فقر وجوع وحكومة متراخية
يستمر الفقر في زيادة مساحاته في المجتمع السوري، بينما الجوع يحفر في نفوس السوريين أمكنة إضافية لا يتسع لها، في الوقت الذي نبحث فيه عن إجراء حكومي مهم، أو إنجاز يمكن الحديث عنه، لتخفيف العبء عن الناس، وتلبية مطالبهم المعيشية، قبل حقوقهم الأخرى.
بعيداً عن لغة الأرقام، التي تغيّبها الحكومة، بات الفقر يُرى بالعين المجردة، وليس بحاجة إلى خبراء لتصنيفه وتوثيقه، وغدت كلفة احتياجات الناس المعيشية هائلة، ولا تتمكن من تأمينها الشريحة الواسعة من السوريين. هذا يعني أن الحكومة_ التي تقف مكتوفة الأيدي، ولا تحرك ساكناً، لوقف التدهور الكبير في المستوى المعيشي_ شريكة في تفاقم هذه القضية، وفي تأمين التسهيلات لزيادة تعقيداتها. معظم الإجراءات التي تتحدث عنها الحكومة، لا تُنفّذ، ومعظم القرارات التي تصدرها، تبقى حبراً على ورق، وبالتالي كل وعودها الطيبة تذهب مع الريح.
فاقمت الحرب الظالمة التي يتعرض لها السوريون، من الأزمة المعيشية، وزادت من تجار الأزمات، والمتاجرين بقوت الشعب، والمستبدين، والمستنمرين. فالظلم الذي وقع على الشعب السوري، بات لايطاق، والأحوال المعيشية الضيقة، ترغم كثيرين على سلوك طرق غير انسانية أحياناً لتلبية حاجات الأفواه الجائعة. ألا يجدر بالحكومة أن تقوم بإجراء ما يضبط حالة التدهور الهائلة في الجانب المعيشي؟ ألا ترى هذه الحكومة أنها بحاجة أكثر من غيرها إلى تقييم عملها، ومدى فاعليتها؟ ورغم كل الظروف الصعبة التي تقف حائلاً أمام الحكومة، إلا أن الظروف التي تواجه الناس، والتحديات التي تقف أمامهم، تفوق بكثير قدراتهم على التحمل، فالإنسان السوري الصابر، والمتمسك بكل وطنية ببلده، على حكومته أن تنظر إلى قضاياه الطارئة باهتمام بالغ، لا أن تكون حكومة متراخية.