عيد العمال العالمي والطبقة العاملة السورية

 تحتفل سورية كالكثير من البلدان في الأول من شهر أيار  بعيد العمال، هذا اليوم الذي جاء تعبيراً عن تاريخ طويل من نضال الكادحين ضد الظلم وكل أشكال الاستبداد والاستعباد الذي أنتجه النظام الرأسمالي ، والذي أثمر في نهاية المطاف تحقيق جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تمثلت بحرية العمل النقابي و التأمين الصحي والاجتماعي وغير ذلك.

في ذكرى هذا اليوم لابد لنا أن نتوقف مطولاً أمام واقع هذه الطبقة في سورية، وخاصة في ظل الظروف التي نعيشها حالياً والتي عكست تردياً واضحاً في أوضاع قطاعات واسعة من العمال والكادحين، والمحزن في الأمر أنه ورغم كل الحديث الذي يدور دائماً في الإعلام حول أهمية هذه الطبقة كحامل رئيسي للمسألة الوطنية، وضرورة العمل على تحسين وضعها وتعزيز دورها الريادي في المناحي الاقتصادية والاجتماعية، باعتبارها الأساس الذي يحقق النمو الاقتصادي ودونها لا يمكن لأي نهضة اقتصادية أن تقوم. إلا أننا نرى مفارقة كبيرة بين الإعلام والتطبيق.

لقد فقدت الدولة جزءاً هاماً من دورها في المسألة الاجتماعية، وعوضاً من أن تكون الضامن الاجتماعي لحقوق هذه الطبقة، أصبحت جزءاً من أزمة العامل السوري، الذي وجد نفسه وجها لوجه أمام واقع اقتصادي متدهور، عجزت أمامه الحكومات المتعاقبة في ظل الأزمة أن تجد مخرجاً له. وقد ساهم في ذلك أيضاً تراجع النقابات العمالية عن القيام بدورها كممثل مباشر للعمال، الأمر الذي كانت نتيجته هجرة الكثير من العمال ذوي الاختصاصات الموصوفة إلى البلدان المجاورة أو أوربا، بحثاً عن عيشة كريمة وحياة أفضل. لقد ساهمت الأزمة السورية وآلية التعاطي معها بشكل كبير في خسارة البلد لأهم كوادرها من العمال، الأمر الذي أنعكس بشكل واضح على قطاعات الإنتاج بمختلف أشكالها أننا ندعو من هذا المنبر للحفاظ على ما تبقى من القوى العاملة في سورية، فإعادة بناء ما تهدم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاعتماد على هذه الطبقة، باعتبارها الأساس الذي لا يمكن من دونه أن تتحقق أي تنمية اقتصادية.

عاش الأول من أيار منبراً تعلو من خلاله أصوات العمال.

وكل عام وعمالنا بخير!

العدد 1140 - 22/01/2025