دي ميستورا: التوصل إلى جدول أعمال واضح للحوار

 أكد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا التوصل إلى جدول أعمال واضح للحوار السوري السوري في جنيف، بإضافة سلة رابعة بناء على طلب وفد الجمهورية العربية السورية، تشمل استراتيجية مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى الاتفاق على منهجية لمعالجة السلات الأربع بشكل متوازٍ.

وأعلن دي ميستورا في مؤتمر صحفي في جنيف مساء يوم الجمعة الماضي وصول الجولة الرابعة من الحوار السوري السوري إلى نهايتها وقال.. (كانت هذه الاجتماعات الأولى منذ عشرة أشهر وقد قضينا عشرة أيام كثيفة من العمل.. وقد جرى التفاعل بشكل إيجابي معي ومع فريقي.. ولم تكن الاجتماعات دائماً باليسيرة، بل أحياناً كانت صعبة للغاية ولكنها كانت بناءة).

وأضاف دي ميستورا: (إننا هنا لنناقش تنفيذ القرار 2254 وأتوقع من الأطراف أن تمضي قدماً في وضع اتفاق إطاري تكون فيه حزمة سياسية للعملية السياسية التفاوضية التي ينبغي أن تؤدي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 الذي يحتوي على ترتيب واضح وجدولة زمنية).

وقال دي ميستورا: (أعتقد أن أمامنا الآن جدول أعمال واضحاً ينعكس في سلات أربع (ثلاث زائد واحدة): السلة الأولى تشمل كل القضايا المتعلقة بإنشاء الحوكمة التي تتمتع بالمصداقية وتكون شاملة غير طائفية في فترة نرجو أن تكون ستة أشهر.. والسلة الثانية تشمل كل القضايا التي نرجو أن تتحقق في ستة أشهر أيضاً لوضع الجدول الزمني لعملية صياغة دستور جديد.. والسلة الثالثة تشمل كل ما يتعلق بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد وضع دستور وذلك في غضون ثمانية عشر شهراً، وتشمل أعضاء من الجالية في المهجر التي يحق لها المشاركة وذلك وفق القرار 2254).

وأوضح دي ميستورا أن (السلة الرابعة أُضيفت بناء على طلب وفد الحكومة السورية، وتأتي داخل سياق عملية الانتقال السياسي وتشمل استراتيجية لمكافحة الإرهاب والحوكمة الأمنية وتدابير بناء الثقة متوسطة الأجل) مشيراً إلى أن أستانا وجنيف يكملان ويعززان أحدهما الآخر.

وتابع دي ميستورا: (ننظر إلى الجهود المبذولة في أستانا، وهي تحظى بدعم الأمم المتحدة النشط وتتعلق بالمحافظة على وقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة قصيرة الأجل ومسائل مكافحة الإرهاب، ومن الناحية التنفيذية أو التشغيلية وقف إطلاق النار.. ويرمي إلى تسهيل كل المسائل الأخرى التي تتعلق بالأشخاص العاديين مثل النفاذ الإنساني وأيضاً إطلاق سراح السجناء.. وقد سمعنا اقتراحاً من وفد الحكومة السورية بشأن إمكانية تبادل المعتقلين والمخطوفين، وهذا الأمر سيجري بحثه في أستانا).

وقال دي ميستورا: (إذاً في جنيف السلة الرابعة تتناول استراتيجية مكافحة الإرهاب وما يمكن القيام به.. أما في أستانا فسيتم تناول مكافحة الإرهاب ذاته.. فوقف إطلاق النار هو الذي يسمح بالتركيز على المنظمات الإرهابية، وبالنسبة للأمم المتحدة هناك منظمتان إرهابيتان: النصرة وداعش) مضيفاً.. (ركزنا على الحاجة الحيوية وهي وصول المساعدات الإنسانية دون أي عائق).

وتابع دي ميستورا: (هناك نقطة ثالثة.. ناقشنا بالفعل مضمون السلات وذلك بفضل مساهمات وأفكار تقدمت بها الأمم المتحدة، ومن خلالها عرفنا ما هي مواقف الأطراف الأخرى، وكان بالإمكان مناقشة قضايا بشكل متعمق مرتبطة بالحكم والدستور والانتخابات، كما ناقشنا الموضوع الإضافي وهو موضوع مكافحة الإرهاب والقضايا الأخرى ذات الصلة).

