بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحّد: السوريون يرفضـون التقسيم

حقوق المواطنين الأكراد جزء من حقوق جميع السوريين… وإعلان «الرميلان» يخلق صعوبات في مكافحة الإرهاب

أعلنت بعض الفئات والشخصيات الكردية التي اجتمعت مؤخراً بمدينة الرميلان بمحافظة الحسكة، عن اتخاذ الاستعدادات اللازمة لإصدار وثيقة (النظام الاتحادي الديمقراطي) التي ستتضمن إقامة (الفيدرالية) بين المنطقة الممتدة من مدينة المالكية في أقصى الشمال الشرقي من سورية، إلى مدينة عفرين في جنوب غربي حلب، كشكل للعلاقة مع باقي الوطن السوري.

وقد أثار هذا الإعلان موجة واسعة من الاستغراب والرفض في جميع الأوساط الوطنية والإقليمية والدولية، وفي أوساط كردية سورية واسعة، رأت في إصداره وتوقيته، في هذا الوقت بالذات، إضافة صعوباتٍ جدية أخرى، سواء في عملية مكافحة الإرهاب، أو في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يجري التفاوض عليه في جنيف حالياً، وسط جهود حثيثة ما تزال تُبذل من قبل الوفد الحكومي المفاوض، والقوى والدول الحليفة، من أجل إشراك ممثلين عن الأكراد في هذه المفاوضات.

إن هذا الإعلان، مهما كانت أسبابه وأهدافه، لا يخدم مسألة المواطنين الأكراد، بل يسيء إلى حقوقهم ونضالهم، وبشكل خاص في الفترة الأخيرة، ضد التنظيمات الإرهابية، لعدّة أسباب، في مقدمتها أن تلبية حقوق المواطنين الأكراد لا يمكن أن تتحقق قبل تلبية حقوق جميع المواطنين السوريين في الديمقراطية والمساواة والعدالة في الحقوق والواجبات والمساواة في التنمية وتوزيع الدخل، أو في معزل عنها، كما يشكّل هذا الإعلان خروجاً عن قرارات الأمم المتحدة والقرارات الأخرى ذات العلاقة بالأزمة السورية، التي تؤكد وحدة الأراضي السورية وتقرير الشعب السوري مصيره بنفسه، إضافة إلى أنه يتجاهل رأي مكونات الشعب السوري ومواقفها، بانفراد جزء منها بتقرير مصيره دون احترام حق باقي المكونات في مناقشة طبيعة النظام الذي يضم جميع المواطنين السوريين، وإقراره.

وقد أكد الحزب الشيوعي السوري الموحّد في مؤتمره الثاني عشر الأخير اعتبار الحقوق الثقافية والاجتماعية لجميع مكونات النسيج الوطني السوري، وخاصة منه أبناء الشعب الكردي والأقليات القومية الأخرى، أحد الجوانب الأساسية في تحقيق الديمقراطية وتطبيق مبدأ المواطنة في البلاد، وتقوية هذا النسيج عبر مساواة جميع المواطنين السوريين أمام القانون.

إننا نناشد إخوتنا الأكراد السوريين التبصّر في النتائج السلبية المحتملة التي ستترتب على تبني مفهوم الفيدرالية من طرف واحد، بمعزل عن رأي باقي مكونات الشعب السوري وقرارها، ونناشدهم عدم الانفراد بتبني هذا المفهوم، لأنه قد يقود، بهذا الشكل أو ذاك، إلى التقسيم الذي يحقق أهداف أعداء سورية ومصالحها، والذي يرفضه كل السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة، كما نؤكد ضرورة استمرار الحوار الوطني بين جميع هذه المكونات، بما يعزز وحدة سورية وحقوق أبنائها.

عاشت سورية حرة موحّدة!

عاشت الأخوّة العربية الكردية!

دمشق – 19/3/2016

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحّد

العدد 1140 - 22/01/2025