المؤسسة العامة لمياه الشرب بطرطوس.. تكيّف مع الصعوبات
المسؤولية عندما يفهمها المسؤول الذي يتربع على كرسيها بأنها ليست ميزة تعطيه الحق في التعالي والتكبّر وإغلاق الأبواب أمام المواطن الذي يعتبر الأول والأخير بل هي أمانة عليه أن يقضي الليل والنهار للحفاظ على هذه الأمانة.
لكن مع الظروف الصعبة والحصار الجائر الذي تتعرض له البلاد وما نتج عن ذلك سواء أكان من خلال الآثار الاقتصادية والاجتماعية أو صعوبة تأمين قطع التبديل وتهرّب العديد من المتعهدين عن توريد احتياجات المشروعات الجديدة والتعاقد مع المؤسسة بسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار فإن المؤسسة العامة لمياه طرطوس تكيّفت مع كل هذه الظروف اللعينة وتمكنت من الثبات في وجهها معتمدة على إمكاناتها الذاتية وخبرة كوادرها في إعادة تأهيل بعض التجهيزات المستعملة المتروكة في مستودعاتها وهي شبه منسّقة في بعض المشروعات منذ سنوات.
في المجلس الإنتاجي عن النصف الأول للعام 2016 للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس المنعقد بتاريخ 20/10 والذي تلقت جريدة النور اتصالاً لحضوره وتغطيته كان الكلام من مدير عام المؤسسة المهندس نزار جبّور واضحاً وصريحاً ويحمل الكثير من الدقّة والشفافية ففي مدينة طرطوس وريفها تم استثمار بئر قرية دوير الشيخ سعد اسفل الخزان العالي غزارة 60 متر مكعب بالساعة حيث تم تركيب التجهيزات المقدمة مجاناً من إحدى المنظمات المانحة عن طريق الوزارة وباستثمار هذا البئر تم توفير مرحلة ضخ إضافية للسيطرة المطلقة على الطلب المتزايد للمياه نتيجة توسّع البلدة والتي تشهد توسعاً عمرانياً سريعاً وكبيراً.
كما تم حفر واكساء بئر البلاطة بغزارة 72متر مكعب بالساعة بحفارة المؤسسة وبقمصان اكساء تم تصنيعها من قبل ورشة المؤسسة وهذا البئر سيكون بديلا عن نبع السن وهو بعمق 300 متر وهو هام جداً للقرية كونه مصدر تغذيتها الرئيسي بالمياه كما تم الانتهاء من حفر واكساء بئر في تفريغة جديتي بواسطة حفارة المؤسسة بغزارة متوقعة 250 متر مكعب بالساعة وبعمق 260 متر لدعم القطاع الشمالي لمدينة طرطوس وقرى الشيخ سعد – اسقبولي – بسماقة – بيت السلطان وهو قيد التجريب.
منطقة القدموس قامت المؤسسة بتركيب مركز تحويل 1000 ك ف آ تم نقله من الدريكيش إلى المحطة الأولى في القدموس بدلا من المحولة القديمة 630 ك ف أ بحيث أصبحت المحولة الجديدة قادرة على تشغيل كافة التجهيزات الموجودة بما فيها تجهيزات البئر الجديد في اوبين حيث تم استثماره في المحطة الأولى لخط الجر الثاني إلى القدموس الذي حفر بحفارة المؤسسة بغزارة 300 متر مكعب بالساعة بقيمة 29 مليون ليرة سورية وسيكون هذا البئر بديلا عن آبار بانياس بعد ان تم توريد كامل التجهيزات مجاناً عن طريق وزارة الموارد من إحدى المنظمات المانحة كما تعمل المؤسسة لتحسين عامل الاستثمار لمشروع جسر الحاج حسن بعد ربطه بخط توتر مستقل بحيث تتابع المؤسسة مع احدي الجهات المانحة تركيب مجموعتي ضخ أفقية في المحطة الأولى بدل مجموعات الضخ الغاطسة كثيرة الأعطال إضافة إلى مجموعة ضخ أفقية في المحطة الثانية ليتم استثمار اكبر غزارة ممكنة.