وأشار دي ميستورا إلى الاتفاق على منهجية حيث ستجري معالجة السلات الأربع وذلك بشكل متوازٍ. وقال: (رغم أن الهدف النهائي بالطبع هو الاتفاق على التوصل إلى حوار مباشر بين المعارضة ووفد الحكومة إلا أننا لاحظنا في جنيف وفي أستانا أنه ربما من الأجدى أن نستمر في هذه المناقشات غير المباشرة مثل تلك التي أجريناها هنا.. وبالطبع سننتقل إلى هذه المحادثات المباشرة عندما نرى أن الوقت قد حان لها).

وتابع دي ميستورا: (نحن مستعدون لإجراء مناقشات فنية وإنشاء فرق عمل مشتركة أو لجان أو أي ترتيبات أخرى، وذلك لمواصلة العمل أثناء الفترات الفاصلة بين الجولات).

وقال دي ميستورا: (هناك أيضاً موضوع مهم وهو النقطة السادسة يثار مراراً وتكراراً.. لاحظنا أن هناك تقدماً في هذه الجولة حول الحاجة لإيجاد (وفد معارضة) واحد للتفاوض مع وفد الحكومة، ونحن ندرك ذلك وندعمه وحاولنا تيسيره من خلال دعم الحوار بين المدعوين واستمر هذا الدعم حتى يومنا هذا، وسنواصل هذا الجهد بكل تأكيد بهذا الاتجاه وذلك لكي تتمكن تلك الوفود في إطار القرار 2254 من التوصل إلى نقاط وموقف مشترك لأنه بالفعل هناك نقاط مشتركة، وربما سمعتم عن الـ(لا ورقة) المكونة من 12 مبدأ وفيها حاولنا تلخيص ما استخلصناه من الجولات السابقة في الأشهر الماضية من نقاط مشتركة قد تشكل قاعدة ومبادئ مشتركة).

وأشار دي ميستورا إلى أنه سيقدم في الأيام المقبلة إحاطة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وإلى مجلس الأمن، وعلى أساس الإشارات التي سيقدمها الأمين العام ومجلس الأمن ينوي توجيه دعوة للمشاركين في الحوار السوري السوري لحضور جولة خامسة في آذار.

وأضاف دي ميستورا: (نعتقد أن الجميع على استعداد ليس فقط من حيث المنهجية وإنما أيضاً من حيث المضمون لتناول السلات الأربع التي أشرنا إليها.. القطار جاهز في المحطة ولا يحتاج الآن إلا إلى المحرّك أو المسرّع، وهذه الآلة بين أيدي المشاركين هنا في جنيف.. أعرف وتعرفون أنه لا يزال هناك من يعتقد أن هناك خياراً عسكرياً.. هذا وهم.. الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسياً يراعي تطلعات الشعب السوري وسترى الأمم المتحدة وستحقق في الأسابيع والأشهر المقبلة إن كان بالإمكان التوصل إليه وفي رأينا يجب التوصل إليه).

وأكد دي ميستورا أن لديه شعوراً بأن الأطراف جاهزة للحوار وهذا هو المهم. وقال: (الشعور هو أننا سنمضي قدماً).

ورداً على سؤال قال دي ميستورا: إن (الوفد الروسي إلى جنيف كان مرموقاً وعمل على دفع المسار السياسي انطلاقاً من أن نجاح اجتماع أستانا سينعكس إيجاباً على محادثات جنيف والعكس صحيح.. فأستانا وجنيف متكاملان وإذا نجحت أستانا يعني أن وقف إطلاق النار سيترسخ ثم ستكون المحادثات مفيدة، وإن لم تكن مفيدة فإن وقف إطلاق النار سينهار وبالتالي، لا أحد رهينة لأحد وإنما العمليتان متكاملتان).

