مشفى وطني في السويداء أم حاضن رسمي للفيروسات؟!

  واقعة جديرة بالعناية المشددة لمراكز الضمير المهني والإنساني، لاتصالها بأخطاء قطاع من أهم القطاعات العامة، لأنه يخص صحة المواطن، جسداً وروحاً، هو وزارة الصحة نذكرها باختصار:

أُجريت أوائل الشهر الماضي، في المشفى الوطني في السويداء، عملية سحب الماء الأبيض من إحدى عيني قريب لي، وبدل أن تتحسن رؤيتها فقدت بصرها كليّاً، والسبب حسب الطبيب المعالج، هو تسرب فيروس إليها، من الأدوات المستعملة أثناء العملية، أو من أكياس المصل الملوثة، مما أدى لالتهاب شبكيتها. وجرى تخريج المريض على أثر ذلك، على نية إدخاله مشفى ابن النفيس الخاص بطب العيون في دمشق.

أما وقد رفض ذلك المشفى إدخاله، بعذر أقبح من ذنب، وهو رفعاً لاحتمال تسبب المريض بنقل الفيروس إلى مرضى المشفى، فقد تم تحويله بعد جهد جهيد إلى مستشفى المواساة. والمؤسف حين لا ينفع الأسف، أن ما حصل لقريبي، قد حصل لأكثر من عشرة مرضى آخرين، في المشفى والقسم ذاتهما!

وإذ نشير لما حدث في يوم واحد، في قسم واحد، في مشفى واحد، من مشافينا العامة، واضعين الأمر في عهدة أولي الأمر.. نتساءل:

_ ترى كم يبلغ عدد الأخطاء العاطبة والقاتلة، وعدد ضحاياها في جميع مشافينا في اليوم؟

_ وما الفائدة إذا خرج الماء الأبيض أو الأسود، ودخل ما هو ألعن، وخربت العين؟

_ بل ما جدوى أن تنجح العملية، ويموت المريض؟

وأخيراً، وبناءً على ما وصلنا وذكر هنا، وما وصلكم ولم يُذكر، مما يحدث في ذلك المركز الصحي في السويداء، هل يستوي ويصح الإبقاء على تسميته (مشفى)..؟!

ح . هـ

العدد 1140 - 22/01/2025