واشنطن ترفض مكافحة (النصرة) وروسيا قد لا تمدّد الهدنة!!
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تعد مندهشة من رفض واشنطن اعتبار تنظيم (جبهة النصرة) عدوّاً يجب استهدافه في سورية. وأعاد الوزير إلى الأذهان أن طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لم تضرب (النصرة) أبداً خلال الغارات التي بدأتها في عام 2013. وأكد أن محاولات الحفاظ على تنظيم (النصرة) كقوة هي الأكثر استعداداً للقتال، لاستخدامه لاحقاً لإسقاط حكومة بشار الأسد، مثيرة للحزن.
وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية غواتيمالا بموسكو يوم الجمعة 21 تشرين الأول، في معرض تعليقه على تأكيد الخارجية الأمريكية أن واشنطن لا تعتبر (النصرة) هدفاً رئيسياً للعمليات العسكرية بسورية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي قد قال يوم الخميس إن الهدف الرئيسي للضربات الأمريكية في أراضي سورية هو تنظيم (داعش). وأكد كيربي أن واشنطن تعتبر (النصرة) تنظيماً يبقى خارج وقف إطلاق النار ومدرجاً على قائمة المنظمات الإرهابية في سورية. وذكر بأن واشنطن كانت تخطط للعمل ضد (النصرة) بالتعاون مع الروس وفق الاتفاق الموقع في 9 أيلول الماضي، لكن هذا الاتفاق لم ينجح لأن (الروس لم يكونوا مستعدين للوفاء بالتزاماتهم)، حسب قوله.
وقال لافروف تعليقاً على تصريحات كيربي: (فيما يخص تصريحات الأمريكيين حول موقف التحالف من تنظيم (جبهة النصرة) وحول عدم اعتبارهم التنظيم هدفا، فليس فيها شيء جديد بالنسبة لنا).
وتابع الوزير الروسي القول إنه خلال مشاوراته مع نظيره الأمريكي جون كيري كان يلفت انتباه الأخير إلى أن التحالف الدولي يتمهل لدى ضرب مواقع تنظيم (داعش) في سورية، وفيما يخص تنظيم (النصرة)، فلا ترى موسكو حتى محاولات لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي من قبل التحالف.وأكد لافروف أن كل ذلك يدفع بموسكو إلى الاشتباه بأن هناك (خطأ متعمداً للحفاظ على جبهة النصرة كقوة أكثر استعداداً للقتال، تسعى جهة ما لاستخدامها لإسقاط الحكومة في دمشق بالقوة).
وشدد قائلاً: (إنه أمر مثير للأسف لأنه يعد خرقاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي جاءت على أساس المبادرات الروسية- الأمريكية). وأضاف لافروف أن موسكو قلقة من رفض تنظيم (جبهة النصرة) والفصائل المسلحة الأخرى الخروج من حلب، رغم مبادرات حسن النية من جانب موسكو ودمشق. وأكد أنه حسب البيانات المتوفرة لموسكو، تتبع كل التنظيمات الإرهابية في حلب (جبهة النصرة)، مضيفاً أن موسكو سلمت قائمة بأسماء تلك التنظيمات لشركائها خلال المحادثات في لوزان يوم 15 تشرين الأول الجاري.
وشدد على أن (جبهة النصرة) و(أحرار الشام) والفصائل الأخرى المتعاونة معهما، تعمل على تخريب جهود الأمم المتحدة المدعومة من روسيا والحكومة السورية، لبدء إيصال المساعدات الإنسانية إلى أحياء حلب الشرقية. وأشار إلى أن هؤلاء المسلحين يطلقون النار على المسارات التي يمكن استخدامها لنقل المساعدات، ويمنعون خروج المدنيين من الأحياء الشرقية، باستخدام أساليب التهديد والابتزاز، وحتى بالقوة. وبشأن آفاق تمديد الهدنة، قال لافروف إن موسكو أكدت لواشنطن استعدادها للحفاظ على الهدنة، ما لم يخرقها المسلحون.
كما اشتكى لافروف من أن عدداً من الدول تعمل عمداً على منع انطلاق الحوار السوري السوري بمشاركة الحكومة وكل أطياف المعارضة دون استثناء، ولا تسمح بإصدار قرارات عن مجلس الأمن الدولي تدعم بدء الحوار دون أي شروط مسبقة. وبشأن تكثيف الغارات التركية على مواقع الأكراد في شمال سورية، أعرب لافروف عن قلق موسكو البالغ من الأنباء بهذا الشأن.
من جهة أخرى كشف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي، الجمعة 21 تشرين الأول، عن إمكانية وقف الهدنة الإنسانية في حلب في حال تدهور الأوضاع فيها. وأوضح بيسكوف أن (الوضع (في حلب) يتغير بشكل سريع، وقد يتغير إلى الأسوأ، ولذلك جميع القرارات (بشأن تمديد الهدنة أو وقفها) تتخذ انطلاقاً من الوضع الراهن).
وفي ما يخص احتمال تمديد الهدنة الإنسانية في حلب ذكر المسؤول الروسي للصحفيين أن هذا الأمر يتعلق ببعض الوقائع، منها (كيفية استمرار عملية خروج المسلحين من المدينة، وكيف سيتم تحقيق ضمان أمن قوافل المساعدات الإنسانية، وهل سيواصل المسلحون الأعمال الهجومية أم لا، وهل سيتم استغلال الهدنة لإعادة تجمعات فصائل إرهابية وتزويدها بالأسلحة أم لا؟).
وفي سياق متصل أعلن بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث اليوم الجمعة 21 تشرين الأول مع الأعضاء في مجلس الأمن الوطني الروسي الوضع في المناطق المحيطة بحلب والموصل. وأوضح المسؤول الروسي أنه جرت مناقشة الوضع في حلب في سياق الهدنة الإنسانية، وجرت الإشارة إلى أهمية استخدامها لبدء عملية فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين.
وأضاف بيسكوف أن المشاركين في الاجتماع تبادلوا وجهات النظر بشأن بداية عملية تحرير مدينة الموصل العراقية من إرهابيي تنظيم (داعش)، حيث تم الإعراب عن القلق إزاء احتمال توجه المسلحين من هناك إلى سورية، فضلاً عن زيادة تدفق اللاجئين. وكان مصدر دبلوماسي عسكري في موسكو أفاد يوم 12 تشرين الأول بأن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية اتفقتا على منح مسلحي تنظيم (داعش) الإرهابي إمكانية الخروج من مدينة الموصل العراقية قبل بداية عملية تحريرها.
وبحسب المصدر فإن الخطة الأمريكية-السعودية تفترض نقل 9 آلاف مسلح من الموصل إلى شرق سورية بغية تنفيذ الهجوم على مدينتي تدمر ودير الزور السوريتين الخاضعتين للقوات الحكومية.