دي ميستورا علّق المباحثات إلى 25 الجاري..الجعفري: أثبتنا إحساسنا بالمسؤولية
بعد لقاء مع (مجموعة الرياض) استمر لثلاث ساعات، أعلن دي ميستورا خلال تصريح صحفي مقتضب، تعليق المحادثات إلى الخامس والعشرين من الجاري، معتبراً أن التعليق (توقف مؤقت)، بعدما أكد (الحاجة إلى مزيد من العمل يتعين القيام به ليس فقط من جانبنا إنما من المشاركين والمجموعة الدولية)، وقال: (سندعو لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي).ىوبعد لقائه وفد الحكومة السورية لاحقاً، اعتبر دي ميتسورا أن الوفد (أكد التزامه بالمسار السياسي، وهذا ما سمعته من الوفود الأخرى، لكن هناك أوقات يجب أخذ استراحة وهذا ما نفعله).
وأكد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري أنه لا يحمّل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مسؤولية تعليق المباحثات في جنيف إلى 25 الجاري، لكن الأخير (ربما أخطأ لأنه أنقذ ماء وجه مجموعة الرياض، بدلاً من تركهم يعلنون بأنفسهم الانسحاب من هذه الجولة)، بحسب الجعفري الذي أكد أن دي ميستورا (أنقذهم من هذه الورطة وهذه خطيئته)، على حين أثبت الوفد الحكومي (للعالم جميعاً انضباطنا والتزامنا وجديتنا وإحساسنا بالمسؤولية).
وبين الجعفري خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه دي ميستورا أن التطورات العسكرية على الأرض كانت حاسمة، وقرار وفد معارضة الرياض بالانسحاب جاء بعد فتح الطريق إلى نبل والزهراء، وبعد أن أدخلت الحكومة السورية المساعدات الطبية والإنسانية إلى مضايا والمعضمية والزبداني والتل ومناطق أخرى محاصرة.
وأوضح المبعوث الأممي (أن هذه الجولة تحتاج إلى وقفة من أجل مزيد من المشاورات مع المجتمع الدولي)، معتبراً أن (ما حصل هو أمر طبيعي نظراً للصراع الطويل وسيتم استئناف المباحثات في 25 الجاري بعد لقاء مع دول المجتمع الدولي. أعتقد أننا في الوقت الحالي لا يمكن أن نمضي قدماً في المفاوضات)، وأضاف (هذا لا يعني أن المفاوضات كان يجب أن تنطلق من الجولة الأولى).
الجعفري أكد أن تصرف مجموعة الرياض (غير مسؤول وغير ملتزم أساساً بفكرة المجيء إلى جنيف والانخراط في محادثات غير مباشرة مع الوفد الحكومي، لأن مشغلي وفد معارضة الرياض وهم السعودية وتركيا وقطر أصدروا إليهم التعليمات منذ اللحظة الأولى بإفشال اجتماع جنيف، كما أفشلوا سابقاً اجتماع جنيف2 برئاسة الأخضر الإبراهيمي). وشرح الجعفري ما حصل في جنيف، إذ لم يتحقق احترام القرار 2254 من حيث دعوة وفود من الرياض والقاهرة وموسكو ومجموعات أخرى من بينها الأحزاب الوطنية التي أتت من دمشق من جهة، ومن جهة ثانية البطء الشديد في التعامل مع هذه المكونات مما يسمى بالمعارضات)، معتبراً أنه كان هناك (تدليل لجماعة الرياض).
وحول الموضوع الإنساني أكد الجعفري أن استجابة الحكومة لإدخال مساعدات إلى مناطق محاصرة من قبل إرهابيين عامل إنساني يمس الحكومة السورية قبل أن يمس أي طرف آخر. كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن سبب قرار (معارضة الرياض) تعليق مفاوضات جنيف يعود إلى تحقيق الجيش السوري نجاحات جدية في شمال محافظة حلب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الخميس 4 شباط، إن الجيش السوري تمكن بعد تحرير عدد من البلدات في المنطقة المذكورة من قطع الطريق لمسلحي (جبهة النصرة) و(أحرار الشام) بين شمال محافظة حلب ومحافظة إدلب. وأضافت زاخاروفا: (إن ذلك جاء بمثابة ضربة جدية لمختلف الإرهابيين وكذلك أعوانهم والمشرفين عليهم).
وقالت الدبلوماسية الروسية إن بعض الجماعات في سورية وقعت عقوداً تجارية مع ما يسمى (الدولة الإسلامية) حول تزويد إدلب بالوقود والأسلحة مقابل تصدير سلع زراعية إلى الرقة وغيرها من المناطق شرق سورية. وأشارت زاخاروفا إلى أن طريق تزويد مسلحي إدلب بالوقود قطع حالياً ولا يبقى لديهم سوى إمكانية نقل الوقود من تركيا من خلال معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه (جبهة النصرة).
من جهة أخرى أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن أنقرة لم تقدم حتى الآن معطيات موضوعية تثبت انتهاك الحدود التركية من قبل طائرة حربية روسية، مشيرة إلى أن تركيا لم تستجب لطلبات الجانب الروسي. ووصفت زاخاروفا تصريحات الخارجية التركية بشأن عدم اعتراف روسيا ب(الوقائع الواضحة) حول خرق الحدود التركية، بأنها غير مقبولة. وقالت إن حلف الناتو هو الآخر لم يقدم حتى الآن أي أدلة مقنعة حول خرق المجال الجوي التركي.
