مجلس الأمن يوافق بالإجماع قرار يدعم اتفاقاً حول وقف الأعمال القتالية في سورية
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، ليلة الجمعة _ السبت 27 شباط(فبراير)، على قرار يدعم اتفاقاً بشأن وقف الأعمال القتالية في سورية.
وجاء في نص القرار الذي أعدّته موسكو وواشنطن، وحظي بدعم الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، أن القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة أطلعت كلاً من روسيا والولايات المتحدة على قبولها شروط وقف الأعمال القتالية، وأن الدول الأعضاء في المجلس تطالب الأطراف السورية بإيفاء التزاماتها، على أن توقف أعمال القتال في منتصف ليلة الجمعة _السبت 27 شباط (بتوقيت دمشق) من العام الجاري.
وجدد مجلس الأمن الدولي تمسكه الكامل بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، إضافة إلى إبدائه دعماً لتسوية الأزمة السورية بوساطة الأمم المتحدة، بناء على بيان جنيف وإعلانات فيينا. وطلب أعضاء المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، استئناف المفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في أسرع وقت ممكن.
وقبل التصويت توجه دي ميستورا إلى أعضاء المجلس بكلمة أشار فيها إلى أهمية وقف إطلاق النار بالنسبة للشعب السوري. وأعرب عن أمله أن يفي كل من الأطراف السورية بالتزاماته بهذا الخصوص. وعبر الدبلوماسي الدولي عن ثقته في أن يرسل قرار وقف إطلاق النار إشارات إيجابية إلى الشعب السوري، وأنه سيساعد في إجراء المفاوضات السورية السورية، مشيراً إلى عدم وجود بديل عن الحل السياسي لتسوية الأزمة السورية.
وقد تلقى السيد الرئيس بشار الأسد اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا خلاله آفاق الأزمة في سورية، في ضوء تنفيذ وقف الأعمال القتالية. وأكد الرئيس الأسد خلال الاتصال استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تنفيذ وقف الأعمال القتالية. وشدد الرئيسان الأسد وبوتين على أهمية استمرار محاربة تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وكان الرئيسان الأسد وبوتين أكدا في لقاء قمة بموسكو في تشرين الأول الماضي أن الكلمة الحاسمة فيما يتعلق بمستقبل سورية يجب أن تكون بلا أدنى شك للشعب السوري. كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري أهمية التعاون الروسي الأمريكي لاستئناف الحوار السوري – السوري في جنيف، ورحبا بسريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية.
وأوضح بيان لوزارة الخارجية الروسية.. أن لافروف وكيري تناولا في اتصال هاتفي أفق استئناف الحوار السوري_ السوري لحل الأزمة في سورية بمساعدة المجموعة الدولية لدعم سورية، مشيرَين في هذا السياق إلى أهمية التعاون الوثيق بين روسيا والولايات المتحدة بصفتهما رئيستين للمجموعة.
ولفت بيان الخارجية الروسية إلى أن الجانبين بحثا أيضاً مستلزمات التطبيق الكامل لنظام وقف الأعمال القتالية في سورية، وبضمن ذلك سبل تعزيز التنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة بهذا الشأن.
كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا توجد أي خطة بديلة للبيان الروسي الأمريكي المشترك حول وقف إطلاق النار في سورية. وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، في مؤتمر دولي مكرس لقضايا الشرق الأوسط ينظمه نادي (فالداي) الدولي للنقاشات، الخميس، إن موسكو قلقة من أنباء تحدثت عن وجود (خطة ب) أمريكية بديلة لاتفاق الهدنة في سورية، لكنها لا تعرف تفاصيل هذه الخطة.
ووصف الدبلوماسي الروسي عقد الاتفاق الروسي-الأمريكي حول وقف إطلاق النار في سورية بـ(لحظة الحقيقة)، مضيفاً أن هذا الاتفاق في حال تطبيقه سيصبح مثالاً جيداً على العمل الجماعي الفعال للمجتمع الدولي. وفي اليوم نفسه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن واشنطن ستقيّم مدى ضرورة الانتقال إلى (الخطة ب) البديلة حول سورية، استناداً إلى نوايا جميع أطراف عملية التسوية في غضون شهر.
وقال كيري في خطاب أمام الكونغرس: (إذا تحقق الحل السياسي، فإن الطريق الوحيد للتوصل إليه هو توافق جميع الأطراف، وبالأخذ في عين الاعتبار وجود كل المشاركين عند طاولة المفاوضات لأول مرة، نأمل في أننا سوف نتمكن من دفعه (الحل السياسي) خلال شهر واحد على الأقل… ومن فهم ما إذا كانوا جدّيين أم لا.. وإذا كانوا غير جديين، فسوف نتحدث عن تفاصيل الخطة ب).
وأشار كيري إلى ضرورة المضي قدماً على طريق البحث عن حل سياسي من أجل الحفاظ على وحدة سورية. ووافق نحو 100 فصيل سوري معارض، الجمعة 26 شباط(فبراير)، على وقف إطلاق النار في سورية، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أن فصائل (الجيش الحر) أكدت التزامها بهدنة وقف إطلاق النار، وقد تزامن ذلك مع توجه مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار وزعته روسيا والولايات المتحدة على أعضاء المجلس قبل تبني وقف إطلاق النار في سورية.
ويدعو القرار، أيضاً، جميع أطراف الصراع إلى تسهيل دخول عمال الإغاثة، من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، والتأكيد مجدداً على دعم المجلس لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة والمعارضة. بينما دعا زعيم جبهة (النصرة) أبو محمد الجولاني السوريين والفصـائل المقاتلة إلى رفض الهدنة، وذلك قبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي.