رسالة واضحة لأردوغان والجيش السوري يستعيد مناطق في شرقي حلب
فيما كان السيد دي ميستورا يروج لمشروع التحالف الدولي المعادي لسورية، والمتضمن مكافأة الإرهابيين في حلب الشرقية ومنحهم إدارة ذاتية لمناطق وجودهم كشركاء لـ(النصرة)، كانت طلائع الجيش السوري الباسل تدخل بعض المناطق شرقي حلب، وتستعيدها منطقة تلو أخرى، وسط حالة من الفزع والرعب التي سيطرت على الإرهابيين الذين شرعوا في الهرب.
لقد تحققت السيطرة على كامل حي بستان الباشا، وحي الصاخور، ومساكن هنانو، وعبَرَ المئات من سكان هذه الأحياء إلى المناطق الآمنة، واستقبل آخرون جنود جيشنا بهتاف (الله محيي الجيش). ويبدو أن الأيام القليلة القادمة ستحمل إلى السوريين نبأ استعادة حلب كاملة، خالية من النصرة، وإرهابيي أمريكا (المعتدلين).
لم تهمل الحكومة السورية أي اقتراح أو مسعى سلمي لاستعادة شرقي حلب، ففتحت الممرات الآمنة للسكان، وللمسلحين، لكن آل سعود وآل ثاني وأردوغان كان لهم رأي آخر، إذ وعدوا هؤلاء الإرهابيين بشتى أنواع الدعم للوقوف بوجه الجيش السوري، وسط تهويل أمريكي أوربي بالأوضاع (الإنسانية) للسكان الذين هم في الواقع يعانون من سلوك أمريكا والغرب وإرهابييهم المعرقل لأي حل سلمي للأزمة السورية.
في الوقت ذاته تلقى أردوغان رسالة واضحة من الجيش السوري، مفادها أن استباحة الأراضي السورية ليست نزهة، وأن سورية سترد الاعتداء بالطريقة التي يفهمها المعتدون. فقد أغار سلاح الجو السوري على قافلة من الدبابات التركية التي اقتربت من مدينة الباب، مما أدى إلى احتراق عدد منها وإصابة جنود أتراك.
إنها رسالة سورية (أنتم مسؤولون عن التوتر في المنطقة، وعليكم سحب قواتكم من الأراضي السورية). وترافقت الجهود العسكرية التي يبذلها جيشنا الوطني مع مساعٍ جديدة لإتمام المصالحات في مدينتي التل وخان الشيح بريف دمشق ومناطق أخرى تستكمل إنهاء الترتيبات لتحقيق مصالحات مشابهة.
المواطنون السوريون لم يعرفوا اليأس، ولن يعرفوه، وهم ماضون في دعمهم لجيشهم في مواجهته للإرهاب، من أجل فتح الآفاق لمستقبلهم الديمقراطي.. العلماني.. المدني.. المعادي لكل أشكال الهيمنة والتسلط، مستقبلهم القائم على توافق جميع مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية والدينية والإثنية.