الرئيس الأسد لمحطة «إن بي سي نيوز» الأميركية: بوتين لم يتحدث معي عن عملية انتقال.. وسورية لا تراهن على أي رئيس أميركي يأتي أو يذهب
أكد الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع محطة (إن بي سي نيوز) الأمريكية بثتها الخميس الماضي ونشرت نصها الكامل وكالة «سانا» للأنباء، أن روسيا لم تتحدث معه أبداً عن عملية الانتقال السياسي وتركه للسلطة، مشدداً على أن الشعب السوري وحده يحدد من يكون الرئيس؟ ومتى يصبح رئيساً؟ ومتى يرحل؟
فيما يلي مقاطع من إجابات السيد الرئيس:
في الواقع.. لقد حقق الجيش السوري تقدماً كبيراً مؤخراً.. وهذا هدف أي جيش أو أي حكومة.. لا أعتقد أن للبيان الصادر عن الخارجية الأميركية أي صلة بالموضوع، وهو لا يعكس أي احترام للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة. إنه لا يحترم سيادة بلد من حقه بسط سيطرته على كامل أراضيه.
العامل الأهم هو إلى متى سيستمر داعمو أولئك الإرهابيين بدعمهم.. خصوصاً تركيا وقطر والسعودية.. بمصادقة من بعض الدول الغربية.. بما في ذلك الولايات المتحدة؟ إذا توقف ذلك الدعم.. فإن الأمر لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر.
إذا كنت تتحدث عن الوقت الذي سيستغرقه ذلك بصفته صراعاً سورياً صرفاً.. صراعاً منعزلاً.. فإن الأمر لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر.. لكنه إن لم يكن صراعاً منعزلاً كما هو الحال اليوم مع تدخل العديد من القوى الإقليمية والدولية فإنه سيستغرق وقتاً طويلاً.. ولا أحد يمتلك جواباً عن السؤال الذي طرحته.. لا أحد يعرف كيف ستتطور هذه الحرب.
من المؤكد أن الدعم الروسي للجيش السوري رجح كفة الحرب على الإرهابيين. في الوقت نفسه ومنذ أن بدأ التدخل الروسي المشروع في سورية أرسلت تركيا والسعودية المزيد من المقاتلين.. لكن رغم ذلك فقد كان العامل الحاسم كما قلت.
نحن مدينون لكل من وقف بجانبنا.. الروس.. والإيرانيون.. وحتى الصينيون وقفوا إلى جانبنا.. لكن كل بطريقته.. سواء سياسياً.. أم عسكرياً أم اقتصادياً.. لأن الأمر لا يقتصر على عامل واحد.. لا تستطيع أن تتحدث فقط عن قوة النيران أو عن الموارد البشرية.. إنها قضية ذات عوامل متعددة.. كل تلك الدول دعمت سورية.. إضافة إلى دول أخرى قدمت الدعم بدرجة أقل.
تدخل بوتين يستند إلى القيم وإلى مصلحة الشعب الروسي، لسبب بسيط.. أولاً لأن سياستهم قائمة على القيم.. وهذا أمر بالغ الأهمية.
الأمر الثاني هو أن مصالحهم مشتركة مع مصالحنا الآن.. لأنهم يحاربون الإرهابيين أنفسهم الذين يجب عليهم محاربتهم في روسيا.. إننا نحارب الإرهابيين الذين يمكن أن يحاربوا في أوربا والولايات المتحدة وفي أي مكان آخر من العالم. لكن الفرق بين الرئيس بوتين والمسؤولين الغربيين هو أنه تمكن من رؤية ذلك بوضوح على حين إن المسؤولين الآخرين في أوروبا أو في الغرب بشكل عام لم يتمكنوا من رؤية ذلك.. ولهذا السبب فإن تدخله يستند إلى القيم ويستند في الوقت نفسه إلى مصلحة الشعب الروسي.
وحده الشعب السوري يحدد من يكون الرئيس.. ومتى يصبح رئيساً؟ ومتى يرحل؟
لقد تمت دعوة الروس قانونياً ورسمياً من الحكومة السورية.. وهكذا فإن وجودهم شرعي في سورية.. على حين إن وجود الأميركيين ووجود جميع حلفائهم ليس شرعياً. هذا أولاً، ثانياً، منذ التدخل الروسي.. والإرهاب يتراجع.. على حين قبل ذلك وطوال التدخل الأميركي وتدخل حلفائهم غير الشرعي كان (داعش) يتمدد والإرهاب يتوسع ويستولي على مناطق جديدة في سورية.. إنهم ليسوا جادين.
وبالتالي لا يمكنني أن أقول إني أرحب بعدم جديتهم وبوجودهم غير الشرعي في سورية.
