لافروف: يستحيل إيجاد حل سلمي في سورية من دون الأسد…كيري: ضرورة التحرك والتعاون لدحر تنظيم داعش
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ويستحيل إيجاد حل سلمي من دونه.
ولفت الوزير في مقابلة مع إذاعة (صوت روسيا) بثت الخميس 19 تشرين الثاني، إلى أن شركاء روسيا الغربيين ومن بعض الدول الأخرى يرددون توقعاتهم بسقوط الأسد قريبا، ويصرحون بأن (أيامه معدودة) طوال السنوات الأربع منذ اندلاع الأزمة السورية.
وتابع: (لكن جميع هذه التوقعات.. باندلاع انتفاضة شعبية والإطاحة بالأسد لم تتحقق. والمعنى هو أن الأسد يمثل مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ولذلك لا يمكن التوصل إلى حل سلمي من دونه).
واعتبر الوزير أن الدول الغربية أدركت بطلان تصريحاتها السابقة التي كان مفادها أن جميع قضايا سورية ستحل تلقائياً برحيل الأسد.
وأوضح أن روسيا بدأت تشعر بتعديل الموقف الغربي من الأزمة السورية منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما تساءل: (هل تدركون ما فعلتموه؟).
وتابع لافروف أن روسيا بدأت تتلقى أجوبة عن هذا السؤال، كما أنها لاحظت تعديل الموقف الغربي من الحماس الذي رد به الغرب على مبادرتها إجراء مفاوضات واسعة النطاق متعددة الأطراف حول سورية.
وفيما يخص قرار الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند البدء بالتنسيق في سورية، قال لافروف إن السياسيين العقلاء يدركون ضرورة وضع المسائل الثانوية جانباً والتركيز على التصدي لتنظيم داعش.
وذكر لافروف بأن الأمريكيين امتنعوا عن التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سورية، ولم يوافقوا إلا على اتفاق محدود ضروري لتجنب حوادث غير مرغوب فيها في أجواء سورية بين طائرات تابعة للبلدين، بل ربطوا إمكانية إطلاق التنسيق العسكري بحل مسألة رحيل الأسد.
وأضاف: (إنهم يطلقون على الأسد مغناطيس يجذب الإرهابيين. لكننا إذا اتبعنا هذا المنطق، فسنستنتج أنه ليس الأسد المغناطيس الوحيد للإرهاب، بل بدأ لبنان وتركيا وفرنسا ومصر تجذب الإرهابيين أيضاً).
وأعاد إلى الأذهان أن فرنسا وتركيا كانتا تتخذان دائماً موقفاً أكثر شدة من الأسد، لكن ذلك لم ينقذهما من الهجمات الإرهابية. وقال: داعش يسعى لتحقيق أهداف خاصة به بغية إقامة ما يسمى (الخلافة)، دون أن يربط ذلك بأي شكل من الأشكال بالتطورات في سورية، ودون أن يأخذ بالحسبان مواقف مختلف الدول من بشار الأسد).
ومن جهة أخرى، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود أي اتفاق بين المشاركين في محادثات فيينا حول إبعاد الأسد عن التسوية في سورية، معرباً عن أمله في إطلاق العملية السياسية في يناير المقبل.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل في موسكو الأربعاء 18 تشرين الثاني: (لم يجر التوصل إلى أي اتفاق حول عدم مشاركة الرئيس الأسد في مرحلة من مراحل العملية السياسية).
وأوضح أن بعض الشركاء قدموا أفكاراً بشأن إبعاد الأسد، لكن تلك الأفكار لم تحظ بالإجماع خلال محادثات فيينا. وأشار الوزير الروسي في هذا السياق إلى تعديل موقف (بعض شركائنا الغربيين)، مضيفاً أن هذا التطور جاء للأسف الشديد بثمن باهظ ناتج عن هجمات إرهابية مروعة.
وأعرب عن أمله في أن يتبنى الشركاء الغربيون الآخرون هذا الموقف أيضاً. وفيما يخص الموقف القائل إنه من المستحيل إطلاق حرب حقيقية ضد داعش وأمثاله إلا بعد توضيح مصير الأسد، قال لافروف إنه يعول على وضع هذه المسألة جانباً.
