بوتين: من السابق لأوانه الجزم بإحداث عمليتنا الجوية تغييراً جذرياً….كيري: لا مناص من الإبقاء على سـورية موحدة وعلمانية

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه من السابق لأوانه حتى الآن الجزم بإحداث العملية الجوية الروسية تغييراً جذرياً في سورية، مؤكداً أنها رغم ذلك ساعدت في تعزيز كيان الدولة هناك. وأكد خلال مشاركته في المنتدى الإعلامي للجبهة الشعبية لعموم روسيا المنعقد في بطرسبورغ يوم الخميس 7 نيسان، أن روسيا بعمليتها الجوية حققت مهمتها التي تمثلت في تعزيز الدولة في سورية ومؤسسات سلطتها الشرعية.

وأكد الرئيس بوتين أن القوات السورية تواصل تقدمها ومستمرة في تحرير المزيد من البلدات بدعم روسي، رغم سحب الجزء الرئيس من التشكيلات الجوية الروسية العاملة في سورية. وقال إن كل الأطراف المعنية، وبضمنها الولايات المتحدة والدول الأوربية، أقرّت بأن القوات السورية تكافح المنظمات الإرهابية على شاكلة داعش.

وأكد في هذه المناسبة، أن مؤسسات السلطة في سورية قد تعززت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بفضل الدعم الروسي في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أنه لا يمكن الآن تجاهل أهمية نجاحات القوات الروسية في سورية. وقال الرئيس الروسي إن جهود روسيا في مكافحة الإرهاب الدولي ساهمت بدرجة ما في تطوير علاقاتها مع أكبر الدول في هذا المجال.

وأشار بوتين إلى إنشاء مركز لتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة وإجراء مشاورات ووضع آليات فعالة للرقابة على تنفيذ الهدنة، قائلاً: (إن هذا العمل يجري باستمرار. والأهم الآن يتمثل في ترسيخ أسس العمل في اتجاه التسوية السياسية. وتجري مشاورات في هذا المجال على أساس دائم أيضاً). كما ذكر بوتين أن الأحداث في سورية أثبتت أن روسيا قادرة على حل القضايا قرب حدودها وبعيداً عنها على حد سواء. وتابع أن العملية العسكرية الروسية في سورية أظهرت أن قدرات القوات المسلحة الروسية ازدادت أضعافاً.

وفي الوقت نفسه اعتبر بوتين أن خصوم روسيا قلقون ليس بسبب قدراتها على الدفاع عن مصالحها بعيداً عن حدودها فحسب، بل بالدرجة الأولى بسبب قوة وحدة الشعب الروسي وتكاتفه.

من جهة ثانية  شدّد رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري على أن الإدارة الأمريكية (تفضّل)، إلى حد كبير، المسار الدبلوماسي لحل الأزمة السورية، الذي يؤدي إلى (إحلال سلام واستقرار حقيقيين في سورية وخروج جميع المقاتلين الأجانب) منها. وأوضح أن واشنطن وموسكو متفقتان على بقاء الرئيس الأسد في (بداية) المرحلة الانتقالية التي ستبحث في جنيف وتقود إلى (دستور جديد وسورية جديدة).

وفي مقابلة مع قناتي (العربية) و(الحدث) السعوديتين، نفى كيري أن يكون الهجوم الذي يشنه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في جنوب حلب سيؤدي إلى نهاية اتفاق وقف العمليات القتالية. مبيناً أن (الهجوم الذي تشنه هذه القوات على حد علمنا يستهدف جبهة النصرة. وبموجب اتفاق وقف الأعمال العدائية فإن جبهة النصرة وتنظيم داعش هما هدفان للجميع)، وأوضح أن واشنطن (ستتباحث مباشرة مع الروس للتأكد من أن الهجوم لا يتجاوز هذا الهدف)، وعاد وشدد على أن (استهداف جبهة النصرة لا ينتهك قواعد اللعبة). ورأى أن هجمات الجيش العربي السوري (لن يكون لها تأثير في المحادثات (السورية السورية في جنيف) شريطة أن تستهدف الهجمات النصرة وداعش دون سواهما)، لكنه أوضح أن المسلحين يخرقون الهدنة أيضاً، فقال: (جرى أيضاً توجيه الاتهام، للأسف، إلى أحرار الشام أو جيش الإسلام أو غيرهما، بالتصرف بطريقة غير مقبولة. ما نسعى إلى تحقيقه هو وقف القتال بين مختلف الأطراف).

ولفت الوزير الأمريكي إلى أن مسار جنيف، الذي تسانده (إيران وروسيا والسعودية والإمارات وتركيا وقطر) يعني الوصول إلى (مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم تباشر ممارسة الصلاحيات وإدارة شؤون سورية اليومية، على حين يجري وضع دستور جديد والتحضير للانتخابات). وأضاف: (يفترض أن النظام يوافق على ذلك). وأشار إلى أن الرئيس الأسد سيكون في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بحسب بيان جنيف (لأن هذا البيان يتطلب الاتفاق المشترك على المرحلة الانتقالية). واستطرد قائلاً: (الموافقة يجب أن يشترك فيها (الرئيس) الأسد والمعارضة)، لكنه دعا الطرفين إلى (الاتفاق على تقديم تنازلات من أجل دفع الأمور قدماً حين يجري وضع دستور جديد والإعداد لإجراء انتخابات تمكن الشعب السوري من اختيار قيادة لسورية في المستقبل).

العدد 1140 - 22/01/2025