الأتراك يدعمون الإرهابيين.. وأمريكا تشجعهم!…..الشهباء جريحة.. وصامدة

بعد نجاح نسبي في بداية جنيف ،3 وبعد تفاؤل حذر باستمرار المساعي الروسية – الدولية الهادفة إلى إنهاء الأزمة السورية عبر الحلول السياسية، خاصة بعد صمود اتفاق الهدنة رغم الخروقات، جاءت المرحلة الثانية من جنيف ،3 وتهديدات معارضي (الرياض)، ثم انسحابهم من الجلسات ودعوتهم إلى إنهاء الهدنة، وإيعازاتهم إلى أدواتهم الإرهابية بضرب المدن السورية، لتؤكد ما سبق أن حذرنا منه قبل بداية المساعي الدولية لحل الأزمة السورية، وهو عدم توفر الإرادة الجادة في إنهاء الأزمة سلمياً لدى معارضي الرياضي وداعميهم الأمريكان والسعوديين والأتراك.

إن استعادة تدمر والقريتين، وتقدم الجيش السوري في ملاحقته للإرهابيين في العديد من المناطق، وتجاوب الحكومة السورية مع الجهود السلمية التي قادتها روسيا لحل الأزمة، وضع معارضي الرياض وأدواتهم (المعتدلين) في ركن ضيق، فكان انسحابهم من جنيف وخرقهم للهدنة، ثم قذائف الموت والصواريخ التي يمطرون بها مدينة حلب.

لقد كذّبت قذائف الإرهابيين وصواريخهم التي تنهال على أهلنا في حلب كل المزاعم الأمريكية عن وجود معارضين (معتدلين)، إذ قادت (النصرة) بقية التنظيمات في ارتكاب المجازر الوحشية بحق المواطنين السوريين في مدينة حلب.

لقد دكّوا الأحياء الآمنة وحوّلوها إلى أنقاض، وقصفوا المشافي والمدارس، ونزلت حممهم على المساجد والكنائس، وفجّروا شبكات المياه والكهرباء، ومزقوا أجساد المواطنين بصواريخهم (الحديثة) التي زودتهم بها الولايات المتحدة عبر أردوغان.. وتعالت استغاثات المواطنين، مطالبة بوضع حد لجرائم الإرهابيين وإنقاذ حلب وأهلنا من الطوق الإرهابي الدموي.

إن ممانعة الولايات المتحدة في إدراج بقية التنظيمات الإرهابية ضمن قائمة الإرهاب المدان دولياً، ودعمها اللوجستي والسياسي، شجع هذه التنظيمات المرتبطة بداعش والنصرة على ارتكاب المجازر الدموية بحق المواطنين السوريين، ودفعها إلى وأد جميع المساعي السلمي لإنهاء الأزمة السورية.

إن استغاثات أهلنا في حلب، وفي مناطق أخرى تعاني سيطرة الإرهابيين، يجب أن لا تذهب في الفراغ، واستجابة الحكومة السورية للمبادرات السلمية لا تعني أبداً وقف مكافحة الإرهابيين الذين يحملون الموت والدمار لمواطنينا في حلب.

لقد كنا ومازلنا في مقدمة الداعين إلى إنجاح المبادرات السلمية لإنهاء الأزمة الكارثية التي عصفت بسورية، وطالبنا الحكومة السورية ببذل الجهود المخلصة لعدم إفشال هذه المساعي، لكن المسألة هنا تتطلب جهداً مخلصاً من الأطراف الأخرى وداعميهم أيضاً.. لا تهديدات وشروطاً مسبقة الرفض، وانسحاباً مسرحياً، وبعد كل ذلك ارتكاب مجازر حلب.

تسريبات الإعلام الدولي تتحدث عن جهود أمريكية روسية للتهدئة في حلب، واستئناف قريب، ربما في 11 أو 14 أيار الحالي لجلسات جنيف ،3 لكن أي تهدئة لا تترافق بجهود حثيثة للقضاء على الإرهاب، لن تحمل الأمن والطمأنينة إلى أهلنا هناك.. كل الجهود لإغاثة حلب وتخليصها من الدمار والحرائق ومشاهد الدماء والأشلاء.. وليقف السوريون صفاً واحداً لإعادة الأمن والأمان للشهباء.

 

العدد 1140 - 22/01/2025