رسالة من الشيوعي السوري الموحد إلى الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم

 وجهت قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد رسالة إلى الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم تبين فيها حقائق شوهتها الآلة الإعلامية الأمريكية- الأوربية فيما يلي نصها:

الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي

تحية رفاقية؛

يسرنا أن نرسل لكم الرسالة السياسية المرفقة التي تتضمن بعض المعلومات والتحليلات حول الوضع في سورية بهدف إطلاعكم على الحقائق التي تدأب آلة الاعلام والنفاق الامريكية والاوربية والتركية والسعودية والقطرية على نشرها على نطاق واسع في العالم.

أملين بذلك أن نساهم بجزء متواضع من مسؤوليتنا  تجاه قضية الشعب السوري التي نعمل على انقاذه من براثن القوى التكفيرية الظلامية المرتبطة بالامبريالية العالمية وبمخططاتها في المنطقة، آخذين بعين الاعتبار أن العديد من التطورات قد حصلت قبل إعداد هذه الرسالة بشكلها الكامل.

إلا أن الأحداث تسير في نفس الإطار الذي قدمنا فيه بعض التفاصيل. فقد تم احراز انتصارات عسكرية كبيرة في مجال تحرير الاراضي التي سيطر عليها الارهابيون المرتزقة وإعادة السلام والشرعية إلى الحياة في معظم بلدات سورية، كما أن الارهابيون يتخبطون في تناقضات دموية فيما بينهم، وتزداد عزلتهم عن الشعب.

إن النشاط السياسي لقوى الارهاب وداعميه في الغرب يستند إلى فبركة الاكاذيب واختلاق وقائع كاذبة وأهمها مسآلة الاصابات بين المدنيين وفي المستشفيات التي يتحمل مسؤوليتها فقط هؤلاء الارهابيون، والمشاركون معهم من الدول الاستعمارية.

ومع ذلك فإن الدولة الوطنية السورية بالتعاون مع روسيا وايران والمقاومة يواصلون السير من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية بأسرع مايمكن رغم كل الصعوبات التي تواجه هذا الهدف.

أيها الرفاق بعد الانتهاء من إعداد هذه الرسالة طرأ على الموقف الميداني بعض الوقائع الجديدة أهمها تحرير حلب من قبضة الارهابيين. ويعتبر ذلك محطة مفصلية في الصراع ضد الارهابيين لأن حلب هي العاصمة الثانية لسورية وهي عاصمتها الاقتصادية أيضاً.

ولقد اعتبر ذلك انتصاراً كبيراً لسورية ولكن لايعني ذلك الانتهاء من الحرب إذ أن غداة تحرير حلب استجمع الارهابيون قواهم لإعادة احتلال (تدمر) المدينة الاثرية الهامة ومايزال القتال قائماً ومع ذلك فنحن متففائلون بإمكانية استعادة هذه المدينة، والمدن الأخرى الباقيةفي وقت قريب جداً.

وتقبلوا فائق التحيات مع الأمل أن نتراسل معاً ونعزز العلاقات بين حزبينا وشعبينا.

قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد، تهديكم أطيب تحياتها وتعبر لكم عن عميق رغبتها بتوطيد الروابط الرفاقية والاممية التي تجمع مابين حزبينا وسائر الاحزاب الشيوعية والعمالية والديمقراطية في العالم.

أيها الرفاق،

لاشك أنكم تعلمون أن حزبنا منخرط ضمن امكانياته مع باقي الاحزاب الوطنية والتقدمية في البلاد في معركة تعد من أشرس المعارك واكثرها وحشية ودموية وتعقيداً منذ الحرب العالمية الثانية، ضد أكثر التيارات الدينية تطرفاً وتشدداً خاصة زداعشز و زالنصرةس المدانين دولياً. وهذه المعركة تمثل التجسيد الحي والتطبيق العملي لمشاريع  بسط الهيمنة الامبريالية على العالم كله ومنها مشروع الشرق الاوسط الجديد أو الكبير.

لقد سقط حتى الان عشرات الآلوف من الشهداء مع مئات الالوف من الجرحى وأضطرت مئات الالوف إلى من العائلات للهجرة إلى المناطق ضمن البلاد أو خارجها وتهدمت ألوف المعامل والورش الصناعية المتوسطة والصغيرة والمستشفيات والمدارس ومعظم مشاريع البنى التحتية  والمواقع الاثرية التاريخية، وسرق النفط السوري وهٌرب إلى تركيا المتحالفة مع الفصائل الارهابية. وتقدر كلفة الدمار الذي حصل ب 200 مليار دولار.

في الواقع ، إن الشعب السوري بشعبه وجيشه وقواه السياسية الوطنية ، قاوموا هذا العدوان السافر منذ بدايته في عام 2011 بكل بسالة وشجاعة وبطولة رغم أن هذا العدوان وفي حقيقته هو عدوان خارجي هاجم سورية انطلاقاً من أكثر من 80 دولة حكامها عملاء للامبريالية، وكانت أداة الاجرام والقتل بشعبنا هم المرتزقة من ذوي النزعة الوحشية للاانسانية والمغسولة أدمغتهم لتتلائم مع طبيعة مهمتهم البربرية. لقد تم اغتصاب النساء بالمئات وجعلم سلعة للاتجار ومازالت مئات النسوة مختطفات ومحتجزات في أقفاص حديدة لدى داعش ويباع ويشترى أيضاً الاطفال ويدربون على الاعمال الاجرامية.

