الذكرى السنوية الثامنة والستين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
يوم التاسع من أيلول هذا العام يوافق الذكرى الثامنة والستين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي تزهو بالدولة الاشتراكية القوية ذات السيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.
بادئ ذي بدء، حرص الرئيس كيم إيل سونغ على إقامة هذه الجمهورية لتكون بلداً ذا سيادة يتمسك تمسكاً ثابتاً بالأفكار والمبادئ الاشتراكية. إن الالتزام بهذه الأفكار والمبادئ هو سبيل إلى صون مصالح الاشتراكية الأساسية وقيادة الاشتراكية إلى النصر دون تغيير، بينما التراجع عن هذه الأفكار والمبادئ هو طريق يفضي إلى هزيمة الاشتراكية.
على ذلك فقد قاد الرئيس كيم إيل سونغ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى أن تتمسك بحزم بالأفكار والمبادئ الاشتراكية في أية بيئة أو ظرف كان. في هذا الإطار، كما حرص على ألا تتراجع هذه الجمهورية ولو خطوة واحدة عن مصالح الاشتراكية الأساسية ومبادئها، تزامناً مع إسراعها في الثورة والبناء عبر مواصلة الإبداع وتحقيق التجديدات وفق ما يقتضيه الواقع المتطور، ومعاملتها البارعة للوضع المتغير سريعاً بمبادرة منها.
لذا فإن هذه الجمهورية لم تكن تحيد قطّ عن أفكارها وخططها، ولم تنحرف يميناً أو يساراً أمام المبادئ الاشتراكية، خلال ما يقرب من سبعين سنة منذ اليوم الأول لتأسسها حتى يومنا هذا.
حين تكون القاعدة الاجتماعية والسياسية قوية، يمكن أن تتوطد الاشتراكية، ولكن إذا تفككت القاعدة السياسية، أصيبت الاشتراكية بالانحلال في لحظة واحدة. فإن متانة القاعدة الاجتماعية والسياسية رهن بما إذا كانت السلطة المعنية تحظى بتأييد جماهير الشعب وثقتها.
انطلاقاً من وجهة نظره وموقفه اللذين مفادهما أن جماهير الشعب هى الذات الفاعلة للتاريخ، جمع الرئيس شمل جماهير الشعب في قوة ثورية واحدة، في كل مرحلة من مراحل الثورة والبناء، ودفع قضية الاشتراكية قدماً إلى الأمام معتمداً على قدرة تلك الجماهير التي لا ينضب معينها.
في ظل هذا النظام الاشتراكي، يتمتع جميع أفراد المجتمع الكوري اليوم بالحياة القيمة والكريمة والسعيدة، فيما هم يساعدون ويقودون بعضهم بعضاً مشكلين أسرة متآلفة كبيرة. كما يجري في هذه البلاد تطبيق السياسات الشعبية مثل نظام التعليم الإلزامي المجاني العام ونظام العلاج المجاني العام، ويمثل تحسين رفاهية الشعب مبدأ أعلى من مبادئ نشاطات الدولة.
علاوة على ذلك، عمل الرئيس كيم إيل سونغ على تعزيز القاعدة العسكرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بما أنه أدرك أهمية القدرات العسكرية وشأنها بعمق أكثر من غيره، في سياق قيادته للنضال المناهض للإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية بعد تحرير البلاد بالسلاح، وجه جهوده الكبيرة لتقوية القاعدة العسكرية لهذه الجمهورية، علماً بأنه شكل الجيش أولاً، وبالاعتماد عليه، أسس الحزب والدولة وقاد قضية الاشتراكية إلى النصر.
إن القدرة الجبارة للجيش الشعبي الكوري، عماد قضية الاشتراكية هي أحد العوامل الرئيسية التي جعلت كوريا الاشتراكية تصمد حتى في الوضع القاسي الذي كانت فيه هجمات الإمبرياليين المضادة للاشتراكية مركزة عليها، استفادة من انهيار الاشتراكية المتوالي في البلدان العديدة في أواخر القرن الماضي.
إن قضيته هذه لا تني تتواصل اليوم بصورة رائعة على يد القائد كيم جونغ وون.