لافروف: واشنطن حاولت ضمّ مواقع النصرة إلى الهدنة

 أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن واشنطن حاولت خلال المباحثات ضمّ مواقع تحت سيطرة (جبهة النصرة) إلى مناطق نظام التهدئة في حلب. وأشار لافروف، في مقابلة مع وكالة (سبوتنيك) الأربعاء 4 أيار، إلى أن هناك من يرغب باستخدام الأمريكيين لمساعدة (جبهة النصرة) على الهروب من تحت القصف، مشيراً إلى العلاقات المريبة للقيادة التركية مع تنظيمَيْ(داعش) و(النصرة).

وقال لافروف: (الرئيس السوري بشار الأسد ليس حليفنا بالمناسبة. نعم، ندعمه في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية، لكنه ليس حليفنا مثلما تركيا حليفة للولايات المتحدة). وأضاف لافروف: (أعتقد أن بمقدور واشنطن مطالبة حلفائها في الناتو بتنفيذ القرارات التي تنص صراحة على ضرورة مشاركة الطيف الكامل من المجتمع السوري في المباحثات. وبمقدورها أيضاً الوفاء بالوعد القديم بابتعاد ما يسمى (المعارضة المعتدلة) التي يدعمونها عن جبهة النصرة وداعش).

وأعرب لافروف، عن رفض روسيا الرهان على تحويل الوضع في سورية إلى الحل بالقوة، قائلاً: (على الأرجح، هناك رهان ممن يدعم النصرة لإفشال الهدنة والقيام بكل شيء ممكن من أجل تحويل الوضع إلى الحل بالقوة. سيكون ذلك مرفوضاً تماماً). وأجاب رداً على سؤال حول توقعاته بشأن موعد استئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية:(الجولة القادمة، كما قلت، مرتقبة في الشهر الجاري أيار (مايو).. على الأرجح سيكون الحوار غير مباشر كما كان، مع أنه من الواضح أن البدء بالعمل الفعلي ممكن فقط عندما تجتمع كل الأطراف السورية على طاولة مباحثات واحدة).

وأضاف لافروف: (الظروف لم تتهيأ بعد لذلك، بالدرجة الأولى، بسبب أن هذه الهيئة العليا للتفاوض، التي نصبت نفسها بنفسها، لديها نزوات كثيرة تحت التأثير السيّئ للرعاة الخارجيين، وفي المقام الأول تركيا). وقال لافروف إن تركيا تمنع بمفردها انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو واحد من الأحزاب الكردية الرئيسة في سورية إلى المباحثات، والذي يحارب الإرهابيين ويسيطر على مســــاحة كبـــيرة من الأراضي في سورية.

وتطرق وزير الخارجية الروسي إلى قضية مقاتلة(سوخوي-24) الروسية التي أسقطتها تركيا مبيناً أن: (تكرار ذلك (الإسقاط) مستحيل، لقد اتخذت جميع التدابير اللازمة لتجنّب أي حوادث، والأتراك يعلمون ذلك). وتابع أن موسكو تأسف لأن الاتحاد الأوربي، تحت ابتزاز تركيا، بدأ يأخذ فكرة تقسيم سورية إلى مناطق أمنية، كأمر مفروغ منه. وقال لافروف: (بالحديث عن مناطق أمنية مختلفة، للأسف الشديد، يبدو الاتحاد الأوربي، تحت الابتزازات التركية، وكأنه يتقبل هذا الطرح الأمني كأمر مفروغ منه).

وقال: (في التصرفات التركية، وهم (الأتراك) المحرض الرئيسي على كل هذه الأحاديث حول المناطق الأمنية والخطة (ب) والطموحات العدوانية الأخرى، يمكن رؤية هذه الدوافع التوسعية ليس فقط تجاه سورية، فمازال الأتراك موجودين في العراق، ولديهم مجموعة عسكرية، دون موافقة، ورغم مطالبة الحكومة العراقية الرسمية، معلنين في الوقت نفسه أنهم أدخلوا قواتهم إلى هناك لكي يعززوا وحدة أراضي العراق وسيادته! ماذا يمكن أن يقال؟! هنا لا يمكن حتى التعليق).

واستطرد الوزير قائلاً: (تلك هي الطموحات العثمانية الجديدة: نشر النفوذ والاستحواذ على الأراضي، إنها تطهّر بقوة، وبشكل عام إنها تصرفات غير لائقة). واستبعد أن يتجرأ أحد ما على القيام بعملية برية في سورية، في ظل وجود القوات الجوية الفضائية الروسية هناك. وقال لافروف: (لا أعتقد بأن أحداً ما سيتجرأ على خوض هذه الألعاب الخطيرة، والقيام بأي استفزازات في ظل وجود القوات الروسية هناك).

العدد 1140 - 22/01/2025