مدفيديف: الأسد يجب أن يبقى حتى تحديد مستقبل سورية السياسي
أعلن رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف، الأحد الماضي، أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يبقى في منصبه حتى تحديد شكل النظام السياسي المستقبلي لسورية. وفي مقابلة مع قناة (ورونيوز)، أكد مدفيديف انطلاق روسيا في موقفها من ضرورة أن يشارك الرئيس السوري الحالي في جميع الإجراءات والعمليات الجارية في بلاده، أما مصيره السياسي فيعود تقريره إلى الشعب السوري، وهي حقيقة يدركها بشار الأسد تمام الإدراك.
وذكر رئيس الحكومة الروسية أن الرئيس بشار الأسد أعلن أثناء زيارته إلى موسكو أنه في حال عدم تأييد الشعب له فإنه لن يشارك في إدارة شؤون بلاده. وشدد مدفيديف على أن موسكو تنطلق من كون سلطة الأسد سلطة شرعية وحيدة في سورية، وإذا جرى (خلعه من هذه الهياكل فستكون هناك الفوضى). وبهذا الصدد، أعاد رئيس الوزراء الروسي إلى الأذهان الأوضاع المضطربة التي تعانيها بعض دول الشرق الأوسط، وبضمنها ليبيا، بعد سقوط أنظمة الحكم فيها.
وتابع مدفيديف أن روسيا تعول على ضرورة اتخاذ قرار موحد ومشترك بشأن لحظة وقف الأعمال القتالية في سورية، وإلا فإن هذا يهدد بتصعيد الأزمة. وقال إن (وقف هذه العمليات العسكرية أو تلك يجب أن يكون مرتبطاً بمدى سرعة إلقاء كل الأطراف المشاركة (في القتال) للسلاح)، واصفاً الحالة بالخطرة (حين يكف أحد ما عن فعل أي شيء، بينما يبدأ الآخر بتنمية نجاحاته العسكرية).
واعتبر أن ذلك (سيؤدي إلى تصعيد الأزمة بكل بساطة، ولهذا بالذات يجب أن يكون هناك حل موحد ومشترك بشأن لحظة وقف الأعمال القتالية)، مضيفاً أنه (يجب السعي إلى ذلك). وأوضح مدفيديف أن روسيا ستعمل بهذا الصدد (في إطار تلك الاتفاقيات التي نحاول الآن بلوغها مع دول أخرى، بمن في ذلك شركاؤنا في المحادثات)، وكذلك في إطار اتفاقيات موسكو مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر مدفيديف أن روسيا طرحت، في 4/شباط، مبادرة لوقف شامل لإطلاق النار في سورية، (وقد تردد زملاؤنا الأمريكيون بعض الوقت، وأجروا محادثات مختلفة، وسوّوا التناقضات المستمرة في المواقف بين وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وناشدوا باراك أوباما، وعلى ما يبدو فقد اتفقوا) في نهاية المطاف. وعبّر مدفيديف عن أمله بأن (تجري هذه العملية بشكل أسرع). كما انتقد مدفيديف تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي قال في مؤتمر ميونخ للأمن إنه إذا رفضت روسيا وإيران الضغط على دمشق لإجبارها على تنفيذ الاتفاقات السابقة، فقد تبدأ في سورية عملية برية.
واختتم رئيس الوزراء الروسي حديثه مؤكداً أن (الموقف الروسي سينطلق من ذلك. إلا أن القرار النهائي بالطبع سيتخذه الرئيس (فلاديمير بوتين)، لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة).