النواب الشيوعيون في مجلس الشعب: نعتذر من السوريين لعدم تحقيق ما وعدنا به
عقد مجلس الشعب جلسته قبل الأخيرة يوم الأربعاء الموافق 30/3/،2016 وحضر الجلسة السيد وزير النفط. وقد ألقى الرفيق ماهر الجاجة الكلمة التالية:
السيد رئيس مجلس الشعب!
ربما تكون هذه الجلسة هي قبل الأخيرة من جلسات مجلس الشعب في دوره الأول.
خاطرات وأفكار وردت في ذهني وأنا أودع هذا المجلس.. أودع زملائي الأفاضل الذين أجلّهم وأحترمهم.
سيدي الرئيس!
قبل كل شيء أود أن أعبر عن عميق تقديري واحترامي لشخصكم الكريم ولمقامكم كرئيس موفق لمجلس الشعب.
لقد عشت أهم مراحل حياتي في هذا المجلس، وقد تمكنت من خلال المداولات والمناقشات التي كانت تجري فيه من التعرف الدقيق على سورية العربية بكل تلاوينها وهواجس شعبها وهمومه.. وقد أكسبني هذا الكثير من الخبرة والفهم الموضوعي لكثير من الأمور، لكن ما يحزّ في النفس أننا لم نستطع أن نحقق ما كنا نطمح إليه من تغيير حقيقي في حياة الشعب المعاشية.. ونحن الذين قلناها: (الجوع في السوية هو عدل في الرعية).. لكن هل كان المشهد في سورية هكذا؟!
كلا أبداً، فالأغنياء ازدادوا ثراء والفقراء اتسعوا وازدادوا فقراً، والفساد استشرى وتفاقم.
السيد الرئيس!
كل ما يخطر ببال الشعب قيل هنا وأكثر، وكل ما يتعلق بالجيش وبسالته وصموده ودحره للعصابات المسلحة، وعن الشهداء والجرحى وأسرهم وواجبات الدولة نحو قيل تحت هذه القبة وأكثر.
لقد تحولت جلسات مجلس الشعب والعديد من لجانه إلى ورشات عمل حقيقية لإنجاز القوانين التشريعية، بصرف النظر عن موقفنا من بعض هذه القوانين أو من العديد من موادها. لكن مع الأسف إن بعض وسائل الإعلام لعدم درايتها أو لتجاهلها حقيقة مجلس الشعب، حاولت تشويه صورة المجلس ودور أعضائه.
إننا نتقدم لشعبنا الطيب باعتذارنا الشديد، لأننا لم نتمكن من تحقيق ما وعدنا به في برامجنا الانتخابية، ويبدو أن هذه المسألة أصعب مما كنا نتوقع، لأن مجلسنا ليس سلطة تنفيذية بل سلطة تشريعية ورقابية، وربما لو استخدمنا حقنا الدستوري بفاعلية أكثر ربما كانت النتائج أفضل.
بمزيد من الرضا والسعادة أقول: لقد أمضيت حياتي كلها في حب وطني سورية والدفاع عنه وعن مصالح الشعب وحقه في أن يعيش حراً كريماً..
وفي الختام ومن تحت هذه القبة أقول لحزبي الشيوعي السوري الموحد: أنت عظيم في وطنيتك، وللشعب والجيش: أنتما توءم الصمود والخلود، وأقول لعاصمة الصمود دمشق:
قسماً بتربك والدم المسفوكِ لن يستذلّ دم العروبة فيكِ
دمشق أنت بؤبؤ العين وستبقين صامدة كصمود جبل قاسيون الذي لا يهزه ريح ولا تأخذ منه الزلازل.. ودامت سورية العربية بشعبها وجيشها وقائدها.