السوريون.. جادون جداً.. غريب.. لماذا أصيب الغرب بالصدمة؟

متى تحدث (الصدمة) عادة؟!

قبل الإجابة عن هذا السؤال، لابد من التفريق بين الاصطدام والصدمة، فالاصطدام يقع عندما يتواجه جسمان كل منهما لايتوقع حركة الآخر نحوه، أو عندما يقف جسم ما، ويأتي آخر ليصطدم به.. إنها حركة معروفة في الفيزياء، وفي الحياة لها أكثر من معنى ومسار، وتبدو أحياناً منعطفاً قد يسبب الإحباط والمأساة والضرر لأحد الطرفين..

ومن ذلك يأتي الحديث عن الصدمة، تلك التي تحصل عندما يقع شيء غير متوقع  مفاجئ، فيترك أثراً في نفس من يراقبه!

الغرب أصيب بالصدمة نتيجة لما قام به الشعب السوري في الآونة الأخيرة. فأين موقع هذه (الصدمة)؟ ولماذا تحصل في فيزياء التعامل مع السوريين؟ وهل كان الغرب يتوقع أن الشعب السوري بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب الضارية عليه قادر على أن يتماسك وينهض ويغير صورة الحدث؟

المبعوث الخاص السابق للمرحلة الانتقالية في سورية فريديريك هوف، نبّه في مجلة (ذي أتلانتيك كاونسل)، إلى أن (الثالث من حزيران، شهد انتقاداً من السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد لسياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الملف السوري… في وقت محرج). والكاتب روبرت فيسك قال في مقالة في صحيفة (الإندبندنت) البريطانية، إن (الأسد تفوق على السيسي، الذي حصد 7,93 في المئة من أصوات المصريين)، مشيراً إلى أن (هناك اختلافاً واضحاً بين العمليتين في مصر وسورية، فمراكز الاقتراع في القاهرة كانت فارغة ومضجرة، بينما وقفت طوابير من الناخبين الذين اجتازوا البحار للمشاركة في الانتخابات) السورية.

الإعلام الغربي إذن هو من عبر عن تلك الصدمة، فقد أجبره الخبر الآتي من سورية على الحديث عن تلك المجموعات البشرية التي تعمّد تجاهلها منذ بداية الحرب، كما عبرت إحدى الصحف العربية، ونقلت عن شبكة (سي إن إن) الأمريكية قولها: إن  (السوريين يصطفون للاقتراع).

الجوهر الأساسي في الصدمة أن الغرب كان قد صدق أكاذيب أطلقها هو نفسه، فإذا به يكتشف أن ماقام به غير صحيح، وأن السوريين اتخذوا قراراً مهماً في منعطف حياتهم الصعبة..

الحل بيدكم أيها السوريون، وليذهب الآخرون إلى الجحيم، والحل بطبيعة الحال سوري مئة في المئة، يتحصن فيه السوريون وراء دولة قوية، يبنونها وفق الأسس التي يرونها صحيحة، ويعيدون البناء، والوقوف صفاً واحداً في وجه أولئك الذين يريدون إشعال الحرائق على أرض سورية لتحويلها إلى رماد!