الحكومة والعمال.. هل هما في خندق واحد؟!
ممثلو الطبقة العاملة كانوا على موعد مع المجلس العام للاتحاد، وكالعادة حضر الفريق الوزاري برئاسة رئيس الوزراء، فما الذي تبيّن في نهاية الاجتماعات، وبعد مداولات وجلسات حامية؟!
لقد ظهر تماماً أن الحكومة والطبقة العاملة متفقتان تماماً في الهم الوطني.. وضرورة التصدي للإرهاب، لكنهما على طرفي نقيض في الهموم الاقتصادية والاجتماعية، وأن تعبير (الجميع في خندق واحد) تستخدمه الحكومة للالتفاف على تلبية مصالح الطبقة العاملة التي كانت ومازالت، مع بقية الفئات الفقيرة والمتوسطة، السدَّ الحقيقي لصمود سورية في وجه الإمبريالية الأمريكية والصهيونية، قبل الأزمة، وفي التصدي للإرهاب الفاشي، بعد أن قرر الحلف المعادي لسورية وشعبها تسليط سكان الكهوف لغزو سورية.
الأمر لا يتعلق بمطالب محددة، في ظرف استثنائي، بل بالمنهجية التي تعتمدها الحكومة في التعامل مع النقابات التي تمثل الشريحة الأوسع من جماهير شعبنا.. والتي يمكن اختصارها بـ(هدول منا.. وفينا).
لاشك أن شعار النقابية السياسية الذي طرح منذ عقود بديلاً عن النقابية المطلبية، لعب دوراً في تهميش سلاح الطبقة العاملة الأساسي وهو الاحتجاج.. والإضراب دفاعاً عن حقوقها.. إن التوجه نحو تحقيق مطالب الطبقة العاملة والفئات الشعبية هو التوجه الصحيح الذي يلبي، لا متطلبات المرحلة الاستثنائية التي تواجه بلادنا في صمودها ضد الإرهاب فقط، بل كذلك متطلبات المرحلة الآتية.. فالعمال وحدهم هم من سيعيدون إعمار سورية.. ويحافظون على خطها السياسي الوطني.. التقدمي المعادي للإمبريالية والصهيونية وجميع أشكال الاستغلال والاستبداد..