سورية (مجتمعياً) في ظل الأزمة وما بعدها..محاضرة في نقاشات المنتدى السياسي الفكري
نظمت الجبهة الوطنية التقدمية، يوم الاثنين 26/9/2016، المنتدى الفكري السياسي في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، تحت عنوان (مجتمع الأزمة وما بعدها في سورية)، وذلك بحضور عدد من الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب وعدد من أعضاء اللجنة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، وسماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون، وباحثون وأدباء وفعاليات دينية وحزبية واقتصادية وثقافية.
حيث أكد نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، عمران الزعبي على (ضرورة تفعيل المنتديات والنقاشات بين مختلف القوى الوطنية والتقدمية، لأن انقطاع الحوار وعدم الاستماع إلى الآراء الخلاقة يؤدي إلى مشاكل)، لافتاً إلى أن (الأزمة في سورية مشروع استنزاف الوطن السوري كون سورية قلب العروبة النابض)، مضيفاً: (سنعمل من خلال المنتدى الفكري السياسي الذي سيقام كل شهر وفاء لأرواح الشهداء وتضحيات أبطال الجيش العربي السوري وجميع القوى الرديفة له).
وأشار الزعبي، إلى أن (معظم دول العالم ومنها الدول الكبرى لديها أزمات مثلنا، لكن هناك أزمات في سورية كشفتها الحرب كنا نعتقد أنها غير موجودة أو نتحاشى الحديث عنها).
ومن جهته، أكد الأمين العام للحزب الشيوعي السوري، عمار بكداش أن (كل السلبيات التي ذكرت لا تمحو الإيجابية الكبرى وهي أن الشعب السوري يتصدى منذ سنوات لهجمة عدوانية شرسة وهو صامد، وهذا يعني أن روح الانتماء الوطني أقوى من العشائرية ومن الطائفية، ولولا ذلك لما كنا صمدنا).
وشدد بكداش، على (الوضع الاقتصادي كأحد الأسباب الداخلية التي ساهمت في حدوث الأزمة)، منتقداً (السياسات الاقتصادية للحكومات السابقة، خاصة سياسة الأبواب المفتوحة والتوجّه نحو الليبرالية الاقتصادية، وذلك بعد أن أسهب في عرض سلسلة من الإنجازات الاقتصادية في العقود الثلاثة التي تلت ثورة آذار في القرن الماضي).
وأشار بكداش، إلى أن (التآمر على سورية موجود منذ الجلاء، لكنه أخذ أشكالاً خطيرة في الفترة الأخيرة)، مضيفاً أن (الهدف الأساسي اليوم، هو التصدي للعدوان الإمبريالي الاستعماري والحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية ووحدة التراب السوري).
وبدوره شدد الباحث عماد فوزي شعيبي، الذي أدار الجلسة على (ضرورة ألا يكرر المنتدى مقولات الماضي، ولا يقتصر على الجوانب النظرية وأن يتقبل التنوع ويطرح مواضيع جديدة).
ومن جانبه، طرح الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، صفوان قدسي عناوين رآها حاضنة وحاضرة في بنية المجتمع السوري، ويمكن تلخيصها بظاهرة غياب الوعي وضعف الانتماء إلى الوطن، حيث مازال الانتماء العشائري والقبائلي وغير ذلك من الانتماءات الضيقة هو السائد بدل أن يتسع الانتماء للجغرافية السورية كاملة).
وتحدّث قدسي عن (غياب الثقافة الوطنية لدى شريحة مهمة من الشارع السوري، وعدم المعرفة بالتاريخ والجغرافية السورية، والقراءة غير العقلانية للتراث الديني، وألمح إلى بعض السياسات الاقتصادية التي لم تراعِ الخصوصية السورية، مشدداً على موضوع (ضعف الرؤية السياسية لدى البعض الذي هلل في البدايات لما سمي زوراً بالربيع العربي، ولم يدرك أن المطلوب كان منذ البداية إخضاع وتدمير سورية صاحبة الدور القومي المتميز).
ولفت قدسي، إلى (الضخ الإعلامي الخارجي الذي مارسته محطات إعلامية معادية، وعمليات غسل الدماغ التي استهدفت المجتمع السوري وبخاصة فئة الشباب)، مشيراً إلى أنه (لابد من وضع رؤية حول صورة المجتمع السوري بعد الأزمة عبر تعميم ثقافة الانتماء إلى الوطن، وتحصين العقل في مواجهة التكفير وإعادة النظر في السياسات والمناهج التعليمية والتربوية).