في عيده التسعين.. فيديل كاسترو يدعو إلى الحفاظ على السلم العالمي

دعا الزعيم الكوبي فيديل كاسترو إلى الحفاظ على السلام، وألا يكون لأي دولة الحق في قتل الملايين من البشر. وأشار كاسترو في مقال نشر في وسائل الإعلام الكوبية بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده إلى المخاطر الجمّة التي تهدّد البشرية داعياً إلى الحفاظ على السلم العالمي.

على طول طريق ماليكون السّاحليّ في العاصمة الكوبيّة هافانا، احتفل آلاف الكوبيّين حتّى ساعات الصّباح الأولى، بعيد ميلاده الزّعيم الكوبي فيدل كاسترو التّسعين، وحين دقّت السّاعة معلنةً انتصاف اللّيل، عزفت فرقة في ساحة (أنتي إمبرياليست تريبيون)، أمام السّفارة الأمريكيّة التي افتتحت أخيراً، أغنية (عيد ميلاد سعيد) احتفاءً بالزعيم الثوري اليساري، بينما انطلقت الألعاب النارية على الضّفّة الأخرى.

وانتشرت قوارب ملوّنة تحمل راقصين على طول كيلومتراتٍ من المجرى المائيّ الّذي يطلّ عليه طريق ماليكون، في وقتٍ تزامن فيه كرنفال هافانا السّنوي هذا العام مع الاحتفال بمولد كاسترو. و إلى جانب الرّقص حتّى ساعات الصّباح الأولى، احتفل الكوبيّون بالمناسبة عبر نشر صورٍ تبرز لقطات من حياة الزّعيم الشّيوعيّ الّذي قاد ثورة ،1959 ونجا من مئات محاولات الاغتيال. يشار إلى أن كوبا تحتفل بعيد ميلاد الزعيم التاريخي فيديل كاسترو التسعين، بإقامة نشاطات ثقافية وسياسية.

وقاد كاسترو الثورة ضد نظام باتيستا عام 1953 وتسلّم حكم كوبا عام 1959 وخلال فترة حكمه خطت كوبا خطوات واسعة في مجالات عدّة، إضافة إلى دعمه للقضايا العادلة وخاصة القضية الفلسطينية وقضايا شعوب العالم الثالث.

يذكر أن فيدل كاسترو استمر في حكم كوبا حتى عام 2008 عندما ترك كل المناصب في الدولة، ليتولى شقيقه راؤول كاسترو قيادة كوبا خلفاً له، كما استقال فيديل من منصب رئيس الحزب الحاكم في عام 2011.

الرفيق فيديل.. تسعون عاماً في مواجهة الأمريكيين

في شهر نيسان الماضي، ألقى فيديل كاسترو، الذي لطالما آمن بأنه سيموت وهو يلبس (البوط العسكري)، كلمة وصفتها الصحافة بكلمة وداع، قال فيها، وسط هتافات الحضور باسمه: (قريباً سيكون عمري 90 عاماً… الكل يأتي دوره… قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أتحدث خلالها في هذه القاعة، ولكن الأفكار الشيوعية الكوبية ستبقى إلى الأبد).

اختار زعيم الثورة الكوبية عدم الظهور إلى العلن في سنواته الأخيرة، وهو الذي كان يقول دائماً: (لا أعتقد أن الإنسان يجب أن يعيش إلى أن يهرم وإلى أن تخفت الشعلة التي أضاءت ألمع لحظات حياته). لكن التراجع عن الظهور، لم يمنعه من مواصلة مقارعة العدو الأول، أي (الإمبراطورية الأمريكية)، ففي آذار الماضي، وجّه انتقاداً لاذعاً إلى الولايات المتحدة بعد (الزيارة التاريخية) للرئيس باراك أوباما، إلى هافانا. قال إن (الاستماع إلى كلمات الرئيس الأمريكي كانت ستسبب أزمة قلبية لأي شخص)، مضيفاً: (لسنا بحاجة لأن تقدم لنا الإمبراطورية هدايا من أي نوع كان)، مذكّراً بلائحة طويلة من الخلافات بين البلدين.

(أنا ماركسي لينيني، وسأبقى حتى آخر يوم في حياتي)، يقول الزعيم الكوبي، فيديل كاسترو، الذي يحتفل بعيد ميلاده التسعين

يرى الكثيرون أن كاسترو كان ولا يزال (شوكة في حلق الولايات المتحدة) التي حاولت مخابراتها اغتياله (أكثر من 634 مرة)_ كما ذكر مسؤول كوبي، لكنها فشلت وحكم كاسترو البلاد قرابة 50 عاماً، شهد فيها صعود نحو 10 رؤساء أمريكيين ورحيلهم، جميعهم حاولوا إطاحته بشتى الطرق بهدف القضاء، فكر مناهض للإمبريالية والهيمنة الأمريكية، أو على الأقل احتوائه.

يقول الزعيم الكوبي إن (الرأسمالية بغيضة وقذرة ومقرفة، لأنها تسبب الحروب والنفاق والمنافسة)، ويؤمن بأنه لا بد لتناقضات الرأسمالية الأمريكية من أن تدمر نفسها. ويعتقد أن (إيرادات الشركات الكوبية التي تديرها الدولة يجب أن تصرف حصراً على مصالح الشعب).

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام ،1991 نجح كاسترو في التغلب على الأوقات الاقتصادية العصيبة، وفي عام 2008 استقال من الرئاسة بسبب مرضه، تاركاً الحكم لأخيه راؤول.

العدد 1136 - 18/12/2024