من سيطبّق بنود »ميونيخ«؟!…..الأتراك يقصفون ويهدّدون.. وآل سعود ماضونفي تهيئة المرتزقة لـ»غـزوة» دمشق!
قبل الدخول إلى قاعة (ميونيخ) تقصّد الأمريكيون والأتراك وآل سعود و(معارضتهم) الإعلان عن مواقف متطرفة تخالف ما اتفق عليه في فيينا وجنيف حول تسوية الأزمة السورية عبر الحلول السياسية استناداً إلى مكافحة الإرهاب الفاشي، الذي تحول إلى خطر إقليمي وعالمي.. وهذا ما أثار تساؤلات المحللين السياسيين، فأيّ اتفاق يسعون إليه في (ميونيخ) على قاعدة اختلاف يمسّ لا المسائل الإجرائية، بل جوهر عملية التسوية، وهو مكافحة الإرهاب، وعدم التدخل الخارجي، واحترام خيارات الشعب السوري.
السعوديون أعلنوا بدء (الغزو)، بجيش من المرتزقة يجري تحضيره، ويجرون مناورات (رعد الشمال)،في بيئة مشابهة للجغرافيا السورية، وطائراتهم الحربية وصلت إلى قاعدة إنجرليك في تركيا، والأتراك أطلقوا تهديدات علنية بغزو الأراضي السورية لفرض (الحزام الأمني) أمراً واقعاً، والوقوف بوجه تقدّم قوات الحماية الشعبية وحلفائها، الذين يقضمون المناطق التي تسيطر عليها معارضات (أردوغان) وآل سعود، أما الأمريكيون فأبدوا استعدادهم لمساندة (الجهود السعودية لمكافحة الإرهاب الداعشي) في سورية، هكذا أطلقوا على خطة آل سعود!…لقد كان الرد الروسي واضحاً وصريحاً: (إنه اعتداء وتصعيد، أي تحرّك سعودي وتركي لن نفسره إلا كذلك).
وعقد لقاء (ميونيخ)، ورغم ضبابية العديد من النقاط فيه، لكنه أوضح جملة من القضايا التي (يفترض) أن الحاضرين توافقوا عليها شكلاً ومضموناً، وأن تعدّ قاعدة يمكن البناء عليها، لو توفرت الإرادة الجدية لدى جميع الأطراف. لكن السؤال الذي كان ومازال يقلق السوريين: عن أيّ وقف لإطلاق النار يتحدث البيان والمسؤولون السعوديون يحضـّرون لغزو سورية؟ وعـن أيّ تهدئة يقوم بها الأطراف المنخرطون في المسألة السورية وتهديداتُ المسؤولين الأتراك تفضح نواياهم (السلمية)؟ وعن أيّ حوار سوري _ سوري قادم، و(الائتلافيون) يضعون شروطهم التعجيزية، ويتصرفون كأنهم أصحاب القرار الأوحد؟! وأيّ دفع باتجاه (الانتقال السياسي) وآل سعود والعثمانيون الجدد يفهمونه على أنه تسليم سورية لمن تربّى في أحضانهم، وأخذها إلى ظلام التكفير والإقصاء والفاشية؟!
لقد أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث مقتضب، لكنه معبر: (بعض الدول لا تخفي نيّتها المراهنة على الحلول العسكرية في سورية، في حال فشل المفاوضات السلمية)! أي افهموها جيداً أيها السوريون.. سيسعى أعداء سورية وحلفاؤهم وأنصارهم، في الخارج والداخل، إلى إفشال أيّ تسوية سياسية، لإشعال المنطقة برمّتها، بذريعة إنهاء الأزمة السورية!
وهذا ما يجعلنا متمسّكين أكثر فأكثر بالحلول السياسية.. السلمية.. التوافقية، لأزمتنا، فلن يكون هنا من رابحٍ، إذا اشتعلت سورية والمنطقة، إلا أعداء سورية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني والرجعية الإقصائية الفاشية بزعامة آل سعود وأردوغان. بوادر العدوان بدأت بالظهور بعد قصف الأتراك أرضاً سورية قبل أيام، ولا نستبعد، بعد النجاحات التي يحرزها الجيش السوري في جميع المناطق، أن تلجأ تركيا إلى مغامرة عسكرية، بدعم أمريكي – سعودي ضد سورية، في محاولة لتعديل ميزان القوى على الأرض.
السوريون المحكومون برجاء الخلاص من مآسيهم مازالوا متفائلين بحل سلمي، بحوار وطني شامل، بمستقبل ديمقراطي علماني، لكنهم أيضاً مازالوا على المتاريس، للوقوف بوجه الإرهاب وصدّ أيّ عدوان خارجي.