وامتد الاجرام إلى خارج سورية ووصل بلداناً عربية عدة وحتى أوربية مثل فرنسا وبلجيكا وأصبح بشكل ظاهرة عالمية، لكن الادارة الامريكية الحالية بقيت هي الراعي الاخطر والاكبر لهذا المشروع الارهابي الكبير، الذي أداته المنفذة هم المرتزقة العالميون والمستشارون الغربيون، وبتمويل سعودي وتسليح أمريكي متقدم يأتي عن طريق تركيا.

وأمام هذا الواقع الصعب التي مرت به سورية فقد اضطرت إلى الاستعانة بجمهورية روسيا الاتحادية الصديقة التي قدمت لسورية كل المساعدات الممكنة لإيقاف هذه الحملة البربرية عند حدها.

لقد ثارت ثائرة حكام الغرب وأمريكا وتركيا والسعودية وقطر لهذا الحدث الذي أدخل تعديلات حقيقية على ميزان القوى في الميدان وتمكنت سورية من الصمود بعد 6 أعوام من القتال وهي ستواصل نضالها الدفاعي عن الناس حتى تحرير أخر شبر من أرض الوطن.

لقد أعلمت سورية جميع بلدان العالم بأسباب ومبررات هذه المساعدة الروسية وأهمها ثلاث:

1. إن هذه المساعدة جاءت بناء على طلب السلطة الشرعية السورية.

2. إن ميثاق الأمم المتحدة وكافة القرارات الدولية تمنع أي دولة من الاعتداء على دولة أخرى أو التدخل في شؤونها الداخلية.

3. إن القوانين والاعراف الدولية تسمح لكل دولة اعتدي عليها بممارسة حقها في الدفاع المشروع عن النفس بكافة الوسائل الانسانية المناسبة.

وفي الوقت الذي ماتزال فيه القوى الشرعية السورية تدافع عن الوطن وتحرر الأراضي التي احتلتها المرتزقة وأقاموا فيها أنظمة حكم تعود إلى ماقبل 1500 عام، وافقت سورية على  السير في طريق الحل السياسي على أساس وقف نزيف الدم وانسحاب القوى الاجنبية الدخيلة، وإجراء انتخابات ديمقراطية شاملة في البلاد وفتح باب التفاوض السياسي مع المعارضة الوطنية وعلى الأخص المعارضة الداخلية.

إلا أن الارهابيين الذين يحتوون المعارضة ويجرونها إلى القتال ضد الدولة السورية، مازالوا يرفضون الجلوس على مائدة المفاوضات على أساس مؤتمري جينيف /1/و/2/ واجتماع فيينا، ووثيقة التفاهم التي وقع الجانب الامريكي عليها ولكن الصراعات في قلب السلطة الامريكية حالت دون التصديق الرئاسي عليه. وماتزال الدماء تسيل خاصة في العاصمة الثانية حلب والتي تمكن الجيش العربي السوري وحلفاؤه من تحرير أكثر من 98% منها وسط رفض الارهابيين بأي هدنة للحفاظ على المدنيين الذين يجعلون منهم دروعاً بشرية.

أيها الرفاق؛

يهمنا كثيراً أن نؤكد لكم الحقائق التالية:

1. لا يجوز وضع الجاني والضحية على قدم المساواة وخاصة في هذه الحرب التي وقعت سورية ضحيتها.

2. إن القوانين الدولية لاتسمح لأي كان التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد أخر كما يفعلون الارهابيين وداعميهم الذين يطالبون برحيل رئيس الجمهورية العربية السورية وهو موضوع يخص الشعب السوري وحدة.

3. إن الجانب المعتدي هو المسؤول مسؤلية حصرية عن دماء السوريين التي تسيل، وعن الدمار الذي حلّ بسوريا والسوريين.

4. إن هذا الغزو الذي تتعرض له سوريا، محاط بحرب اعلامية كاذبة أنفق عليها مليارات الدولارات سواء من امريكا أو السعودية وهم يشوهون الحقائق ويصدرون الأكاذيب إلى مختلف أنحاء العالم.

5. إن العراق الشقيق يتعرض أيضاً لعدوان شبيه بالعدوان الواقع على سورية والشعب العراقي يقاوم بشدة هذا العدوان ومن واجب كل قوة تقدمية في العالم مساندة الشعبين في آن واحد.

أيها الرفاق؛ إن القوى التقدمية السورية تناضل من أجل وقف تدهورالأحوال المعيشية للجماهير نتيجة هذه الحرب القذرة على شعبنا والعقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي المفروض عليه

إن الشعب السوري يعيش أياماً صعبة وفي كل يوم يتساقط العشرات وتدمر وسائط الحياة الانسانية، لكن شعبنا صابر وصامد في نفس الوقت وطوال الست سنوات الماضية برهن هذا الشعب على حبه لوطنه والتمسك بالخيار التقدمي والديمقراطي لحياته ومستقبله ، وبالحل السياسي لأزمته، والانتقال ألى مجتمع تعددي  ديمقراطي كما نص عليه الدستور الجديد للبلاد.

ونأمل منكم، باسم الروابط الانسانية والأممية والقومية والوطنية التي تجمعنا، أن نتواصل مع بعضنا بكافة الوسائل الممكنة للاجابة على أي سؤال  تريدون الاجابة عليه، ولتأمين أي شكل من أشكال المساعدة الانسانية لسورية بالتعاون مع القوى الديمقراطية في بلدكم.

وتقبلوا فائق التحيات مع الأمل بتقوية علاقات الصداقة والتعاون بين حزبينا وشعبينا.

دمشق 15/12/2016

حنين نمر

الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1140 - 22/01/2025