سيادة وزير الكهرباء..الكهرباء تأتي وتنقطع والسويداء تعاني!
ما يعانيه أهالي السويداء من انقطاع التيار الكهربائي إضافة إلى نظام القطع المعتاد شكل حالة انفعالية عند كثيرين منهم، وذلك سبب الضرر للعديد من المهن والحرف ووسائل الإنتاج، لأن آليات تنفيذ القطع كونت لدى المواطن مفهوم نمط أزمة الكهرباء الناجم عن فعل داخلي أراده من أراد العبث بقوت أبناء السويداء…
ونحن على يقين أننا في أزمة كبيرة، ومقدرات الدولة ضعفت في تأمين الفيول وغيرها لتوفير الطاقة الكهربائية الأمر الذي استوجب التقنين، ولكن نظام التقنين في السويداء اختلف وكان جائراً، وهناك أحاديث تتداول ومضمونها أسئلة مشروعة ومحقة، منها كيف يمكن الاستمرار في التنمية، وعوامل التنمية من الكهرباء غير متوفرة؟ ولماذا، وهذا أهم، تأتي فاتورة الكهرباء بأرقام خيالية؟..
قامت جريدة (النور) بإجراء استطلاع رأي ووجدت أن غالبية أبناء السويداء ومن جميع الفعاليات قد تضرروا من نمط التقنين السيئ، فقد اعتُمد التقنين ساعتين إنارة مقابل أربع ساعات عتم، وخلال الساعتين يتكرر في كل عشر دقائق انقطاع الكهرباء لمدة عشرين دقيقة، هذا يعني أن وقت الإنارة من الساعتين لا يتجاوز أربعين دقيقة أي لا يصل إلى ساعة إنارة، وبالتالي فإن ساعات التقنين تصل إلى خمس ساعات ونيف، والاستطاعة ضعيفة جداً فبصعوبة يستطيع الإقلاع البراد او الغسالة، أو شواحن اللدات الخازنة للطاقة لنستعيض بها عن عتمة الليل المدلهم.. وبالتالي حرق كثير من الآلات الكهربائية في المنازل.. وهنا الطامة الكبرى، لأن العاملين في لف المحركات بانتظار أفراد المجتمع، وكل منهم واضع فاتورة أسعاره وفق النظام العالمي لصرف الدولار الذي لم تجد الحكومة وسيلة لتثبيته ومنع ارتفاعه، بحيث لم يبقَ في المنزل قطعة كهربائية لم تدخل محل لف المحركات…وأجزم ان أبناء السويداء قد دفعوا أضعافاً مضاعفة لصيانة القطع والأدوات الكهربائية في منازلهم، ولو قيض لهم شراؤها من جديد وبالأسعار الجارية لكان ذلك أفضل من تصليحها.
إذاً، نحن أمام معضلة كبيرة: مزارعو التفاح باتت براداتهم خارج العمل، وينجم عن هذا القضاء على إنتاجهم وموسمهم الزراعي…المناطق الصناعية توقفت عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، المعامل وأصحاب المحلات، والمهن تعطلت مصالحهم والسبب الرئيس هو عدم الانتظام في أسلوب التقنين.. وبعد فإن (النور) تطرح أسئلة: هل ضمن برنامج الحكومة العتيدة خطة من لم تصله يد الإرهاب في التدمير والتفجير والقضاء على ممتلكاته، الوصول إليه وحرقه بالكهرباء؟
وهل الوزارة المعنية قد أبرمت عقوداً بالتراضي مع أصحاب الشركات الكهربائية لتوزيع بضاعتها الكاسدة لضعف قوتها الشرائية، في ظل دخل لا يكفي المواطن قوت يومين من شهره؟..
وهل وزارة الكهرباء الموقرة التي قطعت حواجز التعامل الأخلاقي بينها وبين المواطن، قد وضعت نصب عينيها أن المزارعين الذين لم يقعوا بيد ابتزاز التجار وظلمهم، وقعوا تحت رحمة وزارة الكهرباء ومورديها من المولدات وتأمين المحروقات وغيرها من مستلزمات بغية الحفاظ على إنتاجهم وموسمهم الذي بات في خطر كبير من الدمار والتدهور؟.. أم أنها المشجعة للأسواق السوداء؟ وما أكثرها هذه الايام؟…
أليس ذلك دلالة أن وزارة الكهرباء تسعى للقضاء على كل ما فيه حياة أو نبض للاستمرار في الحياة؟…
ألا يحق للمواطن أن يرى النور في النهار قبل الليل في ظل سياسة الحكومة المعتمة؟..
أسئلة كثيرة يطرحها الشارع في السويداء، وطاقة التحمل استُنفدت أو تكاد، والخوف من الحليم إذا غضب، فما عساها وزارة الكهرباء فاعلة؟..
فهل ستسمع الآذان الصماء صوت المواطن ومطالبه المحقة..؟