المقداد: سورية ستقابل أي تحرك تركي عدواني بالتصدي الملائم
حذر نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد القيادة التركية من أنه في حال المبادرة إلى بدء (أعمال قتالية) في منطقة عفرين السورية، فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانياً من قبل الجيش التركي على سيادة أراضى الجمهورية العربية السورية طبقاً للقانون الدولي المعروف لدى الجانب التركي.
وفي بيان تلاه أمام الصحفيين في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين أكد الدكتور المقداد أن سورية ستقابل أي تحرك تركي عدواني أو بدء عمل عسكري تجاه الجمهورية العربية السورية بالتصدي الملائم، منبهاً إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء سورية، وهذا يعني أنه في حال اعتداء الطيران التركي على سورية فيجب عليه ألا يعتبر نفسه في نزهة.
وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين على أن وجود القوات المسلحة التركية على الأراضي السورية (أمر مرفوض تماماً)، وستدافع القوات المسلحة السورية الباسلة عن الأراضي السورية (بكل ما يتطلبه ذلك من شجاعة وإقدام معروفين عن الجيش العربي السوري وعن القوات الحليفة له).
وقال الدكتور المقداد: (أؤكد.. وأرجو أن يسمع الأتراك جيداً وأن تصل هذه الرسالة بشكل واضح لكل من يهمه الأمر، أن عفرين خاصة والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من الجمهورية العربية السورية كانت منذ الأزل وستبقى أرضاً عربية سورية).
وبيّن المقداد أن تصريحات القيادة التركية مؤخراً تثير (قلقنا العميق وعملية قرع طبول الحرب من قبل القيادة التركية تثير استياء ورفض الشعب السوري بشكل كامل)، مشيراً إلى أن سورية سعت طيلة السنوات الماضية إلى بناء أفضل العلاقات مع الشعب التركي الجار، وهي كانت وما زالت حريصة على ألا يتعرض الشعب التركي لأي أذى سواء كان في إطار الإرهاب أو في إطار الحفاظ على وحدة أراضي تركيا.
وقال المقداد: (إن أنقرة في حال إقدامها على أي عمل عسكري ستعقّد وضعها كأحد رعاة التسوية في الأزمة في سورية وستقدم نفسها على درجة واحدة مع المجموعات الإرهابية، أي أنه لن يكون هنالك أي اختلاف ما بين الممارسات التركية وممارسات المجموعات الإرهابية التي استهدفت سورية طيلة السنوات السبع الماضية) مشيراً في الوقت ذاته إلى انه يجب الأخذ بعين الاعتبار الدعم الذي قدمته القيادة التركية للمجموعات الإرهابية، بتسليحها وبتمريرها إلى سورية وتمويلها وبالتعاون معها بهدف قتل السوريين وتدمير بلدهم.
ورداً على سؤال عن موقف سورية من دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا لعقد اجتماع خاص في فيينا بين وفد الجمهورية العربية السورية وممثلين عن المعارضة قال المقداد: (سورية كانت تستجيب دائماً لأي جهد دولي من أجل المساهمة في إنهاء الأزمة، ونحن حضرنا جنيف وأستانا وسنحضر في سوتشي خلال الأيام القليلة القادمة، والدعوة الجديدة لحضور اجتماع في فيينا سيتم التعامل معها في هذا الإطار، أي أن سورية ستشارك في اجتماع فيينا، لكن المطلوب أن يمارس المبعوث الخاص دوره كوسيط وميسر لهذه المباحثات وألا يفرض أجندته عليها، ونعتقد أن ما يجب أن يناقش في هذه الجولة هو ما يتفق عليه السوريون دون شروط أو آراء مسبقة من المبعوث الخاص، لأن ذلك يتناقض بشكل أساسي مع المهمة المكلف بها من قبل مجلس الأمن وفي إطار القرار الدولي 2254).