وأردف لافروف قائلاً: (إننا بحثنا هذا الموضوع بالتفاصيل مع الشركاء الأمريكيين الذين سبق لهم أن دافعوا عن هذا المنطق بإصرار. ويبدو لي أنه لم تعد هناك أية شكوك في أن طرح شروط مسبقة لتوحيد الصفوف في محاربة (الدولة الإسلامية) يعد أمراً غير مقبول على الإطلاق).
وتابع أن موسكو تأمل في أن يجري إطلاق العملية السياسية للتسوية في سورية في الموعد المحدد أي، في كانون الثاني عام 2016. وعلى الرغم من إشارته إلى كون هذا الموعد قابلا للتعديل، قال لافروف: (كلما أجلنا إطلاق العملية السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة، ازداد الوضع سوءاً بالنسبة للشعب السوري).
وفي الوقت نفسه أكد لافروف أن إطلاق العملية السياسية في سورية يتطلب مشاركة وفد للمعارضة ذي تمثيل واسع. وأعاد إلى الأذهان أن وقتاً طويلاً مر حتى أدرك جميع الأطراف هذه الضرورة، وأعرب عن أمله في أن تستغرق عملية تشكيل مثل هذا الوفد وقتاً أقصر بكثير.
وقال وزير الخارجية الروسي إن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء ومقتل ركابها وأفراد طاقمها يعد اعتداء على روسيا، مؤكداً أن موسكو ستستخدم جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها
وأكد وزير الخارجية الروسي أن تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب يمثل المهمة ذات الأولوية، وذلك بموازاة دفع العملية السياسية في سورية إلى الأمام بمراعاة المبادئ التي اتفق عليها المشاركون في المجموعة الدولية لدعم سورية يوم 14 تشرين الثاني في فيينا.
وأشار في هذا السياق إلى أن جميع المشاركين في محادثات فيينا وافقوا على مبادرة موسكو الخاصة بوضع قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية في سورية. وأكد أن الجانب الروسي تلقى منذ أسبوعين قوائم بأسماء التنظيمات الإرهابية من الشركاء الأمريكيين وبعض الدول الأخرى. وقال: (هناك تفهّم مشترك في صفوف أعضاء مجموعة دعم سورية أنه بعد توصلنا إلى توافق، يجب إدراج تنظيمات أخرى، إضافة إلى داعش والنصرة على قائمة المنظمات الإرهابية الخاصة بمجلس الأمن).
وأكد لافروف التضامن الروسي مع لبنان التي يتأثر بجميع عواقب الأزمة السورية والنزعات المسلحة الأخرى في المنطقة. ورحب بالجولة الأخيرة من الحوار الوطني اللبناني التي جرت الثلاثاء.
كيري: الصراع في سورية حرب أهلية وأخرى بالوكالة
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الصراع في سورية حرب أهلية وأخرى بالوكالة تشنها قوى خارجية، ويجب إنهاؤها.
وأضاف كيري في مؤتمر حول الأمن الدبلوماسي في واشنطن الأربعاء 18 تشرين الثاني، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر السماح بوجود قوات أمريكية خاصة تعمل في سورية، مؤكداً أن (وجود قوات خاصة أمريكية بسورية سيزيد الضغوط على (داعش). وأعلن (شرعنا بإقفال الحدود بين سورية وتركيا وسنقفل ما تبقى منها بالتعاون مع السلطات التركية).
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة عدم التأخر في تبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول فيما يتعلق بداعش والإرهاب، مؤكداً ضرورة (التحرك والتعاون لدحر تنظيم داعش). وأعلن (سوف نواصل حملتنا لمنع تهريب (داعش) للنفط الذي يستخدمه لتمويل نفسه، مشيراً إلى تحقيق تقدم ضد داعش في سورية والعراق.
وقال كيري إن (عملية الانتقال السياسي في سورية ستسهل علينا هزيمة تنظيم (داعش)، موضحاً (نريد سورية موحدة وعلمانية، وقد ركز الجميع (في فيينا) على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية، كما أكد كيري أنّه (بعد سنة ونصف ستكون هناك انتخابات في سورية).