أما في الشيخ بدر ففي مشروع مرقية يتم متابعة تنفيذ أعمال المرحلة الأولى بقيمة 132 مليون ليرة سورية وبنسبة تنفيذ 73% في حين تعهدت إحدى الجهات المانحة بتقديم تجهيزات المرحلة الثانية عن طريق الوزارة بعد أن أعدّت المؤسسة دفتر الشروط الفنية وتقدر كلفة هذا المشروع النهائية حوالي 2 مليار ليرة سورية. أمّا في منطقة القمقمة فقد تم الانتهاء من تنفيذ خط مياه يربط خزان المشروع الرئيسي في القمقمة والمحطة الثالثة في القمصية بطول 1500 متر قطر 125 مم بالعقد 15/2016 بقيمة حوالي 16 مليون ليرة سورية لزيادة الغزارة المستجرة باتجاه المحطة في حين قامت المؤسسة بتحسين عامل الاستثمار لمشروع الديرون بتركيب ثلاث مجموعات ضخ أفقية في المحطة الأولى بحيث يتم تزويد مدينة الشيخ بدر وبرمانة المشايخ والقرى التابعة لهما والمستفيدة من المشروع بغزارة إضافية تقدّر بـ 150 متر مكعب بالساعة كما تم تركيب مجموعتي ضخ غاطسة في المحطة الثانية من موجودات المؤسسة لضخ الغزارة إلى المحطة الثالثة وبالتالي تحسين الواقع المائي للقطاع.
وفي منطقة صافيتا تم استثمار بئر مشروع كفر جوايا بغزارة 60متر مكعب بالساعة وهذا البئر تم حفره وتجهيزه بالكامل من قبل بطركية الروم الأرثوذكسي مجانا عن طريق الوزارة لدعم القرى حيث أصبح الدور كل 4 أيام بدلا من كل 8 أيام كما تم إبدال المحولة القائمة استطاعة 100 ك ف ا بأخرى استطاعة 200 ك ف أ من موجودات المؤسسة بعد إجراء الصيانات اللازمة لها.
ومن ناحية الربط الكهربائي فقد تم التعاقد بتاريخ 13/ 7/ 2016 لربط مشروع الهني بخط توتر مستقل يؤمن تغذية مستمرة للمشروع والاعمال قيد الانجاز كما تم تركيب محولة 200 ك ف أ في المحطة الثانية بدلا من المحولة 100 ك ف أ وتركيب محولة 400 ك ف أ في الأولى ونقل محولة 200 ك ف أ منها إلى المحطة الثالثة وإعادة محولة 100 ك ف أ إلى المستودع كما تم تركيب محولة 200 ك ف أ في مشروع الشيخ سعد مقدمة من المنظمات المانحة بدلا من محولة 100 ك ف أ وفي مشروع الدلبة تم تركيب محولة 400 ك ف أ ووصلها بالتيار وتشغيل المشروع بعد تدعيم البرج الموجود أمّا في مشروع جورة الحصان فقد تم وصل المحطة الأولى للمشروع بالخط المستقل من المحطة الأولى لمشروع جسر الحاج حسن.
طبعاً لقد تأثّرت المؤسسة بالظروف الراهنة والأحداث بسورية وما رافقها من نقص في الطاقة وارتفاع في الأسعار وندرة في الموارد إضافة إلى ضعف السيولة بسبب اقتطاع أقساط الاهتلاك إضافة إلى الزيادات التي تحصل أثناء تنفيذ الموازنة الجارية (محروقات ورواتب) إضافة إلى تخفيض مخصصات سيارات الخدمة إلى 200 ليتر شهريا مما أعاق تغطية كافة مشاريع المحافظة والحفاظ على الجاهزية للمحطات ومجموعات التوليد ولن ننس قلّة الآليات الهندسية وقدم بعضها مما يزيد من خسارة المؤسسة بسبب الأعطال والإصلاحات بالإضافة إلى التحاق عدد من عمال المؤسسة (150 عامل) بالخدمة الاحتياطية مما شكل ضغطا على عمل المؤسسة في تقديم الخدمات كما كان للتوسّع العمراني العشوائي والسريع في معظم مناطق المحافظة دون التنسيق المسبق مع القطاعات الخدمية ومنها المؤسسة.
أخيراً
في الوقت الذي عانت فيه الكثير من المؤسسات بطرطوس وغيرها الويلات نتيجة الحرب الظالمة والمجنونة على سورية فإن المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس كانت فوق المتوقع حيث استطاعت التقدّم خطوات إلى الأمام باعتمادها على الإمكانات الذاتية والمتابعة من قبل المدير شخصيا لكل شاردة وواردة إضافة إلى تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب.