الشيخ (سعد).. وإعادة إعمار سورية

صرح سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، بأن لبنان يستعد لمرحلة إعادة الإعمار في سورية، وستعمل الحكومة اللبنانية على تطوير البنية التحتية اللازمة لذلك، كي تكون مقراً للشركات الأجنبية القادمة لهذه الغاية.

قبل ذلك، منذ عامين تقريباً، كانت المؤسسات الدولية التي وضعت سيناريوهات لإعادة إعمار سورية قد سرّبت إلى الصحافة خبراً مفاده أن (طرابلس) ستكون قاعدة الانطلاق لجميع الشركات الأجنبية والعربية الآتية لنيل جزء من (كعكة) الإعمار في سورية.

لن نبحث مطولاً في الاعتبارات التي أملت على المسؤول اللبناني الإدلاء بتصريحه في هذا الوقت بالذات، لكن منطق الأحداث الجارية في سورية، وتقدم الجيش السوري في مواجهته للإرهابيين، وفك حصار دير الزور واستمرار الهدنة والتهدئة، وتقدير العديد من المحللين بأن نهاية الإرهابيين في سورية باتت وشيكة، جميع هذه الأسباب، أنطقت الشيخ سعد، إضافة إلى حسه (السوقي) تجاه أي مكسب، أو ربح يمكن الحصول عليه، خاصة بعد تراجع أعمال مؤسسات الحريري في الخليج.

السؤال هنا: لماذا على من يود المساهمة في إعمار سورية أن يتخذ لبنان مقراً له ما دام الوضع الأمني في سورية يسمح بإعادة الإعمار؟!

إن هذا التصريح يحمل في مضمونه اتجاهين متناقضين تماماً، الأول: اقتراب عملية إعادة الإعمار في سورية بعد إنجازات الجيش السوري، والثاني: التشكيك باستقرار الوضع الأمني والداخلي في سورية، رغم تراجع التأثير الميداني للإرهابيين في جميع مناطق البلاد.

يا شيخنا (المبجل).. إن سورية ستبدأ عملية الإعمار من جديد بإمكاناتها الذاتية، وبمساهمة رساميلها الوطنية ومؤسساتها العامة والخاصة من خلال شراكة حقيقية، وبمساعدة أصدقائها، وجميع الجهات الأجنبية الأخرى، التي تلتزم بالخطة الحكومية لإعادة الإعمار، ولا توجد مبررات لجميع هذه الجهات إنشاء قواعد لها في أي بلد آخر، فسورية هي قاعدة الانطلاق للجهات الجدية الساعية للمساهمة في هذه العملية، أما (الشقّيعة) والسماسرة ومقتنصو العقود، فليجدوا لهم قواعد في أي بلد آخر، فالملحّ اليوم هو إبعادهم نهائياً عن التدخل في عملية تعد الأهم في تاريخ سورية.

العدد 1140 - 22/01/2025