ديمستورا: أدعو إلى مبادرة روسية أمريكية عاجلة…لافروف: تعاوننا مع واشنطن ساعد على تحقيق تقدم في سورية

 دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا يوم الخميس زعيمي روسيا والولايات المتحدة إلى إنقاذ وقف الأعمال القتالية في سورية الذي مضى عليه شهران وتنشيط عملية السلام المتعثرة. وأعرب دي ميستورا عن قلقه العميق حيال هشاشة اتفاق وقف الاعمال القتالية في حلب وفي ثلاث بؤر ساخنة أخرى على الأقل، رغم انه رأى تقارباً في المواقف بين رؤيتي الحكومة والمعارضة للانتقال السياسي.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي:(أدعو إلى مبادرة أمريكية-روسية عاجلة على أعلى المستويات، لأن ميراث الرئيس أوباما والرئيس بوتين كليهما مرتبط بنجاح مبادرة فريدة بدأت بصورة جيدة للغاية وهي بحاجة لأن تنتهي بصورة جيدة للغاية).

في وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا ساعدت القوات السورية على إلحاق هزائم بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف القتال، مشيراً إلى أن التعاون مع واشنطن ساهم في ذلك.

وقال لافروف في كلمة ألقاها في مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي، الأربعاء 27 نيسان: إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي أظهرت واقعية في الأزمة السورية، وأن (خطوات القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية، بالتنسيق مع القوات الحكومية، ثم مع قوات المعارضة الوطنية، سمحت بإلحاق هزائم جدية بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق عملية التسوية السياسية. وأصبح ذلك ممكناً، بما في ذلك في سياق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة).

ودعا الوزير الروسي إلى مراجعة الأخطاء المرتكبة في مجال مكافحة الإرهاب ومعالجتها، والتخلي عن الخطوات الساعية إلى تدهور الوضع في المنطقة، مؤكداً أنه من غير المقبول استخدام الإرهابيين أداة من أجل تغيير النظم وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية.

وقال لافروف إن نشاط الإرهابيين وصل إلى مستوى غير مسبوق، مؤكداً أن أفعال الإرهابيين تمثل تحدياً منظماً ضد الحضارة الإنسانية والنظام العالمي القائم على القانون الدولي وقواعد السلوك الحضاري. وأكد لافروف من جديد أن موسكو تصر على إشراك الأكراد في المفاوضات السورية وفقاً لخارطة الطريق الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وعشية اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، يطفو على السطح خلاف جديد بين موسكو واشنطن حول مسألة إبعاد تنظيمي (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) من نظام الهدنة في سورية.وفي هذا السياق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الأربعاء، 27 نيسان، أن إدراج تنظيمي (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) في قائمة العقوبات الأممية لن يضرب مفاوضات السلام حول سورية، التي تجري في جنيف.

وقال تشوركين، في مؤتمر صحفي عشية انطلاق الاجتماع في نيويورك: (إنهما لا يشاركان في المفاوضات ولا ينضمان إلى نظام وقف إطلاق النار، وحان الوقت لتسمية الأشياء بأسمائها). وأوضح تشوركين أيضا أن بعض أعضاء مجموعة دعم سورية ينظرون إلى التنظيمين نظرتهم إلى رعايا، (لكننا نرى أنهما لا يلتزمان بنظام وقف الأعمال القتالية ويتورطان في النشاط الإرهابي).

وأوضح تشوركين أن هذه الخطوة متعلقة بالمعلومات التي تشير إلى أن (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) على صلة وثيقة بالتنظيمات الإرهابية، ومنها (داعش) و(القاعدة) بالدرجة الأولى، مشدداً على أن كلاً من (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) يحصلان منهما على دعم مالي وعيني وفني وعسكري.

وتواجه المبادرة الروسية المذكورة معارضة شديدة من قبل الولايات المتحدة، التي أعلنت خارجيتها أن آثار إدراج تنظيمي (جيش الإسلام) و(أحرار الشام) على قائمة الإرهاب الأممية ستكون (مدمرة للهدنة في سورية). وفي مؤتمر صحفي دوري، عقد في 27 نيسان، قال الناطق الرسمي باسم الوزارة، مارك تونر، إن الولايات المتحدة تعتبر هذين التنظيمين مجموعتين تدخلان ضمن المعارضة السورية، مدعياً أنهما (يشاركان في نظام وقف الأعمال القتالية). وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن واشنطن ترى أن إدراج (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) على قائمة المنظمات الإرهابية سيمثل خطوة (غير بناءة).

 

العدد 1140 - 22/01/2025