الرئيس الأسد لراديو «أوربا 1» وقناة «تي. في 1»الفرنسيتين: نحارب من أجل الشعب السوري
أكد السيد الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع محطة راديو (أوربا 1) وقناة (تي في 1) الفرنسيتين، أن الانتصار في حلب هو خطوة مهمة على طريق هزيمة الإرهاب والقضاء عليه في سورية، وأنه ليس بوسعنا التحدث عن الانتصار في الحرب ما لم نلحق الهزيمة بالإرهابيين في كل مكان من سورية ونستعيد كل شبر منها ليعود تحت سلطة الحكومة.
وفيما يلي فقرات من إجابات السيد الرئيس في المقابلة:
لا نعتقد أن بوسعنا التحدث عن الانتصار في الحرب ما لم نلحق الهزيمة بالإرهابيين في كل مكان من سورية، إنها مجرد خطوة مهمة على طريق هزيمة الإرهاب والقضاء عليه في بلدنا، لكني أعتقد أن الطريق سيكون طويلاً، ولسبب وحيد وبسيط هو أن الإرهابيين ما زالوا يتلقون الدعم من العديد من الدول الغربية بما فيها فرنسا وبريطانيا وبما فيها تركيا والسعودية وقطر في منطقتنا.
من المؤكد أنني عندما أتحدث عن القضاء على الإرهابيين في بلدنا، فإن ذلك يعني استعادة كل شبر من بلدنا ليعود تحت سلطة الحكومة، لأن واجب أي حكومة هو بسط سيطرتها في كل مكان.
هناك وجود لـ (داعش) قرب دمشق، وهم موجودون في كل مكان، إنهم موجودون في تدمر الآن وفي الجزء الشرقي من سورية، وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بالرقة، كل مكان يحظى بالأولوية طبقاً لتطورات المعارك، لكنها جميعاً هي نفسها بالنسبة لنا، الرقة وتدمر وإدلب جميعها تحظى بالأهمية نفسها.
نحن لسنا نظاماً، بل دولة ومؤسسات، ثانياً، هذه هي الشيطنة التي تستخدمها وسائل الإعلام الرئيسية والطبقات السياسية الغربية فيما يتعلق بسورية والحكومة السورية والجيش السوري، لأنهم دعموا أولئك (المعتدلين) في البداية، وفي البداية قالوا إنهم كانوا (متظاهرين سلميين) ومن ثم قالوا: (إنهم ليسوا سلميين بل مقاتلون، لكنهم معتدلون)، دون أن يدركوا أنهم كانوا يدعمون الأساس ذاته للقاعدة و(داعش)، لهذا يقولون إننا نحاول أن نروج لأولئك الإرهابيين واستخدامهم كبديل بحيث لا يمتلك الغرب خياراً، أولاً، ليس على الغرب أن يختار بيني وبين (داعش)، كي أكون صريحاً معك فإن شعبي هو من له الحق أن يختار لأنها مسألة سورية بحتة، ولذلك فإننا لا نكترث لما يعتقده المسؤولون الغربيون بهذا الشأن، عليهم أن يقلقوا على شعبهم وأن يحموا شعبهم من الهجمات الإرهابية التي تحدث بسبب سياساتهم.
بدأت السياسة الفرنسية منذ اليوم الأول بدعم الإرهابيين في سورية وهي مسؤولة مباشرة عن عمليات القتل الجارية في بلدنا.
هم قالوا ذلك، أنا لم أتهمهم، قالوا مراراً إنهم دعموا الحرب وقال هولاند مؤخراً إنه كان من الخطأ عدم شن الحرب عام ،2013 هم قالوا إنهم يرسلون السلاح لما يسمونها المجموعات (المعتدلة) التي هي في الحقيقة مجموعات إرهابية، هم وليس أنا من قال ذلك، الأمريكيون قالوا الشيء نفسه، والفرنسيون قالوا الشيء نفسه، وبالتالي إذا عدت إلى تصريحات مسؤوليكم على مدى السنتين والثلاث أو الأربع سنوات الماضية فستجد أكثر من تصريح على لسان المسؤولين الفرنسيين يتهمون أنفسهم بأنفسهم.
نتابع الانتخابات الفرنسية بشكل عام، وليس بالتفاصيل، لأننا لا نراهن على الانتخابات الغربية لسبب بسيط ووحيد هو أننا لا نأخذ ما يقوله المسؤولون الغربيون خلال حملاتهم على محمل الجد، لأنهم يقولون شيئاً للناخبين ليكسبوا أصواتهم، وليس من أجل بلدهم، هذا هو الواقع، وأنا أتحدث بصراحة معك.
