بداية كل يوم (أول ولادة لنا)
هي الحياة، مستمرة رغم كل شيء، رغم كل الضغوط، رغم الفوضى، رغم الحزن والبكاء وقسوة العمل، دائماً هناك بداية جديدة تشعرنا أننا بدأنا من جديد، وكأن صباحنا هو ولادة جديدة سواء في الدراسة وفي العمل في الحياة المنزلية والحارة، وحتى مع الأهل والأصدقاء خارج نطاق العمل والدراسة، فهو إشراقه جديدة بضحكة جديدة.. ومهما بلغ بنا العمر يبقى بداخلنا هذا الطفل العابث بمشاعرنا يحمل معه باقة أمل ننسى معها سنوات كثيرة مرت بشقاء لنكون وليدي اللحظة الراهنة، فلا يمكن أن نلغي الطاقة الموجودة بين ضلوعنا الممزوجة بأحلام كثيرة، منها ما تحقق، وبعضها مازال جالساً على أريكة أفكارنا ينتظر صباح يوم جديد ليولد بحلته الجميلة مصطحباً معه أفراحنا لولادته، فلا يمكن لنا أن نتجاهل وجودنا بزحمة الحياة، حركتنا، ضحكتنا، حزننا وحتى مرضنا، وتنقلنا نسير بأجسادنا بين أزقتها، كل هذا مؤشر لأننا مازلنا موجودين ومازال البقاء أشد قوة من الموت، والفرح أقوى تأثيراً من الحزن، والأمل أكثر سطوعاً من القنوط، فلا يمكن لعتمة نفوسنا أن تلغي وجود شمعة حيوية بداخلنا، ولا يمكن لفوضى الحياة أن تسرق منا حلمنا وأملنا بالبقاء، ليكون بذلك كل يوم من أيامنا انطلاقة جديدة، كأننا ولجنا الدنيا لأول مرة بعد صرخة المخاض. حتماً هناك صدى ضحكة بقدوم مبشر جديد لحياة أتت بعد ركود طويل سواء دام لأشهر أو أيام أو ساعات، لا ضرر ما دام سطع فجرنا حاملاً طاقة جديدة هي حبنا للحياة، لندرك تماماً أن لاشيء يلغي وجودنا إلا الموت لأنه مشيئة قدر محتم، لذلك علينا أن نجعل من كل صباح ولادة لطالما نهضنا من جديد أحياء على الدنيا، فلا تقل انتهت أحلامي وماتت طموحاتي وقتل أملي.
تذكر أنك موجود وأن الحياة وهبتك فرصة جديدة بحلة جديدة لتنهض محطماً قيود اليأس بحيوية طاقتك المفعمة بالأمل وتصنع الأحلام من جديد، فأنت حي ما دمت تفوهت بتحية الصباح لمن حولك.