مواسم السوريين.. والجيوب الفارغة!
العودة إلى المدرسة، وتحضير (المونة)، والسعي بجميع الوسائل للحصول على مازوت الشتاء، العام الجامعي الجديد.. إنها مواسم السوريين الذين يحرصون على التحضير لها رغم تراجع دخولهم، وتقلص أجورهم الحقيقية أمام الغلاء الذي غزا حياة المواطنين خلال العقد الماضي، وتحكم برقابهم أكثر فأكثر بعد الأزمة السورية، والحصار الاقتصادي الظالم وغزو الإرهاب الفاشي.
ورغم ارتفاع أسعار جميع المواد الأساسية للمواطن، لم ينس هذه المواسم.. صحيح أنه لا يستطيع تلبية احتياجاتها، وهذا ما يترك في قلبه غصّة، لكنه يحرص ربما من خلال الاستدانة أو العمل الإضافي أو بيع ما تيسر من موجوداته على ملاقاة هذه المواسم، وتأمين الحد الأدنى من مستلزماتها. في ظل أزمتنا تحولت قلوب نسبة كبيرة من المواطنين إلى مستودع للغصّات، وهم يجدون أنفسهم عاجزين عن تلبية متطلبات هذه الاستحقاقات.
لقد شدوا على البطون، ورشدوا احتياجاتهم، واستدانوا، وباعوا، لكن غول الأسعار طغى، وأثرياء الحرب تجبروا، وأسياد الأسواق وسماسرته فرضوا إيقاعهم، وها هو ذا المواطن ينزوي في ركن ضيق، يضرب أخماساً بأسداس، ويرفع يديه إلى السماء. الأسعار يحددها الدولار، أما أجور المواطنين فتقوم بالليرة السورية التي أصبحت شهيرة الأزمة، وشتان ما بين قيمة العملتين، واسألوا المتاجرين وسماسرة الأسواق السوداء!
يا حكومتنا الرشيدة!
نفّذي وعودك ووعود الحكومات السابقة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.. ادعموا الفئات الفقيرة والمتوسطة، فهم- كما كتبنا مرات ومرات- السند الحقيقي لصمود سورية وجيشها الوطني في التصدي لغزو الإرهاب، والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً.
الجيوب الفارغة لا تنهض بالاقتصاد السوري الذي يعاني الركود، أليس كذلك يا سادة؟!