من جهة أخرى أشارت زاخاروفا إلى أن الناتو يغض النظر عن أعمال أنقرة بسبب تضامنه مع أنقرة في إطار الحلف، مؤكدة أن موسكو تحدثت أكثر من مرة عن ضرورة إغلاق الحدود بين تركيا وسورية من أجل تحقيق استقرار الوضع ومنع تغذية المنظمات الإرهابية. أشارت زاخاروفا إلى أن أنقرة توجه اتهامات عارية عن الصحة إلى موسكو من أجل إيجاد غطاء لزيادة نشاطها العسكري في المنطقة الحدودية.
وفي الشأن التركي أكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو متضامنة مع الأمم المتحدة في دعوتها لحكومة تركيا بشأن ضرورة إجراء تحقيق موضوعي ودقيق في إطلاق النار باتجاه متظاهرين عزل في مدينة جزره بجنوب شرق تركيا، وكذلك غيره من حوادث قتل مدنيين في المناطق الكردية.
كما دعت زاخاروفا إلى الإفراج عن رئيس تحرير صحيفة (جمهوريت) التركية جان ديوندار ورئيس مكتبها في أنقرة أرديم غول اللذين اتهما بالخيانة العظمى بعد نشر معلومات حول تزويد السلطات التركية مسلحي (داعش) بالأسلحة.
وبشأن تقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن روسيا تتابع بانتباه توزيع مساعداتها في سورية، داعية إلى عدم تسييس قضية تقديم المساعدات واستغلالها من أجل تعزيز مواقف جهة ما في النزاع الداخلي. وأكدت أنه من غير المقبول أن يستفيد الإرهابيون من المساعدات الإنسانية في أنشطتهم الإرهابية.
من جهته أعلن غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن محاولات المعارضة السورية وفق قائمة الرياض لإفشال مفاوضات جنيف غير مقبولة، مؤكداً أن الذرائع لتبرير موقف المعارضة السورية غير مجدية.
وقال غاتيلوف في حديث لوكالة (تاس) الروسية (الخميس 4 شباط): (بالطبع نحن نعرب عن أسفنا بسبب اضطرار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى اتخاذ قرار بتعليق المفاوضات نتيجة الموقف الذي تبناه وفد الرياض. إن محاولاتهم لتقويض عملية المفاوضات، بذريعة مواصلة روسيا عمليتها العسكرية في سورية، غير مقبولة على الإطلاق، لأن الحديث يدور عن مكافحة الإرهاب في هذا البلد. والذريعة الثانية المتمثلة بعدم قدرتهم على المشاركة في المفاوضات بسبب الوضع الإنساني المتفاقم في سورية، هي الأخرى غير مجدية تماماً).
وأعاد الدبلوماسي الروسي إلى الأذهان أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 حول سورية لا ينص على أي ربط بين تسوية المشاكل الإنسانية وإطلاق عملية المفاوضات، قائلاً إن موسكو تعتبر موقف (معارضة الرياض) محاولة لعرقلة عملية المفاوضات، بل وإفشالها في الواقع.
وأكد غاتيلوف أن تعليق المفاوضات السورية السورية في جنيف لن يؤثر على جهود روسيا لمكافحة الإرهاب في سورية. وقال: (إن هاتين المسألتين مختلفتان تماماً، وقد أكدنا أكثر من مرة أن الأولوية بالنسبة لنا وللسوريين قبل كل شيء وللسلطات السورية تتمثل في مكافحة الإرهاب. ولذلك كنا نقول دائماً إن هذا الكفاح سيستمر).
وأعرب غاتيلوف عن أمل موسكو في أن المشاركين في مجموعة دعم سورية الذين سيجتمعون في ميونيخ يوم 11 شباط سيؤيدون مواصلة عملية المفاوضات، وألا يعرقل أي منهم بأي شكل تدشين هذه العملية. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أهمية اجتماع مجموعة دعم سورية من ناحية مصالح الشعب السوري وتسوية الأزمة السورية.
من جهة أخرى أكد غاتيلوف أن موسكو تدعو إلى تأمين أوسع تمثيل للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف وإشراك الأكراد فيها، قائلاً: (الأكراد الذين يمثلون قوة حقيقية تملك نفوذاً سياسياً وعسكرياً وتسيطر على مناطق كبيرة في سورية، لهم كامل الحق في المشاركة في اتخاذ تلك القرارات التي ترتبط بتحديد تطور سورية في المستقبل).
كما قال الدبلوماسي الروسي إن ما تسمى بمعارضة الداخل التي وصل ممثلون عنها إلى جنيف، تتمتع هي الأخرى بحق المشاركة في المفاوضات، مشيراً إلى أن كل أطياف المعارضة وفقاً لاتفاقات فيينا وبيان جنيف وقرار مجلس الأمن (2254) يجب أن تشارك في المفاوضات.
وأضاف غاتيلوف أن موسكو وواشنطن لم تبحثا حتى الآن إجراء المزيد من الاتصالات الثنائية بشأن تعليق مفاوضات جنيف.