عاش الأول من أيار!يا عمال سورية.. ويا أحزابها اليسارية والوطنية.. ويا فقراءها اتحدوا!

كتب بشار المنيّر:

 تحتفل الطبقة العاملة العالمية في الأول من أيار بعيد العمال العالمي، الذي أصبح رمزاً للنضال المتعدد الأشكال الذي خاضته، وتخوضه الطبقة العاملة في جميع البلدان، من أجل نيل حقوقها السياسية والاجتماعية والنقابية، في مواجهة طغيان الرأسمالية الاحتكارية، والسياسات الاقتصادية لليبرالية الجديدة، التي همّشت مصالح جميع الفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة، لصالح النخب المالكة والثرية.

في قلاع الرأسمالية العالمية تخوض الطبقة العاملة نضالاً عنيداً ضد سيطرة الاحتكارات والرساميل الريعية والمصارف الكبرى وأسواق المال، وتخرج إلى الشوارع تعبيراً عن رفضها تحميل العمال والفئات الاجتماعية الفقيرة تبعات الأزمات الاقتصادية التي تسببت بها سياسات نيوليبرالية.. أصولية.. متوحشة، كدّست المليارات في خزائن سماسرة المال والبورصات، وأعطت العمال موازنات (تقشفية).

في بلادنا لن يكون للطبقة العاملة السورية، حسب اعتقادنا، سلاحٌ أمضى من الحفاظ على تنظيمها النقابي الذي يجب أن يعبّر عن وحدتها واستقلاليتها عن مراكز القرار العليا، واستخدام جميع أشكال النضال، وبضمنها الاحتجاج السلمي.. والإضراب المنظم لنيل حقوقها، ما دام نظام العمل المأجور يفعل فعله.. ومادامت السياسات الاقتصادية تحابي النخب الثرية والمالكين.

المهمة الوطنية الأكثر إلحاحاً اليوم هي مواجهة الإرهاب والاحتلال التركي لعفرين، والتدخل العسكري الأمريكي والفرنسي، والحرص على وحدة سورية أرضاً وشعباً، والسعي من أجل حل سلمي لأزمة الوطن والشعب.

إننا، استناداً إلى مؤشرات سياسية واقتصادية برزت قبل الأزمة وخلالها، نرجِّح أن تسيطر، في المرحلة القادمة، الرساميل المتنوعة، على الأخضر واليابس، وسيسعى أثرياء الغفلة وأصحاب الثروات إلى توحيد قواهم، وسيستخدمون قدراتهم التنظيمية والمالية وتحالفاتهم السياسية للسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي للبلاد، خاصة بعد السيناريوهات التي يروج لها البعض لإعادة اعمار سورية، بالتعاون مع الصناديق الدولية والبيوتات المالية المرتبطة بالإمبريالية الأمريكية.

إن المرحلة الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، وأمام محاولات حسم المسألة السورية لصالح قوى الإرهاب والتطرف السياسي والديني، المدعومة من تحالف ردع سورية الأمريكي الأوربي التركي الخليجي، تتطلب ألاّ تبقى الأحزاب والقوى اليسارية والوطنية السورية على حالة التقوقع كل داخل (أسواره)، فما من منعطف واجه بلادنا.. وأحزابنا، في الماضي، أشدّ خطورة مما نواجه اليوم، وما من هجمة منظمة في الماضي سعت للنيل من كل ما هو وطني وتقدمي وعلماني، في الفكر والسياسة والاقتصاد في سورية، كما هي الهجمة التي يحرّض الإمبرياليون وشركاؤهم على شنها اليوم، وما من استحقاق واجه الشيوعيين السوريين وجميع الوطنيين التقدميين خلال نضالهم الوطني الطويل من أجل كرامة الوطن ومنعته، كاستحقاق الدفاع عن سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان الخارجي.. وحل الأزمة السورية على أسس وطنية ديمقراطية معادية للهيمنة الأمريكية، ومحققة لتطلعات جماهير الشعب السوري في التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.

فيا عمّال سورية.. ويا أحزابها الوطنية اليسارية.. ويا أبناء الفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة استعدّوا.. واتّحدوا!

العدد 1136 - 18/12/2024