كلمة الرفيق حنين نمر الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد في مؤتمر اللجنة المنطقية
معركتنا مع تحالف الاستعمار والرجعية لم تنته بعدبحلب أيها الأصدقاء والرفاق!
إنه لمن دواعي سروري أن يجتمع في هذه القاعة ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية في مناسبة تخص حزبنا الشيوعي السوري الموحد الذي يمتلك تجربة غنية وطويلة المدى في التحالفات، وهي التي كان ومايزال ينظر إليها كعامل أساسي في الوحدة الوطنية والدفاع عن الوطن.
نحن اليوم نشارك منظمة حزبنا في حلب مؤتمرها الذي سيناقش فيه تقارير المكاتب الفرعية للمنظمة وانتخاب لجنة منطقية جديدة، ووضع برنامج عمل وخطة سنوية للمنظمة.
نقول ذلك لنؤكد لأنفسنا بالدرجة الأولى مدى أهمية العمل السياسي في حياة البلاد، ومدى أهمية الديمقراطية في العلاقات الحزبية. ويكتسب كل ذلك ضرورة بالغة في صراعنا مع الرجعية السوداء التي تقيم أينما حطّت نظاماً ظلامياً ينتمي إلى شرعية الغاب، كما شهدنا نماذج عديدة عنها في المعركة الدائرة مع الفئات التكفيرية والفصائل الإرهابية التي ارتبطت بالاستعمار الأمريكي وأصبحت أداة من أدواته عوضاً عن استعمال جنوده وقتلهم في المعارك، كما بدأت بالتحرش بقوى حركة التحرر الوطني العربية، في محاولة منها لإعاقة تأسيس المشروع القومي العروبي والديمقراطي. وبذلك يمكن القول إن سورية لم تعد تواجه نوعاً واحداً من الأعداء، بل حلفاً يضم السعودية وتركيـــــــــا وقطر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وباتخاذها قرار الدفاع عن النفس بكل الطرق ومنها الاستعانة بقوة الحلفاء المخلصين، تكون سورية قد وجهت ضربة قاصمة للمشروع التقسيمي، وتحولت إلى دولة مجابهة، وهو القرار الذي هزّ أركان طواغيت المال والرجعية، وأعاد إلى سورية قدرتها على التحكم بالمعركة، وأصبحت ركناً أساسياً من أركان حلف المقاومة الذي يضم إيران والعراق والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية واليمنية بدعم أصيل من روسيا والصين ودول بريكس.
هكذا إذاً نفهم المعركة الكبرى التي تدور رحاها على الأرض العربية، فهي معركة من أجل تحررنا السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والفكري ضد الإمبريالية بكل أشكالها وضد الصهيونية المتجسدة بدولة إسرائيل الكيان المصطنع.
ورغم أن الرجعية السوداء وأذنابها هم الذين بدؤوا بإشعال الحريق، إلا أن سيوفهم ارتدت إلى نحورهم، فخرجنا بذلك باستنتاج استراتيجي خطير وهو أن حلف الأعداء حلف قابل للهزيمة وقد تلقاها بالفعل، ولكن كل عربي شريف لن يألو جهداً حتى يتحقق النصر الأكبر لنا، والهزيمة الأكبر لهم.
نحن نرى أن العالم يتغير تدريجياً نحو الأفضل بسبب ميلان ميزان القوى العالمي إلى ميزان يميل لصالح قوى التقدم والحرية والسلام والديمقراطية، وبذلك انقطع الطريق على المتخاذلين والمحبطين والمتشائمين.
وقد جاءت الانتصارات الأخيرة لجيشنا العربي السوري البطل لتؤكد هذا الواقع الجديد.
أيها الرفاق والأصدقاء!
إن معركتنا مع حلف الاستعمار والرجعية السوداء لم تنته بعد، سواء اتخذت طابعاً مسلحاً أم غير ذلك، فالجانب السياسي من برنامج حزبنا ينصبّ على استكمال تحرير الأجزاء التي ما يزال الإرهابيون يستولون عليها، كما يقع على عاتقنا نحن وأنتم تقديم برنامج اقتصادي في صالح الجماهير الشعبية التي تكتوي بناء الغلاء والفساد، إذ يكفي ما نُهب على أيادي الرأسمالية الطفيلية، خاصة أننا في وضع الآن غاية في الدقة والحاجة إلى تمويل عملية إعادة الإعمار تزداد باطراد، هذه العملية التي في جوهرها هي عملية سياسية وطنية بامتياز وهي امتداد لعملية القضاء على الإرهاب والإرهابيين.
إن مجابهة الفكر الظلامي لا تتحقق بأساليب قمعية فقط، بل تحتاج أيضاً إلى مقارعة الفكر بالفكر، وإلى مزيد من الحريات الديمقراطية، ونشر الأفكار التنويرية على أوسع نطاق من خلال استعادة روح العمل السياسي بين الجماهير أحزاباً وأفراداً.
إننا واثقون أن تعاوننا معاً، سواء في إطار الجبهة الوطنية التقدمية أم خارجها، سيلعب دوراً كبيراً في تمتين الجبهة الداخلية ويقوي من صمود سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في وجه المؤامرات والمخططات الاستعمارية والرجعية.
نتمنى لمؤتمركم النجاح التام.