وأشار دي ميستورا إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف دعم إعطاء زخم لجنيف وقال: (أثناء عملية جنيف كان هناك مسؤولون كبار من إيران وتركيا أيدوا ضرورة إيجاد زخم لدعمها بهدف إنجاحها).

ورداً على سؤال عن المعلومات حول عدم تمديد مهمة دي ميستورا في الفترة القادمة كمبعوث دولي، وما موقف الأطراف كافة من موضوع السلات الأربع، قال دي ميستورا: (فيما يتعلق بالسؤال الثاني لن أكشف الرد.. هذه هي مهمة الوسيط إذ لا يمكن ان يكشف كل المواقف وإلا فهو ليس بوسيط. أما بالنسبة للسؤال الأول.. كل منصب وكيل أمين عام أو مساعد أمين عام في الأمم المتحدة عند قدوم أمين عام جديد للمنظمة سيبقى ثلاثة أشهر ثم ينهي عمله، إلا إذا طلب منه الأمين العام خلاف ذلك).

وأوضح دي ميستورا رداً على سؤال.. أن عمله يسترشد بالقرار 2254 معتبراً أنه محدد للغاية في أحكامه وقال: (أحاول أن ألتزم به ورغبتي هي بدلاً من دعوة مجموعات جديدة أن يدرك الجميع أن الحل الأفضل هو الوحدة، لذلك لا أفضل دعوة مجموعات جديدة وإنما التحفيز على جلوس الجميع تحت مظلة واحدة).

وأكد دي ميستورا أنه تم الاتفاق على ما ورد في القرار 2254 أي السلات الثلاث الرئيسية إضافة إلى سلة رابعة حول الإرهاب. وقال: (بالطبع تفسيرنا لهذا الموضوع هو معالجة الإرهاب من منظور مختلف عن المنظور الذي تعالجه أستانا، وأعتقد أنه من هذا المنطلق يمكن أن تكون هناك موافقة على جدول الأعمال لأنه سيجري تناول هذه السلات بالتوازي، ولكن قد نتقدم بشأن سلة منها بسرعة أكبر).

من جهة ثانية أفادت مراسلة (روسيا اليوم)، بأن المبعوث الدولي الخاص، ستيفان دي ميستورا، قدّم للأطراف السورية المشاركة في اجتماع (جنيف 4) ورقة مكونة من 12 بنداً، تتضمن رؤية الأمم المتحدة حول نظام الحكم في سورية. وأشارت المراسلة في العاصمة السويسرية جنيف، الخميس 2 آذار، إلى أن الورقة مكونة من مجموعة أفكار عامة لا تختلف عليها الأطراف المشاركة في الاجتماع.

وعددت المراسلة النقاط على النحو التالي:

1- احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.

2- المساواة التامة من حيث السيادة الوطنية، وممارسة دورها الكامل في المجتمع المدني، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية و(يظل الشعب السوري ملتزماً باستعادة الجولان السوري المحتل بالوسائل المشروعة).

3- يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية.

4- تكون سورية دولة ديمقراطية وغير طائفية تقوم على المواطنة والتعددية السياسية وسيادة القانون.

5- تلتزم الدولة بالتمثيل العادل وبإدارات المحليات في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات.

6- استمرارية عمل الدولة ومؤسساتها وتحسين أدائهما.

7- الحفاظ على القوات المسلحة.

8- رفض الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية.

9- احترام حقوق الإنسان وإيجاد آليات لحمايتها.

10- إسناد قيمة عالية للهوية الوطنية لسورية.

11- توفير الدعم للمحتاجين وضمان السلامة والمأوى للاجئين والمشردين بما في ذلك حقهم في العودة إلى ديارهم.

12- حماية البيئة والتراث الوطني.

وقالت المراسلة إن هذه هي أبرز النقاط التي ينتظر أن تدرسها وتناقشها الأطراف خلال الجلسات المقبلة، مشيرة إلى أن الورقة سبق أن وزعها دي ميستورا باللغة الإنجليزية في جلسة سابقة عقدت اليومين الماضيين، ووزعت باللغة العربية يوم الخميس.

العدد 1140 - 22/01/2025