المناضل الوطني الفريق عفيف البزري (1914-1994)

 ودعت دمشق في يوم الجمعة 28/1/1994 الفريق عفيف البزري، رئيس الأركان الأسبق للجيش العربي السوري، والشخصية الوطنية المعروفة.

كان الفقيد أحد ضباط الجيش الذين ساندوا الحركة الوطنية ضد الانتداب الفرنسي بكل قواهم، وتعرضوا في أيام الاحتلال لمنع الترفيع والطرد من الجيش وللاعتقال والسجن.

وبسبب مقاومته لعدوان أيار 1945 أوقفه المستعمرون وزجّوه في السجن العسكري في بيروت، لكنه تمكن من الفرار والالتحاق بالحركة الوطنية، وانضم إلى الجيش العربي السوري، وساهم بنشاط في إعادة تشكيله وتنظيمه وتدريبه. وفي عام 1948 شارك في الحرب غير المتكافئة التي خاضها الجيش السوري الفتي على أرض فلسطين، وكان طوال حياته مناضلاً عنيداً ضد الأحلاف الاستعمارية والأنظمة الديكتاتورية، وأصبح رئيساً لأركان الجيش في عام 1955، وشارك كممثل للجيش في التجمع القومي الذي واجه التحديات الاستعمارية، وعمل بالتعاون مع كثيرين من الضباط الوطنيين المخلصين لإقامة تحالف وطيد بين الشعب والجيش.. ولمقاومة الحشود التي حشدتها تركيا بأمر من الولايات المتحدة على حدود سورية الشمالية، وساهم في تأسيس المقاومة الشعبية وتدريبها لتساهم في صد كل عدوان محتمل.

ودعم عفيف البزري ورفاقه بنشاطه الثورة الجزائرية ونجحوا في تزويدها بالسلاح، وتمكن الجيش السوري أثناء قيادته من كسر احتكار الغرب لتزويد البلدان النامية بالسلاح. وأثناء العدوان الثلاثي على مصر تحملوا مسؤولية قيام العمال بنسف أنابيب شركة نفط العراق الإنكليزية الفرنسية المارة في سورية.

ولعب الفريق عفيف البزري دوراً هاماً في إقامة الوحدة السورية المصرية، وسعى لأن تكون وحدة وطنية مستمرة، وأصبح قائداً للجيش الأول في الجمهورية العربية المتحدة.وبعد أن تقاعد عام 1958 وجه كل جهده لدراسة أوضاع بلده، وكتب الكثير من الدراسات، وألقى الكثير من المحاضرات التي تتضمن الأسس الضرورية لتقدم قدرات الوطن والشعب وتطويرها..

وعلى أثر حرب تشرين عام 1973 تولى رئاسة اللجان الشعبية للدفاع عن الوطن.

العدد 1140 - 22/01/2025