الشعب يريد اختراقاً بارزاً في معالجة همومه

وقفت الحكومة أمام مجلس الشعب، وكما تعودنا ستجد تبريراً لجميع الانتقادات الموجهة إليها، ثم تلجأ في النهاية إلى الوعود، وتطلب من الوزراء وضع الخطط لتنفيذ هذه الوعود، وهكذا إلى أن يحين موعد الوقف القادمة مع دورة جديدة لمجلس الشعب. ندرك صعوبة المرحلة، ولأنها كذلك، فالناس بحاجة إلى اختراق ما.. تقدُّمٍ ما في معالجة همومها المعيشية والاجتماعية.

إن جماهير الشعب السوري، وخاصة فئاته الفقيرة المتوسطة، لم تقصر يوماً في واجباتها تجاه الوطن في واجهته للغزو الإرهابي والتهديدات التي يطلقها تحالف دولي تقوده الإمبريالية الأمريكية بالعدوان على سورية، ووعود الحكومات لم يتحقق منها شيء، بل على العكس تماماً، فقد ازدادت هموم هذه الجماهير في ظل تسيّد المحتكرين وتجار الحروب والأزمات، وفقدان تأثير الحكومة على أي مفصل في الحياة الاقتصادية والأسواق.

إن اختراقاً ما في معالجة هموم هذه الجماهير يعطيها الأمل، ويشد من عزيمتها، إذ تشعر أن هناك من يثمّن تضحياتها، ويقف في صفها بعد أن كابدت ما كابدته من مصاعب في سنوات الجمر.. ماذا لو أعادت الحكومة العمل بالبطاقة التموينية، وساعدت المواطنين في الحصول على سلة غذائية بأسعار مدعومة، بدلاً من الأسعار الكاوية التي يفرضها أمراء السوق؟ إنه اختراق فعلي سنرفع له القبعات، ونصدق بعدها أن وعود الحكومة الأخرى ربما ستجد طريقها إلى التحقيق.

لقد ارتفعت مؤخراً في ظل هيمنة المحتكرين على الأسواق، أسعار العديد من المواد الغذائية، ومنها الأرز، وأصبح حصول المواطن على وجبة أرز أمراً في غاية الصعوبة.

اخترقوا.. فنحن بحاجة إلى اختراق!

العدد 1140 - 22/01/2025