الواقع يقول إنه ومنذ بداية الضربات الجوية الأميركية والإرهاب يتوسع ويسود وليس العكس. تقلص الإرهاب فقط عندما تدخل الروس هذا هو الواقع. ينبغي أن نتحدث عن الوقائع وليس فقط عن الإجراءات الشكلية التي يتخذونها.
مشكلة المسؤولين الأميركيين هي أنهم يقولون شيئاً ويخفون نياتهم خلف الأقنعة ويتحركون في اتجاه مختلف.. يقولون شيئاً ويقولون عكسه.. يقولون شيئاً.. ويفعلون شيئاً مختلفاً.. وبالتالي.. لا يمكنك معرفة نياتهم الحقيقية.. ما أنا متأكد منه هو أنه ليست لديهم نيات جيدة حيال سورية.. قد يقومون بتكتيكات أو مناورات لكنهم لم يغيروا نياتهم على ما أعتقد.
بالنسبة لي أنا لا أخوض حربي الخاصة.. لا أخوض حرباً لبقاء الرئيس.. إن حربي التي أخوضها هي لحماية سورية.. لا يهمني إذا بقيت أو لا، إذا لم يكن السوريون يريدون مني أن أكون في منصبي.. بالنسبة لي.. لا أكترث لما يريده الرؤساء الآخرون.. بل لما يريده السوريون.. إذا كانوا يريدونني أن أبقى فسأبقى.. وإذا كانوا يريدونني أن أرحل فسأرحل. وبالتالي فالأمر مختلف، مختلف تماماً.
«داعش» أنشئت في العراق عام 2006 وعندها الولايات المتحدة هي التي كانت في العراق.. وليست سورية في العراق.. كانت تنمو تحت إشراف السلطة الأميركية في العراق ولم تفعل شيئاً لمحاربة «داعش» حين ذاك.. إذاً.. لماذا تحاربها الآن؟ إنهم لا يحاربونها الآن.. لقد توسعت تحت إشراف الطائرات الأميركية التي كان بوسعها رؤية «داعش» تستخدم حقول النفط وتصدر النفط إلى تركيا ولم تحاول مهاجمة أي قافلة لـ«داعش». كيف يمكن أن يكونوا ضد «داعش»؟ هل لا يستطيعون رؤيتها؟ هل لا يرونها؟ كيف تمكن الروس من رؤيتها منذ اليوم الأول وبدؤوا بمهاجمة تلك القوافل؟ في الحقيقة فإن التدخل الروسي أسقط القناع عن النيات الأميركية فيما يتعلق بـ«داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى طبعاً.
الأمر يتعلق بالسياسات.. ونحن في سورية لا نراهن على أي رئيس يأتي أو أي رئيس يذهب.. لأن ما يقولونه في حملاتهم يختلف عما يفعلونه بعد انتخابهم.
قضية الإرهاب معقدة جداً وتتعلق بالأيديولوجيا.. كيف يمكن أن تكون شديداً ضد أيديولوجيا «داعش» ذلك هو السؤال.. كيف يمكن أن تكون شديداً فيما يتعلق في اقتصادهم وكيفية تقديمهم للأموال والتبرعات؟ كيف يمكن أن تتعامل مع ذلك؟
أولاً ينبغي أن تكون لديك الإرادة وينبغي أن تكون صادقاً ثم ينبغي أن تكون ذكياً ثم ينبغي أن تكون شديداً.. أن تكون شديداً وفعالاً من الناحية العسكرية هذا مهم.. لكن هذا هو الخيار الأخير بعد أن تكون قد حققت المعايير الأساسية الأخرى.
إذا ألحقنا الهزيمة بـ(داعش) نكون قد ساعدنا العالم بأسره..
القراران الوحيدان اللذان اتخذناهما منذ بداية الأزمة كانا الدفاع عن بلادنا من الإرهابيين.. وهذا قرار صائب. والقرار الثاني إجراء الحوار مع الجميع وقد تحاورنا مع الجميع بما في ذلك بعض المجموعات الإرهابية التي أرادت تسليم أسلحتها.. وأنجزنا ذلك. نحن مرنون جداً لم نتخذ أي قرار لمهاجمة أي منطقة ليس فيها إرهابيون أو لا يقصف منها الإرهابيون المدن المجاورة لهم.
فيما يتعلق بمنصبي.. عليك أن تسأل الســـوريين.. إذا كانوا لا يريدونني.. فعلي أن أرحل مباشرة اليوم.. وإذا كانوا يريدونني.. فعلي أن أبقى.. هذا يعتمد عليهم.. أعني إذا أردت أن أبقى بغير إرادتهم فإنني لا أستطيع أن أنتج.. لا أستطيع أن أنجح.. أعتقد أنه ليست لدي نية بألا أنجح.
آمل أن يرى فيَّ التاريخ الرجل الذي حمى بلاده من الإرهاب ومن التدخل وحافظ على سيادة ووحدة أراضيه.