…ولعمال العتالة مطالب محقة أيضاً يا حكومة!
في طرطوس نحو 45 عاملاً ممّن يطلق عليهم اسم عمال العتالة، وهم متعاقدون مع نقابة الحمل والخدمات التي تعاقدت مع المؤسسة الاستهلاكية، وهؤلاء العمال الذي تحدثوا إلينا بكل حرقة عن مصيرهم بعد أن يسرّحوا من العمل دون أي تعويض أو راتب يستر أرذل العمر من الحياة، فهل يعقل أن يستدين عامل من ولده ثمن علبة تبغ بعد أن أمضى أكثر من 30 سنة في خدمة المؤسسة الاستهلاكية بين تحميل وتنزيل وتفريغ وغير ذلك من أعمال مجهدة، كما يقول العامل بهجت جديد الذي يعمل في هذه المهنة في المؤسسة الاستهلاكية في الدريكيش منذ عام 1987 عندما كان الراتب نحو 380 ليرة، ويؤكّد هذا الكلام العامل حبيب عياش من عمال العتالة في صافيتا، الذي أمضى في هذه المهنة أكثر من 32 سنة.
هؤلاء العمال يطالبون الحكومة بتسوية أوضاعهم لاسيما أن المؤسسات التي يعملون بها غير قادرة على الاستغناء عنهم، فلماذا لا توقع عقود سنوية معهم براتب يعادل الجهد المبذول؟ ولماذا يبقى هؤلاء حتى ما بعد منتصف الشهر كي يحصلوا على 12 ألف ليرة راتباً لهم؟ ولماذا لا يطالب اتحاد نقابات العمال بإنصاف هؤلاء للحصول على تعويض التدفئة واللباس والوجبة الغذائية والطبابة، وكذلك تعويض المعيشة التي أصدرها السيد الرئيس بمرسوم والبالغة 4000 ليرة سورية؟!
في اتصالنا مع أنيس سليمان رئيس نقابة العتالة والخدمات في اتحاد العمال بطرطوس تحدث لنا عن عدد من المذكّرات التي رفعها بهذا الخصوص، منها ما خاطبوا به الاتحاد العام لنقابات العمال عن طريق اتحاد العمال بطرطوس أو تلك التي قدّموها عن طريق مديرية العمل بطرطوس وخاطبوا فيها وزارة العمل، علماً أنه صدر حكم قضائي مبرم قضى بتثبيت هؤلاء العمال منذ الشهر الخامس لعام 2009 ولكن يجري تجاهل هذا الحكم وبالتالي ضياع جهد عشرات العمال بهذا المجال.
لبيب حسين رئيس دائرة العقود في المؤسسة الاستهلاكية بطرطوس أفادنا بأنه جرى التعاقد مع نقابة العتالة، وأن هناك شرطاً موجوداً ضمن العقد ينص على أن أي زيادة في الأجور أو الرواتب يعاد النظر في أجور هؤلاء العمال ورواتبهم، وهذا يعني أنه يجب أن يعاد النظر فيه بقرار من مجلس إدارة المؤسسة العامة الاستهلاكية. عندما حاولنا مرات عديدة الاتصال مع طارق الطويل مدير عام المؤسسة العامة الاستهلاكية بدمشق كان رقمه لسوء الحظ على الدوام خارج الخدمة!!
أخيراً: ما يطالب به عمال العتالة في المؤسسات الاستهلاكية هي مطالب محقّة نأمل من المعنيين في الحكومة واتحاد نقابات العمال وضعها في صلب اهتمامهم، لاسيما أن هؤلاء العمال لا يمكن الاستغناء عنهم ولا يجوز أبداً الاستهانة بكل نقطة عرق يبذلونها.. ولنا متابعة!!