في الواقع، في أحد الوفود التي زارت سورية، وكان وفداً برلمانياً، كان أحد أعضائه من المخابرات، وبالتالي فهي (الاتصالات) موجودة، بالطبع الحكومة الفرنسية قالت إنه وفد برلماني ولا علاقة للحكومة به وإنها لا توافق على الزيارة، هذا غير صحيح، هناك بالطبع العديد من القنوات.
لا أستطيع أن أشعر بارتياح ( تجاه دونالد ترامب) ما لم أر سياسته حيال سورية، فأنا لم أرها بعد، مرة أخرى علينا أن نكون حذرين مع كل قائد غربي لأنهم يستطيعون قول شيء وفعل عكسه، أو يفعلون شيئاً في الصباح وعكسه في المساء، إنهم لا يلتزمون بشيء، وهم براغماتيون جداً، لدرجة أنهم يبيعون قيمهم، بل على الأرجح أن ليست لديهم قيم في سياساتهم.
كلما كان الدعم أكبر لأي عملية سياسية كان ذلك أفضل، لكن الدول الغربية التي كانت ضالعة في تلك العمليات السياسية وبشكل أساسي فرنسا وبريطانيا خسرت فرصة تحقيق أي شيء في جنيف مرتين في جولتي جنيف، ولم تستطع تحقيق شيء لأنها دعمت تلك المجموعات التي مثلت الإرهابيين ضد الحكومة، لم ترد هذه الدول تحقيق السلام في سورية، بل أرادت تحقيق أهدافها من خلال محور السلام في العملية برمتها.
مرة أخرى، كلما كانت هناك مشاركة من سائر أنحاء العالم كان أفضل، وهذه ليست رؤيتنا فقط، بل الرؤية الروسية أيضاً، وقد دعا الروس العديد من الدول للمشاركة ولمساعدتهم في محاربة الإرهاب ودعم هذه العملية السياسية، لكن الدول الغربية عزلت نفسها، وليست إيران وروسيا، الدول الغربية كانت سلبية جداً في التعامل مع جميع هذه المبادرات، على سبيل المثال، أين هم في أستانا؟ هل أخبرهم الروس بألا يأتوا؟ لا لم يفعلوا ذلك، هم اختاروا عدم المشاركة.
نحن صناع القرار فيما يتعلق بسورية، أما فيما يتعلق بدول أخرى، فلا أستطيع التحدث نيابة عنهم، الروس يحترمون سيادتنا، وكل خطوة اتخذوها سواء كانت خطوة استراتيجية أم تكتيكية فإنها كانت بالتعاون والتنسيق مع سورية، لم يتخذوا خطوة واحدة من دوننا، إنهم يبنون سياساتهم على القيم وعلى مصالحهم، وخصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، بالتالي لا، نحن أصحاب القرار.
المؤكد للجميع بالطبع هو أنه لولا الدعم الروسي لكانت الأمور أسوأ، إلى أي حد أسوأ؟ لا أحد يعرف، لا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت ستصمد أو ستنهار، لكن من المؤكد أن الدعم الروسي كان حاسماً جداً في جعل (داعش) و)النصرة) يتقلصان، لأنهما كانا يتمددان بعد شروع التحالف الأمريكي بهجماته، أو بحملته التجميلية في سورية، كان التنظيمان يتمددان إلى أن تدخل الروس، فبدأا بالانحسار.. هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة.
في هذه الأثناء ثمة وسيلة واحدة متاحة للناس، إما أن يدعموك أو لا يدعموك، بعد ست سنوات من الحرب، إذا كان لذلك الرئيس سجل سيئ في رأي الشعب السوري فلماذا يدعمه؟ سؤال بسيط، لماذا ينبغي عليهم دعمه؟ لماذا لم يدعموا الارهابيين؟ وبالعودة إلى سؤالك عندما تتحدث عن مقتل 300 ألف شخص أو 400 ألف شخص، وتقول إن الرئيس قتلهم فإنك بذلك تمنح الإرهابيين شهادة حسن سلوك، لأننا سنكون نحن من يقتل الناس وهم من يحميهم، أي أن القاعدة و(النصرة) و(داعش) هم من يحمي الناس، هذا فحوى ذلك السؤال، أما الواقع فهو أننا نحارب من أجل الشعب السوري، ولهذا السبب فإن الشعب السوري دعم حكومته وجيشه ورئيسه.