الجيش السوري والطائرات الروسية يوجهون ضربات قاسية للإرهابيين…..هـل تثمـر الجهـود الـدوليـة؟
تستمر الاتصالات على الصعيد الدولي لوضع ما اتفق عليه في فيينا 1 وفيينا 2 موضع التنفيذ.. وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو الأربعاء 25/11/،2015 استمراراً للتنسيق بين البلدين الصديقين.. كذلك فإن موسكو على موعد مع زيارة الرئيس الفرنسي، وهمومه إثر الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها باريس.. الرئيس بوتين سيلتقي القادة الإيرانيين في طهران، وكيري سيشدّ الرحال إلى الأراضي المحتلة وبعدها سيحط في أبو ظبي، أما الوسيط الدولي ستيفان ديمستورا فيبذل جهوداً استثنائية للملمة المعارضين السوريين، ودفعهم إلى توحيد موقفهم وتشكيل وفدهم إلى المحادثات العتيدة مع الوفد الحكومي السوري.
الفرنسيون سارعوا إلى إعادة النظر بمواقفهم السابقة الداعمة للإرهابيين، وأدركوا أن الإرهاب، الذي حاولوا، هم وشركاؤهم الأمريكيون استخدامه لرسم لوحة جديدة في الشرق الأوسط، ارتد عليهم، وسيحاولون عبر التنسيق مع روسيا وضع الخطوات التنفيذية لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق، خاصة أن الرئيس بوتين التقط لحظة الضعف الفرنسية، وربما ينجح في توظيفها باتجاه يخدم التوجه الروسي الواقعي في حل الأزمة السورية على قاعدة ضرب الإرهاب أولاً. الطائرات الفرنسية تساهم في الإغارة على مواقع داعش وشركائها، وحاملة الطائرات الفرنسية تجول في البحر المتوسط، والتنسيق قائم مع الجيش الروسي في منطقة العمليات.
التحول السياسي يجري بطيئاً في المواقف السياسية الفرنسية من الأزمة السورية، لكن أصواتاً فرنسية تمثل أحزاباً في اليمين واليسار، تطالب هولاند بالتنسيق مع سورية والتراجع عن سياسة الوزن بميزان المنافع والعقود الخليجية، بعد أن سال الدم الفرنسي في شوارع باريس.
الأوربيون يلازمون بيوتهم بعد جرائم الإرهابيين في باريس.. في بلجيكا والسويد وإيطاليا وإسبانيا رُفعت جاهزية قوات الأمن، ويجري توقيف المشتبه بانتمائه إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وهذا ما شجع التنظيمات اليمينية الناشئة في أوربا على تنظيم حملاتها المتطرفة ضد الإسلام، وبعض المحللين توقعوا تغييراً وشيكاً في سياسة العديد من الدول الأوربية تجاه المسألة السورية، وأن دمشق ستستقبل قريباً وفوداً أوربية لتنسيق المواقف.
الأمريكيون لا يمانعون علناً الرؤية الروسية في مكافحة الإرهاب في سورية والعراق، ولكنهم لا يقتربون من رؤية روسيا إلى الحل السياسي للأزمة السورية، فتارة يصرّحون (لن نملي على السوريين ما يتوجب فعله)، وأخرى (على الرئيس بشار الأسد الرحيل عن السلطة)، وهذا ما لا نستغربه اليوم.. فالسلوك السياسي الأمريكي لن يكون واضحاً، سيبقى مناوراً، بل ربما معرقلاً لأي حل سياسي للأزمة السورية، وذلك للحفاظ على الشركاء، واستمرار جني المكاسب السياسية والاقتصادية، وهذا ما درجت عليه السياسة الأمريكية، فمصالح الصهيونية والرجعية العربية لها في اعتبارهم المقام الرئيسي.
الجيش السوري الباسل يكيل الضربات لمواقع الإرهاب، ويكبدهم خسائر كبيرة في اللاذقية وريف حلب والمنطقة الجنوبية وريف دمشق، والطائرات والسفن الحربية الروسية تدك مواقع الإرهاب في الرقة ودير الزور وريف حلب، وتحرم الداعشيين من بيع قافلة تضم 500 صهريج نفط بعد تفجيرها، ولاشك أن تحرير سنجار سيصعّب على داعش التواصل بين سورية والعراق.
المعارضون السوريون في الخارج لم يتوصلوا إلى رؤية موحدة تساعد في تكوين موقف من فيينا 1 وفيينا ،2 نظراً لارتباطهم بمراكز التأثير في الأزمة السورية، كالولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا، أما المعارضة الوطنية السورية في الداخل وبعض النخب المعارضة في الخارج فوجدوا في بنود فيينا 1 وأجندة فيينا 2 رؤية جدية لحل الأزمة السورية، ويقتربون أكثر فأكثر من الحل الواقعي للأزمة على قاعدة مكافحة الإرهاب وتوافق السوريين.
تقدم الجيش السوري الباسل، وقوة النيران الموجهة إلى داعش والنصرة وشركائهم، تشكل جانباً من الحل، أما الجانب الآخر الذي يجب العمل عليه فهو الحوار السوري – السوري دون تدخل أجنبي، ودون شروط وإملاءات، من أجل توافق الجميع على مستقبل سورية الديمقراطي.. العلماني.. المدني.
إنه خيار شعبنا.. لا خيار الآخرين