الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة »كاثيمرني« اليونانية: سورية تحارب إرهابيي تركيا وأمريكا والسعودية

 أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى السعودية وقطر وتركيا يتحملون مسؤولية الحرب في سورية، من خلال دعمهم للإرهابيين فيها، واصفاً المزاعم الغربية باستخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي بالمهزلة والمسرحية البدائية جداً، التي اتخذت ذريعة لمهاجمة الجيش السوري بعد أن فقدوا إحدى أوراقهم الرئيسة، بهزيمة الإرهابيين في سورية.

وفيما يلي مقاطع من إجابات السيد الرئيس في المقابلة:

(أولاً، لم تعد لدينا ترسانة أسلحة كيميائية منذ تخلينا عنها في عام ،2013 وقد تحققت من هذا الأمر المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وبات من الواضح والموثق أننا لا نمتلك مثل هذه الأسلحة. ثانياً، حتى لو كنا نمتلكها، فإننا ما كنا لنستخدمها، للعديد من الأسباب. لكن دعنا نضع هاتين النقطتين جانباً، ودعنا نفترض أن لدى الجيش أسلحة كيميائية، متى ينبغي أن تستخدم؟ في نهاية المعركة؟ إن كانوا سيحتاجون استخدامها فيجب أن يكون ذلك في منتصف المعركة، أو عندما يكون الإرهابيون في حالة تقدم، وليس عندما يكون الجيش قد أنهى المعركة واستسلم الإرهابيون وأعلنوا استعدادهم لمغادرة المنطقة، وبات الجيش يسيطر عليها بشكل كامل، إذاً، بدأت الرواية الغربية بعد انتصار الجيش السوري، وليس قبله، الحقيقة أنه عندما أنهينا المعركة، قالوا: (لقد استخدمتم أسلحة كيميائية).

ثانياً، المسألة تتعلق باستخدام أسلحة دمار شامل في منطقة مكتظة بالسكان مثل دوما، وهي المنطقة التي افترض استخدام هذه الأسلحة فيها، ويتحدثون عن نحو 45 ضحية، عندما تستخدم أسلحة دمار شامل في مثل تلك المنطقة، من المفترض أن يكون هناك مئات أو ربما آلاف الضحايا في الوقت نفسه.

ثالثاً، لماذا لا تقتل هذه الأسلحة الكيميائية المفترضة سوى الأطفال والنساء؟ ولا تقتل المسلحين، إذا شاهدت الفيديوهات، يتبين لك أنها مفبركة بالكامل، أعني أنه عندما يكون هناك استخدام للأسلحة الكيميائية، كيف يمكن للأطباء والممرضين أن يظلوا سالمين أثناء عملهم في منطقة يفترض أنه تم استخدام الكيميائي فيها دون أي ألبسة واقية، ودون أن يكون لديهم شيء لحمايتهم، كانوا يرشون المياه على الضحايا، وتعافى الضحايا لمجرد أن تم رشهم بالماء، إذاً، إنها مهزلة، ومسرحية بدائية جداً تم تمثيلها فقط لمهاجمة الجيش السوري، لماذا؟ هذا هو الجزء الأكثر أهمية، لأنه عندما خسر الإرهابيون، فإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وحلفاءهم الآخرين الذين يريدون زعزعة استقرار سورية، فقدوا إحدى أوراقهم الرئيسة، ولذلك هاجموا الجيش السوري لرفع معنويات الإرهابيين فقط، ومنع قواته من تحرير المزيد من المناطق في سورية).

(إذا كنت تتحدث عن حلفائي كرئيس، فإن حليفي هو الشعب السوري، وإذا كنت تتحدث عن حلفاء سورية، فإنهم الإيرانيون والروس، إنهم أقوى حلفائنا، وهناك بالطبع الصين التي دعمتنا سياسياً في مجلس الأمن. أما بالنسبة لأي دور أكبر مما ينبغي لهذه الدول في مستقبل البلد، فإن هذه الدول تحترم سيادة سورية وقرارها الوطني وتقدم الدعم من أجل ذلك. من غير المنطقي أن تشارك في حرب لمساعدة سورية للدفاع عن سيادتها، وبالوقت نفسه تقوم بخرق هذه السيادة أو التدخل بها. إن إيران وروسيا هما من أكثر الدول التي تحترم سيادة سورية).

