رعونة وإهمال والضريبة أرواح الأبرياء !

 وردت إلى مكتب جريدة (النور) بالسويداء مجموعة من الشكاوى مفادها أن الطالب في المرحلة الإعدادية وما دون، يحمل ضمن حقيبته المدرسية أكثر من عشرة كيلو غرامات، وهذا ما يسبب اهتلاك الحقائب خلال فترة وجيزة، وكل حقيبة بات سعرها لا يطاق ويسبب كذلك انحناء في فقرات الأطفال وفي جيوب الكبار..وثمة سؤال آخر لمديرية التربية بالسويداء: لماذا لا يجري ترميم المدارس خلال فترة العطلة الصيفية بدلاً من توقيع عقود تنفيذ الترميم قبل بدء العام الدراسي بأيام قليلة..وحرمان الطلاب عشرة أيام على الأقل من الدوام والتدريس؟ وماذا نقول لأولادنا الذين أرادوها فرصة لهم للاستمرار بالعطلة؟

وذكرت جريدة (النور) سابقاً أن تشفيط الدراجات النارية أمام المدارس والحوادث متكررة، وفُقد عدد من الشباب يومياً نتيجة رعونة من يركبونها وعدم القدرة على ضبطهم، وهي تعود لأصحاب الحظوة عند السادة المسؤولين والمعنيين، وكأن أرواح أطفالنا رخيصة كي تقدم هدية لهم ولرعونتهم…خاصة ممن تسلموا سلاحاً بقصد (حماية الأرض والعرض) وباتوا يستعرضون بها ويتاجرون ويبتزون من عامة المجتمع، وهم من الشباب الذين تكتنف حياتهم المراهقة الفاسدة فقط، أو أنهم أبناء مسؤولين أو جاهات أو لهم واسطات ولا يحاسبون.. اللهم بلا حسد.

كثيراً ما تحدث مخاطر يكون المتسبب بها أصحاب الدراجات النارية، ويحمّلون أعباء رعونتهم لأصحاب السيارات لأن القانون يحميهم، بحجة أنهم يحسبون في القانون راجلين (بمعنى إذا اصطدمت سيارة بدراجة نارية أو هوائية يكون القانون مع الدراجة ويحاسب صاحب السيارة)، بينما هم يتسببون بالخطر والموت والفساد والذعر في الشوارع والطرقات، بأشكال متعددة مثل (التقبين) على عجلة واحدة في الشوارع المزدحمة، أو التسبب بالإزعاج بفتح الأشطمانات بسرعة مخيفة، فهذا لا علاقة للقانون به.

وحين سألنا أحد المسؤولين أجابنا: لا نستطيع السيطرة على الدراجات النارية، إذ ما إن تحجز دراجة نارية تسببت بحادث حتى يأتي أصحابها بالواسطات والجاهات والهواتف من كل حدب وصوب، ونحن نقوم بدرء الموقف.

أما ما هو قيد التدوال بين المواطنين هذه الأيام فهو مشاكل الصرافات الآلية المعطل معظمها والتي لا تلبي الحاجة بسبب قلة عددها وعدم توزيعها توزيعاً عادلاً، إضافة إلى أعطالها المتكررة وانقطاع التيار الكهربائي وقلة المولدات والمحروقات المخصصة لها، ما شكل عبئاً على الموظف، وترد حوادث كثيرة منها عندما يبدأ عد الراتب تنقطع الكهرباء وتبلع الصرافة بقية الراتب، وهذا يكلف الموظف معاملة إدارية تدوم لشهرين وأكثر حتى يحصل على راتبه، حتى باتت صيحات الناس تعلو طالبة الرحمة لأيام معتمد الرواتب الذين كانوا ينتظرون الموظفين في مكاتبهم ولا يتأخر الراتب أكثر من يوم أو يومين.

و(النور) تنتظر من مديرية التربية حل المشاكل والهموم التي تعترض حياة الطلاب والأهل، وكذلك تنتظر إيجاد ما يحفظ وقت الموظف لاستلام راتبه دون خوف من انقطاع الكهرباء وبلع راتبه، وكذلك اتخاذ القرارات الناجعة لوضع حد للدراجات النارية بصوتها وضجيجها المسيء للذوق العام ولأرواح الأبرياء، وهناك أسئلة كثيرة يعانيها مواطن السويداء ولا حول له سوى الصبر والسلوان على ما يفقد يومياً.

العدد 1140 - 22/01/2025