسيرتها، ومازال متابعاً، من أعضاء هذه الجمعية الوطنية الرائدة..

نحن بانتظار الاحتفال بالذكرى الـ 51 لتأسيس هذه الجمعية في مقرها الجديد الممنوح لها من حكومة الجمهورية العربية السورية في ذكرى تأسيسها الخمسين.. ما رأي الحكومة؟

العدد 1140 - 22/01/2025