(إن وجود جندي تركي واحد على التراب السوري يعد احتلالاً، هذا لا يعني أن الشعب التركي عدونا، فقبل أيام فقط كان لدينا وفد سياسي من تركيا، علينا أن نميز بين أردوغان من جهة والأتراك بشكل عام من جهة أخرى. أردوغان إخونجي، قد لا يكون منظماً لكنه مرتبط بتلك الإيديولوجيا، التي أسميها أنا إيديولوجيا ظلامية، وبالنسبة له، وحاله في ذلك كحال الغرب، عندما فقد الإرهابيون السيطرة على مناطق مختلفة، ولم يستطيعوا في الواقع تنفيذ أجندة تركيا أو الغرب أو قطر أو السعودية كان لا بد أن يتدخل أحد ما، وهنا تدخل الغرب من خلال الاعتداءات الأخيرة على سورية، وعندها كلف أردوغان من قبل الغرب، وبشكل رئيسي الولايات المتحدة، بالتدخل لتعقيد الأوضاع، ومرة أخرى لأنه دون ذلك التدخل، كانت ستتم تسوية الوضع بسرعة أكبر. إذاً، المسألة لا تتعلق بالعلاقات الشخصية، القضية المحورية بالنسبة للإخوان المسلمين في أي مكان من العالم تتمثل في استخدام الإسلام للسيطرة على الحكومة في بلدك، وإقامة أكثر من حكومة في أكثر من دولة ترتبط بهذا النوع من العلاقات، كي تصبح شبكة للإخوان المسلمين في سائر أنحاء العالم).

(في الواقع، ومنذ بداية الحرب، كان أردوغان يقدم الدعم للإرهابيين، لكن حين ذاك كان بوسعه الاختباء خلف عبارات مثل (حماية الشعب السوري، ودعم الشعب السوري، ودعم اللاجئين، ونحن ضد القتل… الخ)، لنقل إنه حينها كان بوسعه الظهور بمظهر الرئيس الإنساني، أما الآن وبسبب هذه الظروف فإن الأمر الجيد أنه نزع القناع وظهر بمظهر المعتدي، وبالتالي، ليس هناك فرق كبير بين قيام رئيس النظام التركي أردوغان بإرسال قواته إلى سورية وبين تقديم الدعم للإرهابيين، فنحن نقاتل جيشه منذ سبع سنوات عبر قتال الإرهابيين، وكلائه في سورية).

(الفرق حقيقة بين الحاضر والماضي هو في الشكل، بينما المضمون هو نفسه. حين ذاك، لم يكن بوسعنا التحدث عن الاحتلال، وإنما عن دعم الإرهابيين، أما الآن فيمكننا التحدث عن الاحتلال الذي أعلنه أردوغان بلسانه، وهو يمثل انتهاكاً للقانون الدولي).

(أولاً، نحن نقاتل الإرهابيين، وكما قلت، فإن الإرهابيين هم جيشه، وهم جيش الأمريكي وجيش السعودي، انس أمر الفصائل المختلفة ومن يمول وسيمول تلك الفصائل، في المحصلة، إنهم يعملون من أجل أجندة واحدة، وأولئك اللاعبون المختلفون يطيعون سيداً واحداً هو السيد الأمريكي. أردوغان لا ينفذ أجندته الخاصة، إنه فقط ينفذ الأجندة الأمريكية، وينطبق الأمر نفسه على الدول الأخرى الضالعة في هذه الحرب. إذاً، أولاً وقبل كل شيء، عليك أن تحارب الإرهابيين، ثانياً، عندما تعيد السيطرة على المزيد من المناطق، عليك أن تحارب أي معتد، وأي جيش، سواء كان تركيا أو فرنسيا أو أيا كان، فهم أعداء، طالما أنهم دخلوا سورية بشكل غير قانوني، فإنهم أعداؤنا).

(الآن، ليست هناك علاقات رسمية بين سورية واليونان، السفارات مغلقة، وبالتالي ليست هناك علاقات، في الوقت نفسه، فإن اليونان لم تكن عدائية حيال ما حدث في سورية، لقد دعمت دائماً الحل السياسي، ولم تدعم الحرب أو الهجمات ضد سورية، لم تلعب أي دور في دعم الإرهابيين، لكن في الوقت نفسه، كعضو مهم في الاتحاد الأوربي، لم يكن بوسعها لعب أي دور في كبح الدول الأخرى عن دعم الإرهابيين، وانتهاك القانون الدولي بمهاجمة ومحاصرة بلد ذي سيادة دون أي سبب، ودون أي تفويض من مجلس الأمن.

وبالتالي، فإننا نقدر أن اليونان لم تكن عدائية، لكن في الوقت نفسه أعتقد أن على اليونان أن تلعب ذلك الدور الذي تحدثت عنه لأنها جزء من منطقتنا، إنها جزء من الاتحاد الأوربي جغرافيا، لكنها تمثل جسراً بين منطقتنا وأوربا، وهي ستتأثر، وقد تأثرت، بقضية اللاجئين، وقد أثر الإرهاب في أوربا على مدى السنوات القليلة الماضية، واليونان جزء من القارة الأوربية، ولذلك أعتقد أن من الطبيعي أن تبدأ اليونان بلعب دورها في الاتحاد الأوربي من أجل حل المشكلة في سورية وحماية القانون الدولي).

العدد 1136 - 18/12/2024