بوتين: يسهل علينا العمل مع الأسد وواشنطن على حد سواء

 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو في جهودها لتسوية الأزمة السورية لا تواجه صعوبات في تعاملها سواء مع الرئيس السوري بشار الأسد أو مع الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع الصحفي فلاديمير سولوفيوف قال بوتين: (فيما يتعلق بالأزمة السورية فإنه من السهل علينا أن نعمل مع الرئيس الأسد ومع الجانب الأمريكي على حد سواء، وهو ما تحدثت عنه مؤخراً مع الرئيس أوباما ومع أصدقائنا السعوديين. وسبب ذلك هو أننا لا نراوغ ولا نغير موقفنا).

وأوضح الرئيس الروسي موقف موسكو من حل الأزمة في سورية قائلاً: (بدأنا بأن سألنا الناس: هل الوضع هكذا أم لا؟ وهل أنتم توافقون أم لا؟ والجميع أكدوا موافقتهم حول المعايير المحورية للتسوية وقالوا: نعم. وحينها بلورنا موقفنا بناء على مكونات عامة ومقبولة لدى الجميع، ولسنا مضطرين الآن إلى التخبط).

وفي تطرقه إلى الأزمة الراهنة في العلاقات بين موسكو وأنقرة أعاد بوتين إلى الأذهان ما قاله في رسالته إلى البرلمان الروسي قائلاً: (نعتبر الشعب التركي شعباً صديقاً ولا نريد طي العلاقات مع الشعب التركي بعينه. أما القيادة (التركية) الحالية.. فليس هناك شيء أبدي على وجه الأرض).

وفي رسالته إلى البرلمان في 3 من كانون الأول وصف بوتين الشعب التركي بـ(الطيب والمحب للعمل والموهوب)، مشيراً إلى أن موسكو لا تضعه على قدم المساواة مع جزء من القيادة الراهنة التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن مقتل عسكريينا في سورية).

بوتين: منفتحون للتعاون مع أوربا

وأكد بوتين استعداد موسكو للتعاون مع الدول الأوربية في الميادين الاقتصادية والسياسية ومكافحة الإرهاب، مشدداً على أن هذا التعاون في مصلحة هذه الدول.

وذكر بوتين أن روسيا لا تدير ظهرها لأوربا بسبب عقوباتها المفروضة على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، بل تنتظر من دولها العودة إلى تعاون المتبادل المنفعة.

وكان بوتين قد أعلن القوات الروسية لم تستخدم بعد في عملياتها ضد الإرهاب في سورية كل ما لديها من الأسلحة لكنها مستعدة لاستخدام وسائل إضافية إذا تطلب الأمر.

وفي كلمة ألقاها في حفلة أقيمت في الكرملين السبت 19 كانون الأول بمناسبة عيد أجهزة الأمن الروسية قال بوتين: (إننا نرى مدى فعالية أداء طيارينا ورجال استخباراتنا (في سورية)، ونرى كيف ينسقون بينهم، لا سيما أن الحديث يدور عن أصناف مختلفة مثل الجيش والقوات البحرية والطيران الحربي، وكيف يستخدمون أحدث أنواع الأسلحة).

وتابع قائلاً: (أود أن أشير إلى أنه لم نستنفد كل ما لدينا من إمكانيات، فما زلنا بعيدين عن استخدام كل ما يتوفر لنا. لكن لدينا وسائل إضافية وسنستخدمها هي أيضاً إذا لزم الأمر).

تنسيق وثيق بين العسكريين والاستخبارات

وذكر بوتين بضرورة التنسيق الوثيق بين أداء القوات المسلحة الروسية التي تواجه الإرهابيين وتدمر بنيتهم التحتية ومعسكراتهم وقواعدهم في سورية، وجهود الاستخبارات لكشف مخططات الجماعات الإرهابية والمتطرفة ودرء محاولاتها لتنشيط عملها التخريبي في الأراضي الروسية.

وقال بوتين إن الوضع في العالم لا يزال معقداً وسط تنامي التوتر في الشرق الأوسط وإعلان الإرهابيين (حرباً على الحضارة البشرية والمجتمع الدولي بأسره)، مضيفاً أن أعمالهم ومخططاتهم تمثل تهديداً مباشراً لروسيا.

رد مناسب على مكايد استخبارات أجنبية

وقال بوتين إن أجهزة الأمن الروسية أحبطت منذ بداية هذا العام أكثر من 30 عملاً إرهابياً في روسيا، داعياً العاملين في هذه الأجهزة إلى الحفاظ على مستوى أدائهم العالي، مع التركيز على منع عمليات تجنيد مواطنين روس جدد.

كما ذكر بوتين أن استخبارات بعض الدول الأجنبية كثفت نشاطاتها في روسيا وأن أجهزة الأمن الروسية كشفت منذ بداية هذا العام أكثر من 320 من موظفي هذه الاستخبارات وعملائها وأعوانها.

وأعرب عن أمله في أن ترد الأجهزة الروسية المعنية بمكافحة التجسس على هذه المساعي، مضيفاً أنه يعول كذلك على فعالية أداء أجهزة الأمن في حماية حدود البلاد ومكافحة الفساد والجرائم الاقتصادية.

وفي تناوله لمهام أجهزة الاستخبارات الخارجية ذكر بوتين أنه من الأهمية بمكان جهودها الرامية إلى كشف التهديدات القادمة من الخارج، وتحليل المعلومات ذات الصلة وإبلاغ قادة البلاد بسير النزاعات الإقليمية وتطوراتها المحتملة.

 بوتين يبحث مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية في سورية

في سياق آخر بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة في سورية وجملة من المواضيع الداخلية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للصحفيين: (إن الاجتماع ناقش المرحلة الحالية للتسوية في سورية، إضافة إلى القضايا الملحة حول التنمية الاجتماعية والاقتصادية لروسيا).

العدد 1136 - 18/12/2024