بوتين: الولايات المتحدة سبّبت تعثّر العملية السياسية في سورية.. زاخاروفا: التحالف الأمريكي يزعزع الوضع ويخلق مشاكل إنسانية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولات إطلاق عملية سياسية لتسوية الأزمة في سورية تعثرت، بسبب فشل الولايات المتحدة في الالتزام بتعهداتها. وقال الرئيس بوتين في كلمة ألقاها أثناء جلسة في منتدى فالداي المنعقد في مدينة سوتشي: (كان يبدو أن جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب بدأت تتشكل بعد إجراء مفاوضات طويلة وبذل جهود هائلة وتحقيق حلول وسط معقدة، إلا أن ذلك لم يحدث ولم تنجح اتفاقاتنا الشخصية مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما).
وأضاف بوتين (إن قوى معينة في واشنطن فعلت كل ما بوسعها لإفشال تنفيذ الاتفاقات الروسية الأمريكية) مشيراً إلى أن ذلك يعكس سعي الغرب غير المبرر وغير المعقول إلى تكرار أخطائه في المنطقة. وأكد بوتين أن جماعات إرهابية لا تزال تتلقى أسلحة ومساعدات من دول معروفة بهدف استخدامها لتحقيق أهداف سياسية معينة، محذراً هؤلاء الذين يريدون استغلال الإرهابيين بالقول (إن المتطرفين أذكى وأقوى منكم، وإنكم ستخسرون دائماً في حال اللعب معهم).
وأشار بوتين إلى أن الدول الغربية تجاهلت دعوات موسكو المتكررة إلى مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، مجدداً الدعوة إلى توحيد الجهود لمواجهة هذا الخطر العالمي مشدداً على أن (منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من أزمات ونزاعات دموية بحاجة إلى وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية على غرار خطة مارشال لتنمية أوربا بعد الحرب العالمية الثانية).
وقال بوتين (إن روسيا لا تسعى إلى المواجهة مع أي كان أو التوسع أو الهيمنة في العالم، ونحن تعلّمنا أن نقيم هويتنا والحرية والاستقلال، ولكن الدعاية الغربية تتحدث عن خطر عسكري روسي من أجل استغلال ذلك في توسيع حلف الناتو ونشر قوات تابعة للحلف بالقرب من حدود روسيا).
وأضاف بوتين (إن روسيا لا ترى أن حلف الناتو يتكيف بالفعل مع الظروف الجديدة في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة) مشيراً إلى زيادة التناقضات بشأن إعادة توزيع القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي في العالم.
ووصف بوتين الاتهامات ضد روسيا بالعمل على التأثير في الانتخابات الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على حساب الديموقراطية هيلاري كلينتون بأنها نوع من الهستيريا وقال (إنني لا أجد وصفاً آخر لتلك الحملة التي انتشرت في الولايات المتحدة عن التأثير المزعوم لروسيا على الانتخابات الرئاسية).
فيما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية يزعزع الوضع فى سورية ويخلق المشاكل الإنسانية فيها، مشيرة إلى أن عمليات هذا التحالف تخالف أحكام القانون الدولي لأنها تُنفَّذ دون موافقة الحكومة السورية.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو بتاريخ 27 /10/2016..(إن التحالف الأمريكي لا يأخذ بعين الاعتبار وقوع ضحايا مدنيين في سورية حيث أدت الغارات التي شنها إلى مقتل ما لا يقل عن 300 من السكان المدنيين) مشيرة إلى الانتقادات التى وجهتها منظمة العفو الدولية لهذا التحالف. وكانت منظمة العفو الدولية انتقدت فى بيان لها الليلة قبل الماضية الغارات التى يشنها طيران التحالف الأمريكي في سورية مبينة أن (تحليل الأدلة المتاحة يظهر أن هذه القوات أخفقت فى كل من هذه الحالات في اتخاذ الاحتياطات الكافية لتقليل الضرر الواقع على المدنيين وعلى البنى المدنية).
كما انتقدت زاخاروفا الاتهامات الغربية للعمليات الروسية ضد الإرهاب في سورية وقالت: (كالعادة كل هذه الاتهامات لا تقوم على إثباتات مقنعة، كما أن نفي الجانب الروسي لها عبر الصور الفوتوغرافية والوثائق وغيرها لا يركز عليه التحالف الدولي والجانب الغربي بشكل عام). وبيّنت زاخاروفا أن الإرهابيين في الأحياء الشرقية لحلب يحصلون على مزيد من الأسلحة ولا يسمحون للمدنيين بالخروج رغم إعلان تهدئة إنسانية من الجانبين السوري والروسي متسائلة: لماذا لا تركز وسائل الإعلام الغربية على هذا الجانب وتبدي اهتمامها بكيفية حصول الإرهابيين على الأسلحة الأمريكية.
من جانب آخر نفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ادعاءات بعض وسائل الإعلام الغربية التي تحدثت عن قصف الطيران الروسي مدرسة في إدلب، مشيرة إلى أن الاتهام استند إلى مزاعم من وصفتهم بأنهم شهود عيان على الرغم من عدم وجود أي أدلة على أي دور روسي في الهجوم.
ورداً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جورج إرنست بأن موسكو تعرقل جهود واشنطن في التسوية السلمية للأزمة في سورية قالت زاخاروفا: (هذه أقوال شخص لا يعرف الواقع في المنطقة) ونصحته بقراءة المقال الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست في الـ23 من الشهر الجاري حول (أن القيادة الامريكية تبحث مسألة إمداد الارهابيين في سورية بالأسلحة، وقرار الرئيس الامريكي باراك أوباما بترك هذا الموضوع للإدارة القادمة).
وأعادت زاخاروفا التذكير ببرنامج التدريب الامريكي للإرهابيين في سورية بحجة أنهم (معارضة معتدلة) مشيرة إلى إقرار البنتاغون بأن هؤلاء لم يبق منهم سوى 5 فقط، أما الآخرون فانضموا مع أسلحتهم إلى التنظيمات الإرهابية كـ (داعش) و(جبهة النصرة) وغيرهما مستخدمين المهارات والقدرات التي تعلموها في العمليات الإرهابية، ومع ذلك لم يستوعب المسؤولون الأمريكيون هذه الدروس.
وحول الاتهامات الصادرة مؤخراً ضد سورية بشأن الأسلحة الكيميائية أكدت زاخاروفا أن الوثائق الجديدة لا تختلف عن سابقاتها، وتحمل تناقضات وسوء قراءة واستنتاجاتها مجردة من (البراتميترات) التقنية، وهدفها تشويه سمعة الحكومة السورية مبينة في الوقت ذاته (أن الأمر الإيجابي هو الحديث عن استخدام الأسلحة الكيميائية من قِبل لا تنظيم (داعش) الإرهابي فقط، بل أيضاً مجموعات إرهابية أخرى).